صنفت صحيفة ليزيكو الفرنسية المغرب من بين خمسة ملاذات ضريبية الأكثر جاذبية بالنسبة للأثرياء والمتقاعدين، الراغبين في التهرب من الثقل الضريبي الذي يزداد حدة في أوربا عموما وفي فرنسا على الخصوص. وقالت الصحيفة على أعمدتها الخاصة بالمالية الضريبية أمس، إن سويسرا ولوكسمبورغ وبلجيكا والمغرب و جزر موريس باتت تشكل الخمس وجهات الأكثر شعبية بالنسبة لأثرياء الفرنسيين الذين أرهقتهم الضرائب . وأضافت «ليزيكو» أنه على بعد ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ، لم يعد الأثرياء الفرنسيون يترددون في الجهر بتطلعهم إلى وجهات ضريبية تكون أكثر «رفقا» بهم . فبسبب تضييق الطوق الضريبي بفرنسا، وعدم استقرار القوانين الضريبية الفرنسية ، ضاعف أصحاب الثروات والمتقاعدون الفرنسيون مؤخرا من وتيرة الاستشارات القانونية لدى شركات المحاماة الكبيرة و لدى المتخصصين في نقل الثروات لمصاحبتهم وتوجيههم نحو ملاذات ضريبية دون الالتزام بالاستقرار نهائيا في هذه الدول، حيث يفضل الأغنياء من الفرنسيين التمتع بحرية تنقل دائمة. وإذا كانت كل من سويسرا وبلجيكا واللوكسومبورغ تتمتع بمتاخمتها للحدود الفرنسية مع ما يتيحه ذلك من فرصة للتملص من عدد من الضرائب التي لا يعمل بها في هذه الدول الثلاث، دون تغيير إطار ومستوى العيش القريب جدا أو الأحسن من ذاك الذي في فرنسا، فإن الحالة تختلف بالنسبة للمغرب الذي يعتبره المحلل الاقتصادي وخبير الشؤون الضريبية، فيليب بيسكارا ،وجهة جذب مثالية لدى المتقاعدين الذين يرغبون في التمتع بمستوى معيشي أعلى بكثير مما هم عليه في فرنسا ،حيث يوفر لهم المغرب بنظامه الضريبي اللين، قوة إضافية لقدرتهم الشرائية بما لا يقل عن 30 %. غير أن التمتع بالجنة الضريبية التي يمثلها المغرب بالنسبة الى هؤلاء المتقاعدين يستوجب منهم ضرورة فتح حساب بنكي في المغرب غير قابل للاستبدال تحول إليه معاشاتهم التقاعدية. حيث إن المبالغ المحولة إلى المملكة تخضع للضريبة بعد خصم 40 % إذا كانت قد دفعت في حساب بالدرهم المغربي غير القابل للصرف. وحسب الممارسة العملية التي دأب عليها الجيل الأول من هؤلاء المتقاعدين ، تبين أن الرعايا الفرنسيين الذين اختاروا المغرب كملاذ ضريبي، لا يعمدون إلى نقل كل ثرواتهم بالدرهم ، بل إنهم لا يحولون منها إلا ما يحتاجون إليه حقا للعيش. بينما يحتفظون بباقي أموالهم في حساباتهم بفرنسا أو يوظفونها هناك .