أذهل مشهد المصريين فى اليوم الأول للاقتراع فى أول انتخابات برلمانية عقب سقوط المخلوع حسنى مبارك، دول العالم مما دفع قادتها للإشادة بالإقبال المصرى على الاقتراع والتصويت ووصفها بعض القادة ووسائل الإعلام العالمية بأنها انتخابات تاريخية بعد الثورة المصرية، وقد تابعت وسائل الإعلام العالمية سير عملية الاقتراع، مشيدين بها، أشاروا إلى أن الانتهاكات التى حدثت طفيفة، ولم تكن بحجم الانتهاكات الصارخة التى حدثت فى العهود السابقة. كلينتون: الانتخابات المصرية «إيجابية» قالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس، الاثنين، إن الأنباء المبكرة بشأن الانتخابات المصرية «إيجابية إلى حد بعيد» وأشار مارك تونر المتحدث باسم الوزارة إلى أنه لم ترد أية أنباء تفيد بوقوع أعمال عنف أو مخالفات، مشيرا إلى أن الإقبال على التصويت كبير. وأوضحت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أمس الاثنين، أن المصريين تدفقوا على مراكز الاقتراع فى المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب لجنى ما اعتبره الكثيرون ثمار ثورة 25 يناير التى تمخض عنها أول انتخابات ديمقراطية حقيقية ليس فقط منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك بل خلال ال60 عاما الماضية. وذكرت الصحيفة على موقعها الإلكترونى أن الإقبال الجماهيرى الكثيف على مراكز الاقتراع بدا وكأنه تعبير من الشعب المصرى عن ثقته فى قدرة المجلس العسكرى على تأمين العملية الانتخابية فى جميع مراكز التصويت فى ربوع مصر. وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات جاءت بعد أسبوع واحد من الأحداث التى شهدها ميدان التحرير مهد الثورة المصرية، والتى كانت بمثابة تهديد لعدم نجاح هذه الانتخابات، إلا أن النتائج كانت على غير المتوقع، فقد شارك جميع الناخبين فى هذا العرس الديمقراطى الذى مر بسلاسة لم يشهد لها مثيلاً من قبل. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن عبد الحكيم محمود، تاجر منتجات جلدية، تأكيده أن مشاركة المصريين الجادة فى هذه الانتخابات إنما هى نابعة من إرادة قوية لدى أبناء الشعب المصرى الراغبين فى النهوض بمصر، ودفع مسيرة التقدم والإنتاج وأن يصبح لدينا برلمان يمثلنا ويلبى رغباتنا. واختتمت الصحيفة: أن المرحلة الأولى من الانتخابات التى أجريت اليوم تعتبر بمثابة المرة الأولى على الإطلاق التى يدلى فيها بعض الناخبين بأصواتهم فى الانتخابات المصرية، حيث لم تردعهم قوانين الانتخابات المربكة أو دعاوى بعض النشطاء لمقاطعة الانتخابات مبدين ثقتهم الكاملة فى المجلس العسكرى الذى يشرف على أول انتخابات ديمقراطية. البيت الأبيض: الانتخابات المصرية تسير على نحو حسن ونرحب بالتطور قال البيت الأبيض يوم الاثنين، إن الانتخابات البرلمانية المصرية عملية طويلة وإنها تسير على نحو حسن وإن واشنطن ترحب بهذا التطور. جاء ذلك فى رد للمتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى على سؤال بشأن ما إذا كان هناك قلق لدى البيت الأبيض حول استحواذ الإسلاميين على سدة الحكم وكيف سيتعامل البيت الأبيض مع حكومة يرأسها الإسلاميون. وشدد على أن ما يهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما هو العملية الديمقراطية والالتزام بالمبادئ الديمقراطية وليس الأحزاب التى تطبقها. وأوضح، أن البيت الأبيض يحمل أى حزب يفوز وفقا لنتائج الانتخابات باحترام مبادئ حقوق الإنسان، سواء كان ذلك فى مصر أو فى أماكن أخرى، مشيرا إلى أن معايير واشنطن هى احترام حقوق