يعرف السجن المحلي بخنيفرة هذه الأيام أشغال بناء وترميم عدة مرافق بمختلف أحياء المؤسسة، بما فيها المصحة وقاعة الزيارة وفضاء الانتظار وبعض المرافق الإدارية، ما حمل بعض المسؤولين إلى استغلال فرصة حضور جريدة «الاتحاد الاشتراكي» لنشاط إشعاعي داخل المؤسسة، وأكدوا على سلامة الأمن والرصد والمراقبة، رغم كل هذه الأشغال الجارية، ولم يفت نفس المسؤولين الإشارة إلى قيام المؤسسة بإحداث مكتب «الاستقبال والتوجيه والوساطة في حل النزاعات»، على خلفية قرار صادر عن المندوبية العامة في هذا الشأن لجميع المؤسسات السجنية بالبلاد، وسبق لهذه المندوبية أن نظمت يوما دراسيا بالرباط لفائدة مدراء المؤسسات السجنية والمشرفين الاجتماعيين بها، وتتجلى مهام هذه المكاتب في الاهتمام باستقبال السجناء وإطلاعهم على حقوقهم وواجباتهم، وأخذ بيانات عن وضعيتهم الاجتماعية والجنائية والظروف التي قادت بهم للسجن، وكذا توجيهم ومساعدتهم بغاية الرفع من معنوياتهم وإرشادهم إلى ما بعد انتهاء عقوبتهم الحبسية، ومن مهام المكاتب المحدثة أيضا إعمال الوساطة في حل بعض النزاعات في إطار تفريد نظام التأديب داخل السجون. وعلاقة بمنهجية تقريب المحيط الخارجي من نزلائه، لم يفت السجن المحلي بخنيفرة تخليد الشعب المغربي للذكرى ال 66 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، ذلك من أجل تقريب الثقافة التاريخية من نزلاء المؤسسة وترسيخ قيم المواطنة لديهم من خلال استحضار الدلالات التاريخية والوطنية للحدث والمساهمة في تقوية شعور النزلاء بالاعتزاز والانتماء إلى الوطن وأمجاده على خلفية ما يروم إعادة إدماج السجين في محيطه الاجتماعي بعد إنهائه لمرحلة العقوبة السجنية. وصلة بانفتاحها على الحياة الثقافية والرياضية، ارتأت المؤسسة السجنية تنظيم مبارتين في كرة القدم المصغرة جمعت نزلاء من «حي الرجاء» بتلاميذ وأساتذة من ثانوية طارق بخنيفرة، وقد تميزت هذه التظاهرة بأجواء احتفالية قضى خلالها النزلاء لحظات مرح لا فرق بينها وبين ما يجري خلف الأسوار، وكم ازدادت الأجواء حماسة أمام تفوق النزلاء على ضيوفهم قي عدد الأهداف، وتفوقهم بالتالي على مستوى اللياقة البدنية والتقنية بفضل مدربهم (أقسو)، ما دل الجميع على أهمية إستراتيجية المندوبية العامة لإدارة السجون من خلال دعوتها إلى الحرص على احترام كرامة السجين، وأنسنة فضاء الاعتقال وجعله مكانا للإصلاح، مع ضرورة الإشارة إلى أن نزيلين بالسجن المحلي حصلا هذه السنة على شهادة البكالوريا، وتم تسجيلهما بالجامعة، فيما حصل ثالثا على الإجازة.