لم يفتأ لهيب الصراع حول أراضي الجموع بإقليم تنغير يشتعل أوراه، وينبئ بمزيد من الاحتقانات والمشاكل التي تجّر وراءها أحيانا اقتتالات وتطاحنات ضارية، كما حدث مؤخرا في دوار أيت عيسى وابراهيم التابع لتراب مدينة تنغير. بدوار أيت تازارين بأيت يحيا التابع لجماعة أيت سدرات السهل الغربية، بتراب قلعة امكونة، انفجرت مؤخرا قضية جديدة في ملف مشاكل الأراضي السلالية بهذا الإقليم الفتي، إذ تستنكر ساكنة هذا الدوار الهجوم الذي شنته عائلة تقطن بنفس الدوار على أراضي القبيلة بدون وجه حق. ففي شكاية من نواب أراضي الجموع وسكان القبيلة تحمل أزيد من خمسين توقيعا، توصلت الاتحاد الاشتراكي بنسخة منها، عمد كلّ من المدعو(أ.ل) والمدعو (أ.م) إلى الترامي على أراض واقعة خلف التلة بالدوار،تسمى «إغير نايت تازارين»،وتمتد على مساحة 140 مترا طولا، و100 متر عرضا، ومحاطة من جميع الجوانب بالطرق العمومية، إذ خصّصت هذه المنطقة منذ زمن لبناء مجموعة من المرافق بموافقة القبيلة: المدرسة، المسجد، المستوصف، المقبرة، مقر جمعية، لعب رياضي. ناهيك عن أنها تضم المصلى الذي تتم فيه صلوات الأعياد لأزيد من قرن وهي مناسبة تلتقي فيه العديد من القبايل( زاوية مولاي عبد المالك، تريكوت، إقدارن، أيت غمات، إضافة إلى إيت تزارين) وقد ادعى المشتكى بهما أن الأرض ملكهما، وقاما بإفراغ حمولة من الحجارة بعين المكان، في تحدّ سافر للقبيلة، وهو ما اعتبره السكان إهانة لهم، وأجبروا صاحب الشاحنة على إعادة تحميل الحجارة وإخلاء المكان. ومن جهة أخرى، تتهم ساكنة أيت تازارين أحد الشخصين سالفي الذكر بالترامي على أراضي القبيلة الواقعة بمنطقة البور، حيث قام ببيع أجزاء منها، ومنح أجزاء أخرى مقابل أموال اعتبرها السكان رشاوى، وهي في الأصل أراض تعود ملكيتها لكل ساكنة دوار أيت تازارين، ولا يحق لأي فرد التصرف فيها دون الرجوع للقبيلة التي تملك الأدلة والوثائق الإثباتية، كما صرّح أحد السكان للجريدة. يشار إلى أنّ ساكنة القبيلة سبق وأن خرجت في مسيرة احتجاجية في اتجاه مقر جماعة أيت سدرات السهل الغربية، للمطالبة بحقها، وإيقاف المعتدين عند حدّهم، غير أنّ الأمر لم يسفر عن نتيجة إيجابية تذكر، وقد أعقب ذلك إنزال حاشد للسكان إلى مقر قيادة الدرك الملكي بقلعة امكونة كشكل احتجاجي آخر على هذا التسيب والصمت. وفي انتظار أن يعرف الملف انفراجا، ويتمّ الضرب على أيدي المترامين على ملك الغير، يتمنى سكان أيت تازارين أن يأخذ العدل مجراه الطبيعي، ويتم تخليص أرض القبيلة من أيدي مغتصبيها، لاسيما وأنها أوقفت لمرافق ضرورية سيتستفيد منها السكان، ناشئة وشبابا وكبارا.