شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية أكدال بالرباط أيام 1 - 2 - 3 دجنبر 2011 ، تنظيم نشاط علمي أكاديمي وهو الأيام الوطنية التاسعة عشر للجمعية المغربية للبحث التاريخي. خلال هذه السنة نظمت الأيام الوطنية تحت عنوان : « 1912- 2012 : المغرب المعاصر التاريخ و الهوية والحداثة « - دورة بوشتة بوعسرية» ، بدعم من كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالرباط والمجلس الوطني لحقوق الإنسان. تميزت هذا الدورة بكونها أولى الدورات التي حملت اسم أحد المؤرخين الذين أسدوا الخدمات الجليلة في مجال إنتاج المعرفة التاريخية بالمغرب، وأسهم في بناء المحطات الأولى للكتابة التاريخية المغربية، وهو المرحوم بوشتة بوعسرية . واحتفت الجمعية المغربية للبحث التاريخي هذه السنة بذكرى مرور مائة سنة على الحدث المزلزل الذي هز أركان المجتمع المغربي وكاد أن يغير وجه الدولة المغربية بدون رجعة، ألا و هو قيام الحماية الفرنسية بعد التوقيع على معاهدة فاس يوم 30 مارس 1912 ، و ما تلا ذلك من احتلال اسباني لشمال المغرب وجنوبه، وفرض إدارة دولية بمدينة طنجة وأحوازها. وقد أكدت الورقة التقديمية على أن هذا الحدث المزلزل كان فاتحة لمسلسل من التغييرات المتلاحقة عصفت بعدد من المكونات التقليدية للمجتمع المغربي دون أن تقضي عليها تماما ، فكان على المجتمع أن ينصهر إلى هذا الحد أو ذاك في سياق معطيات جديدة مازالت تأثيرات التكييف معها تفعل فعلها إلى اليوم . واعتبرت الورقة التقديمية أنه في هذه الذكرى المئوية يحق للباحث أن يقف وقفة المتأمل للتساؤل في شتى المستويات : ما هي التحولات الكبرى التي لحقت الدولة والمجتمع خلال المائة سنةالأخيرة ؟ ماهي التغييرات التي طرأت على السلوكات والتصورات سواء بالنسبة للأفراد أو الجماعات ؟ ماهي حدود قدرة الباحث على إعطاء المعنى للتحول العميق مما كان إلى ما صار في المأكل والملبس والتعامل ؟ ما هو عمق التحولات التي طرأت على البنية الاجتماعية في مستوى الأسرة والعلاقات بين الجنسين وحضور المرأة في الفضاءات العمومية ؟ هل ثمة من مخرج لا يسقط في أحد الخيارين المتطرفين : التشنج الهوياتي أو التغرب المفرط ؟ لمحاولة التأمل في هذه القضايا، ارتأت الجمعية المغربية للبحث التاريخي أن تعتمد ثلاثة مداخل، هي التأريخ والهوية والحداثة، في تداخلها لكن أيضا في استقلالية كل منها . في ضوء هذه التساؤلات المتنوعة المتشابكة، ارتأت الجمعية المغربية للبحث التاريخي أن تجعل من انعقاد أيامها الوطنية مناسبة لمجموعة من المؤرخين، مغاربة وأجانب، من تخصصات مختلفة من بينهم مؤرخون وجغرافيون وسوسيولوجيون وغيرهم، للتباحث في مختلف التحولات التي شهدها المغرب المعاصر خلال المائة سنة الأخيرة . وقد اقترحت الأرضية التقديمية محاور الأيام الوطنية في ست نقط أساسية : * مستجدات الاستوغرافيا. * صحافة التاريخ . * المجتمع المدني و الحراك الاجتماعي . * بين الحداثة المفروضة والحداثة المتملكة. * الهجرة والغيرية . * قضايا منهجية . امتدت أشغال الأيام الوطنية للجمعية المغربية للبحث التاريخي على مدى ثلاثة أيام . فخلال اليوم الأول قدم الأستاذ عبد الحي المودن المحاضرة الافتتاحية تحت عنوان: «عودة إلى إشكالية الحداثة السياسية في المغرب «، إضافة إلى ثلاث موائد مستديرة ، ركز خلالها الأساتذة المتدخلون على ثلاثة محاور أساسية وهي : 1. الكتابة التاريخية بين المرحلة الكولونيالية وعهد الاستقلال . 2. صحافة التاريخ . 3. قضايا منهجية . وتواصلت الأشغال خلال اليوم الثاني من الأيام الوطنية ، حيث عقدت في الفترة الصباحية الجلسة الرابعة التي كان محورها هو : « الحراك الاجتماعي والمجتمع المدني«. في الفترة الزوالية عقدت الجلسة الخامسة التي كانت في موضوع : «الحداثة المفروضة والحداثة المتملكة « ، والجلسة السادسة: «الهجرة والغيرية « . في اليوم الثالث والأخير من الأيام الوطنية ألقيت تقارير الجلسات من قبل الأساتذة المشاركين فيها ، وترأس الجلسة الأستاذ عبد الحميد حساين . بعد ذلك انعقد الجمع العام العادي للجمعية المغربية للبحث التاريخي، تلي خلاله التقريران الأدبي والمالي ، وبعد مناقشتهما، تمت المصادقة عليهما بالإجماع ، وعلى إثر ذلك قدم مكتب الجمعية استقالته وتم انتخاب مكتب جديد ، جاءت تركيبته على النحو التالي : * ذ. عثمان المنصوري كاتبا عاما للجمعية . * ذ. خالد شكراوي نائبا للكاتب العام . * ذ. عبد العزيز بلفايدة أمينا للمال . * ذ. محمد اليزيدي نائبا لأمين المال . * ذ. محمد ياسر الهلالي مقررا . * ذة. لطيفة الكندوز نائبة المقرر . * الأساتذة مارية دادي ومصطفى أعشي ومحمد الناصري، وعبد المالك الناصري والوافي النوحي مستشارين . لتتفق الجمعية المغربية للبحث التاريخي على نية عقد الأيام الوطنية المقبلة في مدينة مغربية أخرى ، مع موضوع تاريخي جديد بمقاربات جديدة تفتح المجال للخوض في مواضيع تاريخ المغرب بكل جرأة علمية، خدمة للحقل التاريخي المغربي .