التوجه صوب «لافيراي» ، سواء الكائنة بمنطقة السالمية أو بسيدي مومن أو بالحي الحسني المعروفة بسوق «دالاس» لايكون أمرا معتادا أو مألوفا بالنسبة لعدد من البيضاويين، الذين يجدون أنفسهم زوارا لهذه المراكز/التجمعات الحديدية مجبرين بين الفينة والأخرى وذلك بحثا عن قطعة غيار مستعملة لكن مشهود لها بالنجاعة والفعالية، من أجل تعويض أخرى لم تعد صالحة للاستعمال بسياراتهم، عوض اقتناء بعضها وهي في حلة جديدة، لكن ورغم ذلك فإنه قد لايمضي على تركيبها سوى بضعة أيام حتى تصاب بالتلف ! التجول بين أرجاء «لافيراي» قد يصيب البعض بالدهشة بالنظر إلى عدد السيارات و«ماركاتها» والتي منها ما يعتبر آخر صيحة في هذا الصنف أو ذاك، وقد لايكون الشخص على علم بها إلا من خلال الوصلات الاشهارية بالقنوات الأجنبية، فإذا به يجدها أمام عينيه وجزء كبير منها معروض للبيع بعد تعرض الجزء الآخر للضرر/التلف بفعل حادثة سير على سبيل المثال. لكن المفاجأة الأخرى التي يقف لها زائر أسواق المتلاشيات مشدوها ، هي الكم الهائل من سيارات/دوريات الأمن المهملة هنا وهناك والتي يعلوها الصدأ، واقتلعت زجاج نوافذها وواجهاتها الأمامية والخلفية، وتم العبث بمصابيحها وباقي أجزائها الداخلية والخارجية، وأصبحت عبارة عن خردة غير قابلة لأي استعمال، تنضاف إلى أكوام الحديد المرمي هنا وهناك والذي يتحول إلى أكوام وتلال حديدية في انتظار تصريفها بشكل من الأشكال! لايقتصر الأمر على الدوريات الأمنية، بل إن هناك أيضا سيارات للتدخل السريع وأخرى للقوات المساعدة، والتي لايستطيع المواطن العادي فهم سبب التخلي عنها وإهمالها إلى أن تصل إلى مثل هذه الحالة التي هي عليه ب «لافيرايات» العاصمة الاقتصادية، والحال أنه كان من الأجدى أن تتم صيانتها وإصلاحها من الأعطاب ووضعها رهن إشارة العناصر الأمنية بمختلف الدوائر، حتى تستعين بها في تدخلاتها امتثالا لطلبات النجدة، أو للقيام بمهامها المختلفة، سواء الإدارية منها أو تلك المرتبطة بمعاينات حوادث السير، أو لأجل التدخل لإلقاء القبض على لص أو مروج للمخدرات أو قاتل أو نقل معتقلين لتقديمهم أمام النيابة العامة ... أو غيرها من المهام المنوطة بالمصالح الأمنية، سيما أمام ارتفاع الطلب وضعف الموارد اللوجستيكية، ومنها وسائل التنقل والمواصلات، التي تقف حائلا ، غير ما مرة، أمام التدخل الأمني لاستعمال الدورية الوحيدة مثلا أو اثنتين، أو كم هو متوفر من سيارات في تدخلات أخرى قد تصادف نفس التوقيت، وهو ما عبر عنه وكان تبريرا لعدد من المسؤولين غير ما مرة، ودفع بالعديد من رجال الأمن إلى استعمال سياراتهم الخاصة في تدخلات متعددة ! قد يكون للمصالح الأمنية تبريرها في تخليها عن مثل هذه السيارات/الدوريات، إما بسبب تكلفة الإصلاح أو غيرها من الدوافع التي تبقى هي وحدها على علم بتفاصيلها، لكنها مجرد ملاحظة ومجموعة أسئلة تتبادر إلى اذهان كل من يعاينون سيارات المصلحة مهملة، قد يبدو من الصائب جدا استثمارها وتعزيز أسطول الدوريات بمختلف المصالح الأمنية بها، حتى تكون دعما إضافيا يعمل على تعزيز الأمن وتأكيد التجاوب السريع مع مختلف النداءات.