بنبرة حزينة وملامح خيم عليها الأسى والحسرة، وبعبارات التعازي لأسرة المرحوم زكرياء الزروالي والعائلة الرياضية المغربية، فتح الناخب الوطني إريك غيريتس ندوته الصحفية، التي عقدها بعد زوال يوم أول أمس (الثلاثاء) بالملعب الكبير لمدينة مراكش، على هامش النزال الحارق والمرتقب يوم الأحد المقبل لأسود الأطلس أمام المنتخب التانزاني، برسم الجولة الأخيرة من الإقصائيات المؤهلة لكأس إفريقيا، المزمع إقامتها مناصفة بين غينيا الإستوائية والغابون 2012 . وحاول مدرب المنتخب الوطني إريك غيريتس منذ البداية حصر أسئلة الصحفيين داخل إطار المباراة المرتقبة، بعدما رفض الإجابة عن سؤال حول حقيقة ما تداولته وسائل الإعلام بشأن اعتناقه الديانة الإسلامية وزواجه من الممرضة السعودية، مؤكدا أن الجماهير المغربية في هذه الأونة تريد معرفة أخبار لاعبي المنتخب لا أخبار إريك غيريتس، مقرا بكون السؤال لا يحترم الظرفية. ولاقى الاستفسار عن معاودة المناداة على اللاعب عادل تاعرابت نفس المصير، لكن هذه المرة بدبلوماسية، إذ أكد غيريتس أنه أراد من خلال هذه الدعوة إبقاء عامل التوازن سمة أساسية تطبع المجموعة، نافيا الاعتماد على اللاعب كأساسي أو احتياطي تاركا ذلك إلى يوم المباراة. على العموم، فالندوة كانت فرصة أمام غيريتس للحديث عن الأجواء العامة التي تطبع معسكر الأسود، والتي أكد على أنها جد ممتازة ويغلب عليها طابع المسؤولية والتركيز، مبرزا ثقته الكاملة في المجموعة المدعوة لتحقيق الانتصار، وبالتالي التأهل إلى كأس أمم إفريقيا، واضعا نصب عينيه الخصم التانزاني، الذي اعتبره بمثابة السهل الممتنع، لكن يقول غيريتس «أنا أعول على احترافية اللاعبين لتجاوز السقوط في فخ الغرور واستصغار الخصم». ليختتم الناخب الوطني ندوته بتفاؤله المعتاد المطبوع بنوع من الحذر. ليتم بعد ذلك فسح المجال للإعلاميين لحضور الحصة التدريبية للفريق الوطني، والتي دامت زهاء ساعة ونصف، حصة عرفت حضور جميع العناصر ماعدا اللاعب عبد الحميد الكوثري الذي خاض تدريبا فرديا بسبب إصابته بإسهال، قلل من خطورته طبيب المنتخب الوطني، الدكتور عبد الرزاق هفتي، وبدر القادوري وأسامة السعيدي لوعكة صحية بسيطة جعلتهما يمكثا الفندق، على أن يباشرا تداريبهما بشكل عاد خلال الحصص المتبقية. وكانت أجواء الحصة التدريبية جد مطمئنة، بحيث ظهر على جميع العناصر التركيز التام والانسجام الكبير، واللذين من المنتظر أن يكونا عاملين إيجابيين للظفر بثلاث نقاط، ستكون لامحالة الأغلى طيلة مشوار الإقصائيات.