باهتمام وانشغال عميقين، لم يتوقف فرع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمريرت، إقليمخنيفرة، عن متابعة تداعيات وتطورات أحداث العنف التي شهدتها منطقة اغرم أوسار بجماعة الحمام، حيث تعرضت ساكنة آيت سيدي احمد واحمد، يوم الجمعة 26 غشت الماضي، لأعمال استفزاز وتنكيل من طرف القوات العمومية (درك وقوات مساعدة) التي تدخلت بقوة لفك اعتصام خاضته هذه الساكنة من أجل المطالبة بحقوقها المشروعة تجاه الشركة المنجمية تويست التي تشتغل بأراضيها، والتعبير عن احتجاجها إزاء مظاهر امتصاص ونهب خيرات المنطقة من طرف الشركة المذكورة التي تعمل على نهب المنطقة الغنية بثرواتها المعدنية دون استفادة الساكنة من أي مقابل تنموي، وأمام ذلك عاد فرع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمريرت للاجتماع يوم 17 شتنبر 2011، حيث تم تدارس تفاعلات الحدث، مع الوقوف على الأسباب والدواعي التي قادت إلى وضعية الاحتقان الذي ساد المنطقة، أو منذ انطلاق أشغال الشركة السابق ذكرها (عام 1996) وإلى حين التدخل القمعي الذي طال الساكنة في ذلك اليوم الأسود، والذي نتج عنه سقوط العديد من الجرحى، غالبيتهم من المسنات والمسنين، ولجوء العديد من الشباب إلى الجبال للتحصن بها، كما سجلت عدة اعتقالات عشوائية، حيث لا يزال عدد من المعتقلين يقبعون خلف السجن بصورة غير مقبولة. وإذ عبر فرع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن استغرابه الشديد إزاء الطريقة العنيفة التي ووجه بها اعتصام الساكنة، اعتبر الفعل عملا متنافيا والسياق الديمقراطي الذي تتطلع إليه بلادنا في مجال الحريات وحق التظاهر السلمي، وفي وقت كان فيه حريّا بالمسؤولين معالجة ملف المتضررين بإتباع منهجية سليمة يطبعها الحوار والتشاور مع مختلف المتدخلين والشركاء من فعاليات مدنية وسياسية في أفق إيجاد ما يمكن من الحلول لكل القضايا العالقة، خصوصا، يضيف بيان الفرع الاتحادي، أن الشركة المنجمية تويست المستغلة للمناجم بهاته المنطقة - باعتبارها طرفا في الموضوع - أخلت بمسؤولياتها الاجتماعية وأدوارها في تنمية محيط ومجال استغلالها عبر التنمية البشرية والعناية بالبيئة والماء، واستصلاح البنيات التحتية والمؤسسات التعليمية وتشجيع التمدرس، وتحسين ظروف العمل الجمعوي، وغيرها من المسؤوليات التي يمكن أن تجعل من هذه الوحدة الإنتاجية الوحيدة بالمنطقة مقاولة مواطنة تحظى بتقدير الجميع. وعلى عكس ما كان منتظرا، يضيف بيان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمريرت، فإن الشركة المنجمية تويست لا تقوم بأي تدخل لازم من شأنه معالجة التأثيرات السلبية لأشغالها على امتداد المحيط، حيث تعاني المنطقة من تلوث المياه والهواء، وضرر كبير بالزراعة، كما أن الساكنة المحلية تعيش رحلات بؤس يومية بحثا عن الماء الشروب بالمناطق المجاورة نظرا لتأثير أعمال الحفر والتنقيب التي تقوم بها الشركة المنجمية على الفرشة المائية، فضلا عن تدبير جانب التشغيل والترسيم، والذي تشوبه مظاهر تهميش وإقصاء المعطلين والطاقات المحلية التي تستشعر أولويتها في الشغل لانعدام البديل، من ثم إلى الوضع البيئي غير الصحي المعروف بالمنطقة، وبالتالي فإن الساكنة المحلية، يقول البيان الاتحادي، ليس لها من فرص بديلة تضمن لها حقها في العيش الكريم سوى تسخير طاقاتها من أجل الرفع من المردودية الإنتاجية للشركة بمختلف المناجم التي تتواجد بين ظهرانيها (إغرم أوسار، سيدي احمد واحمد، عوام..) في انتظار الإعلان عن المزيد. وارتباطا بما سبق، وبعد تداوله في شأن تطورات ومعطيات الوضع، سجل فرع مريرت للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في بيانه الموجه للرأي العام المحلي والوطني تنديده الشديد بأعمال العنف التي مارستها القوات العمومية ضد نساء وشيوخ وشباب قبيلة آيت سيدي احمد واحمد بموقع إغرم أوسار التاريخي، مع مطالبته بإطلاق سراح المعتقلين فورا، بينما شدد الفرع الاتحادي على أن الحوار هو المنهجية السليمة لفض النزاعات وملامسة المطالب عبر استشارة مختلف الفاعلين المحليين وكل المتدخلين المرتبطين بالشأن العام المحلي بحكم الصفة أو المسؤولية، مع دعم أسلوب الشراكة والتشاور وتعزيز دور المجتمع المدني بالمنطقة لخلق مناخ سليم يدمج كل الطاقات المحلية في سبيل التغلب على المشاكل المطروحة، ولم يفت حزب القوات الشعبية بعاصمة آيت سكوكو دعوة المسؤولين إلى ضرورة الإنصات لمطالب الساكنة والانكباب على معالجتها باعتبارها مطالب عادلة ومشروعة لا تسعى في مجملها إلا لتوفير مناخ تسوده العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة.