> نزيلات السجن المحلي بخنيفرة احتفلن باليوم العالمي للمرأة: بمبادرة من جمعية «تايمات»، التي تقودها مجموعة من النساء الفاعلات في الحقل الجمعوي والاقتصادي والاجتماعي، تم اختيار نزيلات السجن المحلي بخنيفرة لإشراكهن في احتفال الوطن باليوم العالمي للمرأة حتى لا تشعر هذه «الشريحة السجينة» بنقص أو «حكرة» بالمقارنة مع أخواتهن النساء، علما بأن الظروف وحدها دفعت بهن إلى هذا المكان الداكن بعيدا عن نسمات الحرية، والأساسي أن تشعر السجينات أن المجتمع لا ينبذهن، وأنهن موضع عناية ورعاية من طرف المجتمع المدني، وفي مثل مبادرة «تايمات» ما يروم إعادة إدماجهن في المجتمع. بقلب السجن المحلي سطرت «تايمات» برنامجا عليه ملامح المساواة والفرح، إذ نظمت على طريقة التقاليد المغربية حفل حناء استدعت إليه مجموعة من «النقاشات» تفنن في تزويق أطراف السجينات بتشكيلات مختلفة، وبعدها أقامت الجمعية مأدبة غداء على شرف أكثر من 35 نزيلة، وتضمنت الوجبة العائلية الأصيلة أكلات مغربية من الدجاج و»البسطيلة» والشاي بغاية أن يكون العمل حفلا حقيقيا، حتى أن النزيلات عشن لحظات سعيدة، وبينما حضر بعضهن بالقفطان المغربي والجلباب الأصيل، لم تفارق الابتسامة شفاه أخريات، وأغلبهن جميلات لم يتوقعن يوما أن «الحبس» سيقتطع جزءا من عمرهن. وفي لحظات شبيهة بحفل زفاف نسيت النزيلات أنهن ما زلن خلف أسوار السجن، ولو لوقت قصير تكسرت عليه رتابة الاعتقال والأبواب الحديدية وأوامر الحراس والحيطان العالية، حيث حضرن حفلا موسيقيا فنيا شاركت فيه مجموعة الفنان أبراوي الذي هز النزيلات بإيقاعات ساخنة من كمنجته، والتي ازدادت روعة ب»تَامَاوايْت» الفنانة مينة القادمة من جبال الأطلس الشامخة، وبينما لم تتوقف غالبية النزيلات عن الرقص والمرح وإطلاق البعض منهن لشعورهن من باب إحساسهن بالسعادة، ولم تجد بعضهن بدا من إطلاق الزغاريد، شوهدت رئيسة جمعية «تايمات» وهي تحاول مراقصة طفلة إحدى النزيلات بالتبني، واندمجت بعض موظفات السجن المحلي مع أجواء الحفل، وكما شاركن بالحلوى والشاي صفقن كثيرا هن أيضا على نغمات هذا الحفل بعفوية مطلقة قبل أن ينضم إليهن عدد من الموظفين. وفي فورة الحفل الفني زادت الفنانة خديجة البوهالي فألهبت الجميع في سفرها بهن على قطع غنائية مختارة من خالدات عربية ومغربية، فغنت للسيدة أم كلثوم وإبراهيم العلمي ولطيفة رأفت، واستطاعت هذه الفنانة أن تستحوذ على إعجاب الحاضرات والحاضرين، وأن تستقطب إليها تصفيقات ورقصات حارة من النزيلات، تلاها عازف الأورغ الشاب منير بمعزوفات رائعة خللها بمختارات أمازيغية أصيلة، قبل اختتام الحفل بكلمات رقيقة باسم جمعية «تايمات» وإدارة السجن، وبنبرة تجمع بين القوة والحزن أخذت إحداهن كلمة باسم نزيلات السجن المحلي، وهي مواطنة محكومة ب 25 سنة في قضية جريمة قادها إليها القدر، وفي كل يوم تنتظر رحمة خالق العدالة. جمعية «تايمات» التي وعدت إدارة السجن بالتكلف بإقامة حفل زفاف سجين بسجينة حالما تنتهي مراسيم القِران، قامت هذه الجمعية بتوزيع عدد من الكراسي المتحركة على عدة مواطنين وأطفال من إقليمخنيفرة، كما زارت أشقاء مكفوفين وسلمتهم ملابس وأفرشة، وتستعد من الآن لحفلها السنوي، في إطار «ربيع تايمات»، المقرر تنظيمه خلال الأسابيع القليلة المقبلة. خنيفرة: أحمد بيضي > مستشفى أبو القاسم الزهراوي بوزان في حاجة الى جراح وليس الى حملات تفتيشية: لم يكن متوقعا البتة أن يتم اختزال مشاكل مستشفى ابي القاسم الزهراوي بوزان في مسألة تحقيق جنائي روتيني قامت به الشرطة الجنائية، بناء على شكايات مفترضة من مواطنين توصلت بها الوزارة الوصية على القطاع. وإذا كانت هذه المقاربة هي المعالجة التي طال انتظارها، فنعتقد ان هذا هروب الى الامام في مواجهة المشاكل التي يطرحها المواطن يوميا، إما بشكايات مباشرة للجهات المسؤولة، أو من خلال تعبيرات المجتمع المدني بلقاءاته الرسمية التي كان آخرها مع المندوب الاقليمي لوزارة الصحة. لقد كان من أبرز المشاكل، هي معضلة قسم الجراحة بمستشفى المدينة والذي اعتبر الى حين نموذجا في الاقليم ، سواء من خلال العمليات النوعية او عدد الحالات المتعامل معها يوميا، الى درجة انه كان يستحيل ايجاد سرير فارغ في جناح قسم الجراحة. اليوم وبالرجوع الى السجلات الخاصة بالمبيت بهذا الجناح، فستكون الحقيقة صادمة وفاضحة لعدد العمليات التي تجرى بهذا القسم والتي تصل أحيانا الى صفر خلال اسبوع . وبالمقابل يسجل تنقل سيارة الاسعاف الى المستشفى الاقليمي او الجهوي رقما قياسيا وليس من الضروري ان نوضح العلة. المشكلة وباختصار شديد انه لم يعد بهذا المستشفى طبيب جراح، ولم يعد هناك من يغامر بوضع حياته أمانة في عنق الطبيب الجراح والذي لايملك من الجراحة الا التعاويذ. لسنا ضد الجراح، وبطبيعة الحال لن نكون ضد مواطنين تجرعوا ولايزالون عذابات التنقل بمرضاهم الى جهات اخرى حيث تطمئن قلوبهم، ولن نكون كذلك ضد مواطنين ليس لديهم لا ما يقدمون ولا ما يؤخرون، ويستحيل عليهم نقل اجسادهم المريضة للعلاج خارج المدينة. لم يطلب المواطنون من السيدة الوزيرة إرسال الشرطة الجنائية، قصد تعميق البحث، بل ما كان يطلبونه ويترجونه من السيدة الوزيرة هو تعيين طبيب جراح جديد، له من الكفاءة والتجربة ما يجعل المواطن يطمئن الى أن الدولة لاتزال تفكر في صحته بالمستشفيات العمومية. قد نستعطف السيدة الوزيرة - وليس لأنها كذلك باسم كل الذين دخلوا القسم أحياء وغادروه داخل نعوش خشبية أو كل الذين هجرتهم أرواحهم ، يهرعون بأجسادهم المريضة الى مستشفيات اخرى، او اولئك يتعايشون مع مرضهم ينتظرون الفرج لتأخذ بمطالب المواطنين البسطاء بتأهيل قسم الجراحة بالمستشفى، ولا نعتقد على أن هذا المطلب فيه كثير من الاكراه. بنعلي نور الدين