انطلقت نهاية الأسبوع الماضي مرحلة جديدة من "قافلة النساء المغربيات من أجل المساواة والمواطنة"، التي تنظمها مؤسسة "يطو" لإيواء وتأهيل النساء ضحايا العنف بتعاون مع مجموعة من الجمعيات المهتمة بالمرأة المغربية على الأراضي الإسبانية وخاصة في منطقة كاطالانيا. وكان للقافلة دور تواصلي عبر تحسيس النساء المغربيات المهاجرات في اسبانيا و كاطلانيا خاصة من جهة، ودور استكشافي من خلال تحولها الى آلية لتشخيص وضعيتهن بالإضافة الى دور التأطير عبر عقد ورشات وكذا سعيها لإبرام شراكات مع فعاليات جمعوية مغربية اسبانية في أفق تكوين وسطاء ومساعدين اجتماعيين ينتمون للجمعيات المحلية، بهدف تعميق المعرفة القانونية في جميع مناحيها من أجل تطبيق فعال لمدونةالأسرة. شكلت العديد من الفضاءات العمومية التي يرتادها المهاجرون بكثرة وانتظام، كالساحات العمومية والأسواق والأحياء، في مدينة برشلونة التي زارتها قافلة "النساء المغربيات من أجل المساواة والمواطنة"، خلال نهاية الأسبوع الأخير في مدينة برشلونة، ملتقى حميميا ما بين النساء المغربيات بالديار الاسبانية وفريق جمعية "يطو" لإيواء وتأهيل النساء ضحايا العنف، الذي يسعى إلى تعريف أوساط هؤلاء النساء بمضامين مدونة الأسرة. وأظهر وجود القافلة بين ابناء الجالية المغربية، التي اختارت ملاقاتهم ميدانيا بسوقين أسبوعيين بمنطقة "غلوريا" و "فوندو"، الحاجة الملحة الى مواصلة تعزيز التواصل ما بين جمعيات من المغرب وأخرى مغربية في اسبانيا من أجل تقوية حقوق النساء المغربيات المتواجدات بإسبانيا تحديدا واطلاعهن على مدونة الأسرة التي تشكل تحولا نوعيا في القوانين المتعلقة بالاسرة، منذ تطبيقها سنة 2003. وأبرزت نجاة إيخيش، رئيسة مؤسسة "يطو" ان اعتماد قافلة " النساء المغربيات من أجل المساواة والمواطنة" لمقاربة متكاملة عبر تبني فريق المؤسسة الغني بمشاربه المتعددة لثلاثة توجهات في عملها الميداني في ما يتعلق بمقاربة قضايا المرأة في كل تجلياتها، يشكل إحدى أهم نقط قوة المؤسسة التي تجعل منها مختبرا ميدانيا وحقيقيا يرصد بشكل مباشر واقع المرأة المغربية في الخارج. وأوضحت إيخيش ان الأبعاد الثلاثة لفريق مؤسسة "يطو"، التي يعكسها تعدد اختصاصات الفريق الذي يضم بالإضافة اليها، عضوة في المجلس العلمي بمراكش، وعدلا ومحامية من الدارالبيضاء، ومساعدين اجتماعيين، من أهم مميزات المرحلة الثالثة من هذه القافلة التي تمتد على مدى أسبوعين. وتتجلى هذه الأبعاد بالنسبة لرئيسة مؤسسة "يطو" "في الدور التواصلي الذي نطلع به، عبر تحسيس النساء المغربيات المهاجرات في اسبانيا وكطالانيا خاصة، من جهة بحقوقهن، والدور الاستكشافي من خلال تحولها الى آلية لتشخيص وضعيتهن بالإضافة إلى دورها في تأطير النساء ليكنَّ حلقة وصل مع نساء المهجر للتعريف بمقتضيات المدونة سعيا لتعميق المعرفة القانونية في جميع مناحيها". وتروم هذه القافلة، التي تنظمها مؤسسة "يطو" بتعاون مع مجموعة من الجمعيات المهتمة بالمرأة المغربية على الأراضي الإسبانية وخاصة في منطقة كطالانيا، حماية وتعزيز حقوق ومصالح النساء المغربيات القاطنات بالخارج. وشددت فعاليات جمعوية وحقوقية مغربية واسبانية مهتمة بحقوق المرأة، وتشتغل في حقل الأسرة، بالإضافة إلى أخرى تهتم بشؤون الهجرة والمهجر، على ضرورة مواصلة الارتباط بنساء المهجر بإسبانيا من خلال وضع آليات تحسيسية أخرى كي يأخذ أبناء الجالية المغربية علما بما تتضمنه المدونة من حقوق وما تفرضه من واجبات. وفي هذا السياق أشارت رئيسة مؤسسة "يطو" إلى انالقافلة وسيلة للتكوين أيضا عبر عقد ورشات تكوينية، ومجال لتعزيز التعاون عبر إبرام شراكات مع فعاليات جمعوية مغربية اسبانية في أفق تكوين وسطاء ومساعدين اجتماعيين ينتمون للجمعيات المحلية، سعيا لتعميق المعرفة القانونية في جميع مناحيها من أجل تطبيق فعال لمدونة الأسرة. وأوضحت إيخيش أن القافلة ترمي إلى تفعيل مدونة الأسرة بأروبا وسط الأسر والنساء المغربيات من أجل القضاء على بعض الظواهر المرتبطة ب "الزواج بالفاتحة" وزواج القاصرات والزواج الإجباري. وأوضحت رئيسة مؤسسة "يطو" ان القافلة التي تهدف الى الرقي بالشروط الاجتماعية والحقوقية للنساء المغربيات بالخارج، ستعبر على امتداد أسبوعين أهم الأحياء المستقبلة للهجرة المغربية بمدينة برشلونة، وعددا من البلدات المجاورة لها ، التي تعيش فيها الجالية المغربية. وستتخلل رحلة هذه القافلة، التي تروم تحسيس الفاعلين ببلدان الاستقبال بالخصوصيات الثقافية للنساء والأسر المهاجرة بانعكاس تنازع القوانين على أوضاعهم، تنظيم مناقشات وندوات وتظاهرات ولقاءات مع جمعيات ومنتخبين من مختلف المشارب، وبالأساس، تنظيم أنشطة وورشات تحسيسية وتكوينية تشرف عليها مؤسسة "يطو"، المعروفة بخبرتها في هذا المجال. وتجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من هذه القافلة التي امتدت ما بين 14 و 31 أكتوبر من السنة الماضية، بعدد من المدن في شمال فرنسا، نظمت حينها تحت شعار "نحو تطبيق أفضل لمدونة الأسرة بشراكة بين مؤسس "يطو" والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ووزارة العدل ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن لتمكين مغربيات المهجر من كامل حقوقهن"، وتواصلت هذه القافلة، التي اندرجت وقتها في إطار تنفيذ البرنامج الحكومي الرامي إلى الاهتمام بأوضاع الأسر المغربية بالخارج ضمن استراتيجية الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج في ما يتعلق بحماية وتعزيز حقوق ومصالح النساء المغربيات القاطنات بالخارج، في مرحلة ثانية بعدد من المدن الجنوبية الفرنسية في الفترة الممتدة ما بين 6 و19دجنبر الماضي.