با براهيم يصنع الكرات باليد قبل أن يطلقها لعشاق الكرة أن يبدعوا فيها بأقدامهم.. خراز من الطراز الرفيع.. عشقه للكرة جعله يطوع حرفته لترتبط بعشقه.. مخيط وجلد زمهارات في خفة اليد ليصنع الكرة وبواسطتها يصنع نجوما يكتشفهم في دورياته التي ينطمها على مدى السنه.. ابا برهيم اقتحم الصناعة الرياضية كحب وليس كربح، و هو لا يدري ان التطورات الحديثة جعلت من الصناعات الرياضية مجالات لها تاثير على كبيرة على اقتصاديات الدول.. هذا لصانع يعاني الأن من التهميش نعرض له في هذه الورقة: تعتبر مدينة مراكش من بين المدن المغربية التي يقل إن لم نقل ينعدم فيها الاهتمام برياضيها القدماء الذين ساهموا بشكل فعال في صنع أمجاد لها ، منها ما كان على المستوى المحلي أو الجهوي ومنها ما كان على المستوى الوطني أو الدولي ، الشيء الذي كانت من ضمن عواقبه الوخيمة هدم الجسر الرابط بين الماضي والحاضر في العديد من الأنواع الرياضية حينما تم التنكر بسبب عدم الاعتراف بالجميل لما قام به هؤلاء الرموز من أعمال أنارت الكون الرياضي في وقت من الأوقات وزاته توهجا وإشراقا .. فمن الأسماء الرياضية المراكشية التي حاول النسيان أن يطويها ، اسم اللاعب ابراهيم سوهيا الملقب (با ابراهيم لبلول) المزداد بمدينة مراكش سنة 1936 بالمنزل الذي مازال يسكن فيه إلى يومنا هذا بدرب الحمام بالمواسين ، هذا الرجل الذي بعدما حال مرض ألم برأسه دون متابعة دراسته بالكتاب شجعه أبوه لمعلم لحسن البناء رحمه الله عندما اشتد عوده على التعاطي إلى كرة القدم ، فانخرط في النجاح فريق حيه سنة 1954 ، وكان يلعب له مدافعا أيمن أو أيسر أو مهاجما أيمن أو أيسر ، ومكث في هذا الفريق مدة تزيد عن ثلاثين سنة ، وقد خاض معه العديد من بطولات الأحياء ، توج فريقه في عدد منها بطلا ، هذه البطولات التي كان ينظمها أنذاك لاعب فريق (ليسام) الذي كان يشارك في البطولة الوطنية كذلك في هذا الوقت المرحوم السي أحمد الغازي ، في هذه المدة تعلم (باابراهيم لبلول) حرفة الخرازة وكان يقتني وسائلها من عند المرحوم السي امحمد روبين ، هذا الأخير لاحظ الشغف الكبير ل(باابراهيم لبلول) لمعشوقته كرة القدم فساعده حتى تعلم كيف يصنع الكرات وأحذية اللعب (بليباريت) حيث ساهم هذا إلى حد كبير في أن يكسب (باابراهيم) شهرة وطدت علاقاته مع كل فرق مراكش وضواحيها ، بداية بفريق ليسام والصام ثم بعدهما الكوكب والمولودية والنجم والكمال والسلام ... ولم يتوقف هذا الرجل عند هذا الحد، بل أخذ مشعل تنظيم بطولات الأحياء ممن سبقوه في هذا العمل بعدما فارقوا الحياة رحمهم الله جميعا ، هذه البطولات التي كانت ومازالت تجري مبارياتها في ملعب في الخلاء بباب الجديد قرب غابة الشباب ، ملعب لا يتوفر حتى على أبسط التجهيزات لإجراء مقابلات في كرة القدم ، اللهم ما يوفره (با ابراهيم ) قبل إجراء كل مباراة من شباك ومن أعمدة الزوايا بأعلامها وما يقوم به من تسطير لأرضية الجبس هذا الملعب، كما إن اقتضى الحال يقود بعض المباريات كحكم ينضبط الكل ويحترم قراراته ، لأنه يحظى لدى الجميع بتقدير خاص ، اعترافا بقيمة هذا الرجل الذي تفانى في خدمة الرياضة والرياضيين بالمدينة، مفضلا العمل في الظل بعيدا عن الأضواء لأنفة وعزة نفسه وأخلاقه العالية التي أكسبته الكثير من الأصدقاء الرياضيين وغيرهم ، هؤلاء الذين بادرت زمرة منهم بالتفاتة متواضعة يوم الجمعة 23 دجنبر 1994 ، حيث نظموا مباراة تكريمية له بملعب الجديد بين منتخب قدماء لاعبي فرق مراكش وقدماء فريق المولودية ، شارك فيها عدد من نجوم الحقبة الذهبية الماضية كمولاي لحسن مولاي عبد السلام والمراكشي من الكوكب ، وحسن بادو وعزيز البوزيدي من المولودية ومصطفى بوعبيد من النجم ، هذه المقابلة التي اعتبرها (با ابراهيم ) وسام شرف كبير وضع على صدره من طرف كل الذين ساهموا في تنظيم هذه المقابلة التكريمية التي ستبقى خالدة في ذهنه ولن تفارقه مدى حياته ، حسن ما عبر لنا به عند زيارتنا له ولقائنا معه داخل دكانه الصغير جد المتواضع الذي يعمل فيه خرازا بسوق الخرازين بالسمارين، والذي خص جانبا منه لكؤوس البطولات التي فاز بها فريقه النجاح وبعده فريق الحياة ، مثبتة على جدرانه صور العديد من الفرق المراكشية القديمة والحديثة منها النجاح والحياة وليسام والصام والكوكب والمولودية ... وكان هذا الدكان مقر للجامعة أو العصبة بما يحتويه من هذا القليل والكثير من الوثائق التي أغنت نقاشنا مع الأب (با ابراهيم) الذي وجدناه يحضر لإجراء بعض مباريات دوري رمضان هذا اليوم بملعب باب الجديد، هذا الدوري وكما أخبرنا أنه يضم 14 فريقا قسمت إلى مجموعتين، كل مجموعة مجموعة 7 فرق، الفريق الأول والثاني في كل مجموعة سيتقابلان مع الأول والثاني من المجموعة الثانية للمرور إلى المباراة النهائية للدوري ، هذا الدوري الذي يبرمجه (با ابراهيم) بمساعدة الحكم المعروف الشرقاوي (الأمريكي) كل سنة في شهر رمضان ، بعدما تكون فرق الأحياء قد أجرت دوري المرحوم حمان كرينبة وهو لاعب كان بفريق الصام ، وبعد دوري رمضان ، تنظم بطولة السنة بين فرق الأحياء التي يتراوح عددها في الغالب بين 8 و 12 فريقا التي تتميز مقابلاتها بمباريات الذهاب والإياب، عكس هذين الدوريين، ويكون وسطها مباريات الكأس، هذا العمل كان له الدور الكبير في أن يسطع بريق العديد من اللاعبين داخل وخارج أرض الوطن منهم من فارق الحياة ومنهم مازال على قيدها كسي محمد ولد ابراهيم وسي أحمد الغازي وعمر حبيب وسالم وعيوش وأحمد مسمار وكريمو والسماط والبهجة وعادل رمزي والخلج الطاهر وغيرهم من اللاعبين الذين كان لهذه البطولات فضل كبير في علو كعبهم في لعبة كرة القدم.