مامدى مصداقية الأرقام الخيالية التي راكمها أثرياء العالم؟ هناك مظاهر محددة للثراء ومقاييس يتم الأخذ بها في ترتيب أكبر تروات العالم، يجب التعامل بحذر مع الأرقام والإحصائيات التي تصدرها مجلة فوربيس" ليس لأنها غير صحيحة، بل قد تكون أقل من حجم الثروات الحقيقية لأثرياء العالم. فالعديد من هؤلاء يفضلون الهروب بأموالهم بعيدا عن الأنظار وعن الضرائب إلى "الجنات الضريبية"، كما في سويسرا مثلا، ولاسيما بالنسبة لأثرياء العالم الثالث ممن يوزعون أموالهم خارج بلدانهم، لاعتبارات عديدة، قد تكون أموال منهوبة أو مهربة أو مرتبطة بعمليات مشبوهة. بخصوص الأثرياء من رجال الأعمال، ماهي أهم مصادر الثروات التي راكموها؟ أثرياء دول أوربية وأمريكية يتصدرون في الغالب قائمة أثرياء العالم، بالنظر إلى كونهم ينتمون لاقتصاديات عالمية راكمت ثراواتها لعدة عقود من الزمن، في عدد من القطاعات حيث يتوفرون على سبق الإبداع وبراءات الاختراع. لكن هنالك أيضا حصة من الأثرياء ممن استفادوا من ظروف معينة راكموا خلالها أموالا طائلة، أموال يتم توظيفها غالبا في مضاربات بالبورصات والأسواق العالمية، مثلما هو حال أكبر الأثرياء المشهورين في العالم، وهو "جورج سوروس" الذي يوجد خارج هذه التصنيفات إذ يعد أكبر المضاربين في أسواق المال العالمية. أين يتموقع أثرياء العرب ضمن هذا التصنيف الدولي؟ هناك أثرياء عديدون في بلدان الخليج والعالم العربي عموما ممن استفادوا من ترواث النفط، فأموال النفط تأتي في المقام الأول من التروات المتراكمة في الدول العربية، وهناك أيضا ترواث ضخمة تكدست بفعل المضاربات العقارية. لكن يصعب حصر هذه الترواث أو تدقيق حجمها لغياب الشفافية الملية في دول العالم العربي. في المغرب هناك ترواث ضخمة مكدسة، لكنها تظل تبقى أقل من تلك التي يمتلكها كبار اغنياء العالم، بالنظر إلى أن قيمة اقتصاد المغرب بأكمله لاتتجاوز 90 مليار دولار.