فتح السجن المحلي بخنيفرة أبوابه مجددا في وجه المحيط الخارجي، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للسجين، حيث نظم عدة أنشطة تربوية ورياضية وفنية، على مدى خمسة أيام، من 1 إلى 7 دجنبر 2011، تحت شعار "تأهيل السجين وإدماجه رهان المستقبل"، وعلى خلفية ما لهذه المناسبة من دلالات لصيقة في مجمل معانيها بمبدأ أنسنة المؤسسة السجنية، تم إجراء عدة مباريات في كرة القدم بمشاركة أربعة فرق من نزلاء أحياء "الرحمة" و"التوبة" و"الأمل" و"النهضة"، إلى جانب دوري في كرة الطاولة، ثم مسابقة في العدو الريفي خاصة بالأحداث، وأخرى ثقافية من تنشيط نزلاء يدرسون بجناح التكوين المهني، قبل تنظيم نهائي في كرة اليد وآخر في الشطرنج وكرة الطاولة. وعلى المستوى الإبداعي، لم تخل المناسبة من قراءات شعرية شارك فيها عدد من نزلاء المؤسسة، وقد تميزت كل التظاهرات الرياضية والثقافية بأجواء احتفالية حماسية قضى خلالها النزلاء لحظات لا فرق بينها وبين ما يجري خلف الأبواب الحديدية، ما أكد للجميع على أهمية إستراتيجية المندوبية العامة لإدارة السجون من خلال دعوتها إلى الحرص على أنسنة فضاء الاعتقال وجعله مكانا للإصلاح بما يتماشى وجهود تحويل العقوبة السجنية من حيز زمني تسلب خلاله الحرية، إلى فرصة لتأهيل السجين على المستويات المهنية والتربوية والنفسية، وذلك في إطار المقاربة الجديدة التي يتم إضفاؤها على حياة المؤسسة السجنية بالرغم من القرار الزجري العقابي الذي يطبعها. وصلة ببرنامج "التظاهرة السجنية" بخنيفرة، تم تنظيم لقاء تواصلي تحسيسي من تأطير تقني متخصص يشرف على مطبخ المؤسسة حول موضوع "الوقاية من التسمم الغذائي"، ثم لقاء تحسيسي حول "الرعاية الصحية بالوسط السجني" من تأطير الطاقم الطبي للمؤسسة، بينما عاش النزلاء مع أطوار شريط سينمائي ديني يحكي قصة النبي إبراهيم الخليل. وحتى يشعرن بأنهن موضع عناية ورعاية هن أيضا، لم يفت السجن المحلي بخنيفرة تنظيم حفل حناء لفائدة النزيلات اللائي تم إشراكهن في برنامج الاحتفال باليوم الوطني للسجين، علما بأن أغلبهن لم يتوقعن أن جزءا من عمرهن سيقتطعه «الحبس» في يوم من الأيام. وفي أجواء أشبه بعرس حقيقي تطبعه الحميمية والأسرية، و بحضور أعضاء من الهيئة القضائية ورؤساء بعض المصالح الخارجية ومكونات من المجتمع المدني والمنابر الإعلامية، وأمام المئات من النزلاء، لم يفت مدير السجن المحلي استعراض أهمية ودلالة الاحتفال باليوم الوطني للسجين الذي يصادف أول زيارة ملكية لأحد سجون المملكة، في السادس من دجنبر 2001، كما أوضح المسؤول السجني المغزى من وراء إيمان السجن المحلي بخنيفرة ب"أهمية التظاهرات السجنية في الحفاظ على مؤهلات السجين وتهييئه من أجل إعادة إدماجه في حضيرة المجتمع"، وفي سبيل تحقيق الأهداف التربوية والإصلاحية الرامية إلى تأهيل النزلاء بعد الإفراج عنهم، وهي الأهداف التي أصبحت تتقاسمها كل مكونات المجتمع المدني بكل تلاوينها ومشاربها. برنامج الحفل الختامي تم تفعيله في أجواء احتفالية أنست النزيلات والنزلاء، ولو لزمن قصير، رتابة الاعتقال وأصوات المفاتيح ونظام الحراس والحيطان العالية، حيث حضر جميعهم حفلا موسيقيا فنيا شاركت فيه عدة فرق فنية جمعت بين العصري والشعبي والفولكلوري والشبابي، ولم يتوقف العشرات من النزلاء عن التصفيق والرقص والمرح بعفوية تلقائية، ولإعطاء هذا الحفل قيمته الأصيلة تم «تخليله» بكؤوس من الشاي على شرف الضيوف بصورة متمسكة إلى حد بعيد بالطقوس والتقاليد الشعبية الأصيلة.