في ربيعها السادس عشر، ازدادت بمدينة الزاوية الليبية وترعرعت فيها . عائلتها تنحدر من أولاد عياد ببني ملال قبل 21 سنة هاجر الاب مجيد إلى ليبيا بحثا عن عمل، ولم يجد سوى التجارة مجالا لكسب رغيف العيش. اسمها سناء، مفعمة بالحيوية، من عينها يشع الإصرار على تجاوز محنتها ، وفي عينيها نظرة مليئة بالأمل في المستقبل. ومن حين إلى حين تحرك يديها على أسفل ركبتها حيث تم بتر رجلها بعد أن سدد لها أحد أفراد كتائب القذافي طلقة غادرة. قبل أن أسافر إلى تونس، قرأت قصاصة الزميل بنستيتو رئيس مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بالعاصمة التونسية، عن فتاة اسمها سناء تعالج بإحدى مصحات العاصمة . وعند عودتي من ليبيا إلى تونس، أمدني الصديق بنستيتو باسم ومكان المصحة . كان حظي عاثرا حينما وصلت إلى المكان حاملا باقة ورد لسناء : لقد غادرت بعد أن تماثلت للشفاء. بذل الصديق بنستيتو مشكورا ، جهدا لمعرفة مكان إقامتها بعد أن اتصل بالقنصلية المغربية. وبالفعل عثرنا على الفندق الذي تقيم فيه. «كنا سبع عائلات قررنا الخروج من حينا السكني بمدينة الزاوية عندما بدأت كتائب القذافي تستعيد المنطقة التي كانت تسمى «جردينو» ساحة الشهداء حاليا .ركبنا أربع سيارات لنغادر إلى ضواحي المدينة حيث حررها الثوار، ففوجئنا بطلقات نارية سددتها لنا كتائب القذافي. إحدى هذه الطلقات أصابت رأس سيدة كانت في السيارات الأولى أردتها قتيلة . السيارة التي كنت فيها تعرضت لوابل من طلقات الرشاش 14.5 المحمول على السيارة، واحدة منها أصابتني بين الركبة والقدم . لحسن حظنا كان رد الثوار سريعا قبل أن تبيدنا الكتائب. أمنوا لنا الخروج من هذا الفخ ونقلوني أنا وعددا من الجرحى إلى أحد مستوصفات المدينة في جانبها المحرر ليقدمو ا لنا إسعافات أولية .أما أنا حيث كان الدم ينزف والألم يتضاعف فتوجهوا بي إلى مستشفى مدينة الزنتان لأجد العشرات من الأطباء يعالجون الجرحى . تم بتر رجلي في عملية جراحية استمرت لعدة ساعات . عاملوني أحسن معاملة ، نعم إن دور الطبيب يجب أن يكون كذلك ، لكن عندما علموا إني مغربية كنت موضع اهتمام كبير من كل العاملين بهذا المستشفى. قضيت هناك 15 يوما. بعدها قرر المجلس الوطني الانتقالي نقلي إلى مدينة تطاوينالتونسية حيث مكثت ثلاثة أيام، ثم إلى العاصمة تونس لمدة أسبوع . سناء تدرس بقسم السابعة إعدادي، حالتها استقطبت عددا من المنظمات الدولية . لقد زارها أمريكيون هيأوا لها ملفا لنقلها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية قصد تمكينها من رجل اصطناعية . وجاء إليها يابانيون يحملون نفس الاقتراح . ولكي يصحبها والدها إلى حيث ستكمل علاجها بأمريكا ، تواجهه مشكلة جواز سفره الذي يحتاج إلى تمديد، وهو يوجه من خلال جريدة «الاتحاد الاشتراكي» نداءه إلى المسؤولين بالسفارة والقنصلية والقطاعات الحكومية المعنية من أجل أن يمنحوه سنة إضافية لأنه يتوفر على النسخة العادية للجواز وليس البيومترية .