الإنسان، واحترام العملية الديمقراطية، ونبذ العنف، وإدراج واحترام الأقليات فى العملية. وأعرب كارنى عن اعتقاده بأنه «من غير العدل بصورة أو بأخرى افتراض أن أى طرف لديه انتماء دينى لا يمكنه التمسك بالمبادئ الديمقراطية.. إن الأمر ببساطة ليس كذلك.. ولم تؤكده الحقائق والوقائع». وأضاف كارنى: «ولذلك، قبل أن نحكم على تصرف حكومة أو برلمان إقليمى يتشكل من خلال الانتخابات التى بدأت اليوم، فإننى أعتقد أننا بحاجة إلى ترك الأمور تأخذ مجراها، ونواصل تبنى دعمنا الثابت لمبادئ الديمقراطية وتولى المدنيين للحكومة.. ومن ثم يمكننا أن نحكم على النتيجة من خلال أفعال من يتولون الأمور». التايم: الانتخابات تنقذ المجلس العسكرى من العاصفة قالت مجلة «التايم» الأمريكية، إن المجلس العسكرى يبدو وكأنه قد نجا من العاصفة، على الأقل فى الوقت الحالى، فى اليوم الذى تشهد فيه مصر بداية أول انتخابات ديمقراطية. ونقلت الصحيفة عن سمير شحاتة، أستاذ السياسات العربية بجامعة جورج تاون الأمريكية والموجود حاليا فى مصر، قوله «لديهم عين سوداء لا يوجد شك فى هذا»، فى دلالة على أن ما حدث قد ترك آثاره السلبية على المجلس، مضيفاً أن الأيام التسعة الماضية، وما شهدتها من اشتباكات أسقطت قتلى وجرحى قد أثرت بالتأكيد على صورة المجلس العسكرى على الأقل بالنسبة لبعض المصريين. ورأت «التايم»، أن الانتخابات ستكون اختباراً للديمقراطية الوليدة، والتى لا تزال متعثرة فى مصر، وكذلك اختباراً للحكام العسكريين الذين يواجهون احتجاجات منذ تسعة أيام، ونقلت عن محللين استبعادهم أن تقوم القوات المسلحة أو حتى قوات الأمن المركزى بفتح النار على الناخبين، لكن مصر ستظل تكافح من أجل التغلب على الإرث الانتخابى البغيض لعصر مبارك، حيث يشارك أنصار المرشحين المتنافسين فى تخويف الناخبين، وفى التزوير والعنف. وأوضحت المجلة الأمريكية أن ارتفاع نسبة التصويت فى هذه الانتخابات أمر فى مصلحة المجلس العسكرى، لأنه كما يقول شحاتة، يضفى مزيداً من الشرعية على الانتخابات، وعلى عملية التحول الديمقراطى، وتدل على قبول الخطة التى وضعها الجيش، إلا أن نسبة الإقبال لا يمكن أن تصل إلى نظريتها فى تونس، والتى بلغت 90%. ويرى شحاتة أنه إذا تجاوزت نسبة الإقبال 50%، فإن المجلس سيكون سعيداً، أما إذا كانت أقل، نحو 30%، فإنها ستكون إدانة للعملية الانتخابية. وتتابع «التايم»: إن المجلس العسكرى ربما يفضل أن ينتظر ويرى من سيفوز، ويعتقد المحللون والنشطاء أن المجلس سيعمل مع أى حكومة توافق على الحفاظ على صلاحيات الجيش واستقلاليته عن الرقابة البرلمانية والقضائية. السفيرة الأمريكيةبالقاهرة: سنعمل مع أى حكومة يختارها الشعب المصرى هنأت السفيرة الأمريكية لدى القاهرة آن باترسون الشعب المصرى، ببدء التصويت فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، مضيفة أن مصر تلحق بركب المجتمع الدولى الديمقراطى، واصفة هذه الانتخابات بالتاريخية. وأعربت السفيرة الأمريكية لدى زيارتها غرفة عمليات المجلس القومى لحقوق الإنسان، بمرافقة كل من السفير اليابانى بالقاهرة والسفير الدكتور محمود كارم محمود الأمين العام للمجلس القومى لحقوق الإنسان، وتفقدت خلالها الوحدة، واستمعت إلى شرح دقيق من الكاتب الصحفى حازم منير رئيس غرفة العمليات وعضو المجلس القومى حول عمل الوحدة وخطوات التعامل مع الشكاوى التى ترد إليها. وأكدت باترسون ردا على سؤال عن تعامل أمريكا مع مصر فى حالة صعود الإسلاميين إلى الحكم, أن بلادها ترحب بالتعامل مع أى حكومة يختارها الشعب المصرى، قائلة: «نحن نشجع العملية الانتخابية التى تحدث الآن فى مصر، ونريد أن تلتحم مصر بالولاياتالمتحدةالأمريكية والمجتمع الدولى فى العملية الديمقراطية». وأضافت آن باترسون، أن بلادها على يقين بأن الشعب المصرى يصر على إتمام هذه العملية الانتخابية بشكل ديمقراطى، موضحة أنها كانت تشارك فى مراقبة الانتخابات فى العديد من الدول وأن الشكاوى التى يتلقاها المجلس طبيعية جدا. كما أعربت عن «انبهارها» بغرفة عمليات المجلس القومى لحقوق الإنسان التى تتلقى الشكاوى من الناخبين، مشددة على أن هذه العملية الانتخابية لن تكون الأخيرة ولكن تتبعها عمليات أخرى بعد فترة محددة ستتوافق مصر عليها، وبالتالى إذا لم تنجح القوى السياسية الفائزة بالانتخابات فى حل مشاكل الشعب فسيغيرها. صحيفة إسبانية: الانتخابات المصرية لحظة فريدة فى تاريخ الإخوان المسلمين قال مراسل صحيفة الموندو الأسبانية فى القاهرة فرانسيسكو كاريون، إنه زار عدداً من الأماكن التى تشهد الانتخابات البرلمانية فى مرحلتها الأولى والتى جرت أخيرا بعد 10 أشهر و3 أيام من بداية التغيير، قائلا: «لأن هذه تعتبر المرة الأولى للمصريين أن يدلوا بأصواتهم فى الانتخابات منذ 60 عاماً، بالإضافة إلى أنهم يدلون بأصواتهم دون خوف، فقد شابها عدم النظام والمخالفات وعدد من الطوابير الطويلة. وأشار كاريون إلى أن هذه الانتخابات ستتيح فرصة كبيرة للإخوان المسلمين المحظور نجاحهم منذ 1954، ومن المتوقع أنه سيحظى ب35% من المقاعد، معتبرًا أن هذه اللحظة تعتبر فريدة للإخوان المسلمين لصنع تاريخهم، مشيرًا إلى أن كل الأنظار أصبحت الآن تتحول لحزب الحرية والعدالة كما حدث فى تونس بانتصار الإسلاميين فى الانتخابات التونسية. بى بى سى: ترحيب غربى ب «حسن سير» الانتخابات التشريعية فى مصر رحَّبت كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا بسير عملية الاقتراع فى الانتخابات التشريعية المصرية ، والتى تمهِّد الطريق لانتقال السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلَّحة إلى مدنيين. فقد اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الأنباء المُبكِّرة بشأن الانتخابات المصرية، وهى الأولى التى تجرى فى البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك فى الحادى عشر من فبراير الماضى، «إيجابية إلى حدٍّ بعيد». وقال المتحدث باسم الوزارة، مارك تونر: «لم ترد أى أنباء تفيد بوقوع أعمال عنف، أو مخالفات، وقد كان الإقبال على التصويت كبيرا». من جانبه، قال السفير البريطانى فى مصر، جيمس وات، لوكالة رويترز للأنباء، إن الانتخابات المصرية «حدث سياسى مهم»، وأشار إلى أنها «أُجريت بشكل منظَّم وسلمى». وقال وات: «هذه الانتخابات حدث مهم فى التحوُّل الديمقراطى لمصر، لقد زار العاملون معى عددا من اللجان الانتخابية وشاهدوا الإدلاء بالأصوات يجرى بطريقة منظَّمة وجيدة». وأضاف قائلاً، أن «هذه الانتخابات لا تزال فى بدايتها، لكن حتى الآن يبدو أنها سارت بشكل سلس». وكان وزير الخارجية البريطانى، وليام هيغ، قد حثَّ فى بيان أصدره الأحد السلطات المصرية على ضمان إجراء الانتخابات دون عنف، وأن تكون نزيهة وموثوقا بها، قائلا «إن صدى الانتخابات المصرية سيتردد فى أنحاء المنطقة». وكان التصويت فى اليوم الأول من الانتخابات قد انتهى فى تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت غرينتش (الساعة التاسعة مساءً بالتوقيت المحلِّى) بعد أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم بتمديد الاقتراع لمدّة ساعتين إضافيتين.