في العديد من المناطق النائية بإقليميخنيفرة وميدلت، وفي عموم جبال الأطلس المتوسط، يستعد المواطنون لجمع بعض الحطب للتدفئة من أرضية الغابات المجاورة لمساكنهم قصد مواجهة قساوة الأجواء المناخية الباردة، سيما أمام ارتفاع سعر حطب التدفئة إلى مبالغ استثنائية. ولم يكن منتظرا أن ينتشر من الأخبار ما يفيد أن مسؤولا دركيا ببومية، إقليم ميدلت، أثار موجة من الغضب بين أوساط ساكنة المنطقة بسبب ممارسته لشكل من الشطط في السلطة في حق مواطن فقير من قبيلة آيت زيد، ضواحي تانوردي، ويدعى سعيد بوطاهير، هذا الأخير الذي كان يقل كمية قليلة من حطب التدفئة على حماره، فقام صاحبنا «لاجودان» باعتراض سبيله ومحاول تخويفه لابتزازه، ولما لم يتمكن من تحقيق مراده، عمد إلى طبخ محضر ضده على أساس ضبطه وهو يهرب كمية كبيرة من خشب الأرز الصناعي. فعلة المسؤول الدركي أثارت استياء الجميع بمن فيهم مصلحة المياه والغابات، هذه التي عبرت مصادر منها عن اندهاشها من تدخل المسؤول الدركي المذكور في سلطة غير مخولة له، علما أن حطب التدفئة لا يستدعي الاعتقال، وازداد الوضع اشتعالا لحظة اعتقال المواطن المذكور بصورة تعسفية، حيث قرر السكان تنظيم مسيرة احتجاجية، هذا القرار الذي استنفر عدة جهات مسؤولة دخلت لتهدئة الوضع، وبينما أسرع وكيل الملك بالإفراج عن المواطن على خلفية ما شاب القضية من شبهات، لم يفت الرأي العام التشديد على مطالبته بفتح تحقيق جدي في تجاوزات المسؤول الدركي، وفي ما تعانيه المناطق التابعة لنفوذه من تدهور على المستوى الأمني، والمؤكد أن كان عليه المساعدة في «اقتناص» المهربين الكبار الذين يستنزفون الثروة الغابوية وينقلون قطعها على الشاحنات والسيارات.