احتجاجا على تردي خدمات النقل الحضري بمدينة وجدة وتنديدا بما وصف ب«التواطؤ المفضوح للمسؤولين مع إدارة شركة النور»، وبعد وقفتين احتجاجيتين وحوار لم يسفر عن نتيجة تذكر، لجأت تنسيقية «جميعا من أجل إيجاد حلول لمعضلة النقل الحضري بمدينة وجدة»، إلى مقاطعة شبابيك الأداء كخطوة نضالية تصعيدية « مادامت الوقفات الاحتجاجية الواعية والراقية لم تحرك ضمير أرباب الشركات لتحسين الوضعية بما يستجيب لمتطلبات المواطنين في التنقل في ظروف سليمة ومواتية». وموازاة مع ذلك دخلت التنسيقية، والمكونة من طلبة وتلاميذ وعمال، في احتجاج يومي أمام شركة حافلات النور، منذ الأحد 27 نونبر وسيستمر 10 أيام، وذلك «لتوعية عموم المواطنين بهدف دعم المقاطعة»، مؤكدة العزم على مواصلة النضال للضغط على إدارة الشركة من أجل تحقيق مطالبهم المتمثلة أساسا في تجديد الأسطول، والزيادة في عدد الحافلات أوقات الذروة مع تمديد وقت العمل إلى الساعة السابعة والنصف مساء لكون طلبة كلية العلوم والمدارس العليا تستمر دراستهم إلى السابعة مساء، زيادة على مطلب بإحداث خطوط تربط أحياء لازاري، الجوهرة وطريق الغرب بالجامعة، إضافة إلى فك العزلة عن بعض المناطق كبني وكيل وسيدي امعافة، ودخول شركة منافسة ثالثة قادرة على الاستجابة لمتطلبات المواطن الوجدي. وفي ما يخص ربط بعض أحياء المدينة بالجامعة عبر خط واحد، أفاد أحد أعضاء التنسيقية في تصريح للجريدة بأن «سياسة خطين التي تسنها إدارة الشركتين هي فقط لربح الأموال، لأن مدينة وجدة لم ترق ليكون هناك خطان مثلا من حي لازاري إلى وسط المدينة ومن وسط المدينة إلى الجامعة...»، مضيفا أنه «من غير المعقول أن تصب عشرات الحافلات وسط المدينة في حين تخصص 4 حافلات فقط للنقل إلى الجامعة والمدارس العليا ، مع العلم أن عدد الطلبة عرف ارتفاعا كبيرا خلال هذه السنة، وبالتالي فأربع حافلات لا تستجيب لمتطلباتهم مما يتسبب في اكتظاظ مهول أوقات الذروة». وجدير بالذكر أن التنسيقية قامت بوقفتين احتجاجيتين الأولى يوم 21 أكتوبر والثانية يوم 18 نونبر 2011، وقد توجت الوقفة الأولى بحوار مع المجلس البلدي وباشا المدينة وأرباب الشركتين، وهو حوار قال عنه أعضاء التنسيقية بأنه «كان ماراطونيا ولم يأت بنتائج ملموسة حيث نهجت فيه سياسة الهروب إلى الأمام وإطلاق الوعود الكاذبة»، وأضاف عضو بالتنسيقية بأن الوقفة الثانية كانت «للتأكيد على مطالبنا العادلة والمشروعة وكذلك تنديدا بصمت الجهات الوصية والمسؤولة التي استنتج من خلالها أعضاء التنسقية وأبناء الشعب بأن هناك تواطؤا للمجلس البلدي والجهات الوصية مع شركة النور». هذا وقد استنكر أعضاء تنسيقية «جميعا من أجل إيجاد حلول لمعضلة النقل الحضري بمدينة وجدة»، والتي انطلقت شرارتها الأولى على الموقع الاجتماعي فايسبوك، اعتداء من وصفوهم ب«بلطجية» الشركة على إحدى الطالبات يوم 27 نونبر، وذلك كرد فعل على قرار المقاطعة الذي اتخذته التنسيقية وتجاوب معه عدد كبير من المواطنين، من طلبة وتلاميذ وعمال أيضا.