طنجة: توقيف مبحوث عنه متورط في حيازة وترويج مخدر الكوكايين    بايتاس: الحكومة تتابع عن كثب أوضاع الجالية المغربية المقيمة بلبنان        "درونات" مزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي لمراقبة جودة البناء    الحكومة المغربية تطلع على اتفاقية استبدال رخص السياقة مع إيطاليا    مشروع هام لإعادة تهيئة مركز جماعة "قابوياوا"    الحليمي: خفضنا كلفة الإحصاء بما يناهز 453 مليون درهم ما يمثل 24% من الميزانية (مليار ونصف درهم)        توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    تأجيل جلسة محاكمة جريمة قتل الطالب أنور العثماني في طنجة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بتحديد نظام البذلة الرسمية لموظفي إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة    الركراكي: الانتظام في الأداء أهم المعايير للتواجد في لائحة المنتخب المغربي    الركراكي يساند النصيري ويكشف هوية قائد المنتخب    بايتاس يلوم الجفاف على عدم تحقيق نسبة نمو كبيرة للاقتصاد المغربي    فتح باب الترشيح لجائزة المغرب للكتاب 2024    أخبار الساحة    الاتحاد الدولي لكرة القدم يحذر اسبانيا من احتمال سحب تنظيم كأس العالم 2030        عبد اللطيف حموشي يستقبل المستشار العسكري الرئيسي البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا    أعترف بأن هوايَ لبناني: الحديقة الخلفية للشهداء!    مهرجان سيدي عثمان السينمائي يكرم الممثل الشعبي إبراهيم خاي    قراصنة على اليابسة    مقاطع فيديو قديمة تورط جاستن بيبر مع "ديدي" المتهم باعتداءات جنسية    جائزة نوبل للسلام.. بين الأونروا وغوتيريس واحتمال الإلغاء    استدعاء وزراء المالية والداخلية والتجهيز للبرلمان لمناقشة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات    "جريمة سياسية" .. مطالب بمحاسبة ميراوي بعد ضياع سنة دراسية بكليات الطب    بسبب الحروب .. هل نشهد "سنة بيضاء" في تاريخ جوائز نوبل 2024؟    إطلاق مركز للعلاج الجيني في المملكة المتحدة برئاسة أستاذ من الناظور    إصابة 23 تلميذا في انقلاب حافلة للنقل المدرسي ضواحي آسفي    مؤتمر علمي في طنجة يقارب دور المدن الذكية في تطوير المجتمعات الحضرية    كم يبلغ سعر الاورو والدولار هذا اليوم؟ .. بنك المغرب يحدد    الذكاء الاصطناعي والحركات السياسية .. قضايا حيوية بفعاليات موسم أصيلة    غارات ليلية عنيفة بطائرات حربية في أقرب ضربة لوسط بيروت منذ حملة القصف    من بينها "العدل والإحسان".. هيئات مغربية تواصل الحشد للمشاركة في المسيرة الوطنية تخليدا للذكرى الأولى ل"طوفان الأقصى"    سفير إسرائيل بالأمم المتحدة:الرد على هجمات إيران سيكون قريبا    كيوسك الخميس | ودائع المغاربة لدى الأبناك تتجاوز ألفا و202 مليار درهم    توقيع اتفاقية لدعم القدرات الرقمية للمؤسسات التعليمية بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة    إيقاف بن عطية 6 مباريات بسبب انتقادات حادة لحكم مباراة مارسيليا وليون    الأمير مولاي رشيد يزور جناح نادي قطر للسباق والفروسية بمعرض الفرس للجديدة    وقفة أمام البرلمان في الرباط للتضامن مع لبنان وغزة ضد عدوان إسرائيل    ارتفاع أسعار النفط في ظل تصاعد مخاوف جيوسياسية        مندوبية طنجة تعلن عن منع صيد سمك بوسيف بمياه البحر الأبيض المتوسط    الرئيس الإيراني: "إذا ردت إسرائيل سيكون ردنا أقسى وأشد"        إطلاق مركز للعلاج الجيني في شيفيلد برئاسة أستاذ مغربي ببريطانيا    النظام الجزائري يستغل التظاهرات الرياضية الدولية لتصريف معاداة المغرب    مقتل صهر حسن نصر الله في قصف دمشق    المغرب يشرع في فرض ضريبة "الكاربون" اعتبارا من 2025    مستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية يشغل القطاعين العام والخاص بالمغرب    مغربي يقود مركزاً بريطانياً للعلاج الجيني    الرياضة .. ركيزة أساسية لعلاج الاكتئاب    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    دراسة: التلوث الضوئي الليلي يزيد من مخاطر الإصابة بالزهايمر    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجموعة مقالات: التايم الامريكية تكشف أسرار الساعات الأخيرة في حرب العقيد
نشر في أريفينو يوم 26 - 08 - 2011


‘التايم' تكشف أسرار الساعات الأخيرة في حرب العقيد
كشفت مجلة ‘التايم' الأمريكية أسرار الساعات الأخيرة في حرب العقيد الليبي معمر القذافي ضد الثوار، حيث أكدت أن نتائج المعركة حسمت لصالح الثوار قبل نحو أسبوعين، وأن نحو 30% من المرتزقة الذين جلبهم القذافي فروا من صفوفه وانضموا للثوار، فضلا عن أن تدخل قوات حلف شمال الأطلسي ‘الناتو' رجحت كفة الثوار.
نقلت المجلة عن أحد قادة القذافي – الذين جلبهم من يوغسلافيا السابقة وكانوا يقودون الحرب ضد الثوار – قوله إن الرجال الذين كانوا تحت أمرتي من الدول الواقعة جنوبي ليبيا وتشاد، وتم التعاقد معي من قبل نظام القذافي للمساعدة في محاربة الثوار، وبعد ذلك حلف شمال الأطلسي، ولقد كنت أعاني من أن جنودي كانوا أغبياء جدا لتعلم أي شيء، ولكن الأمور كانت تسير جيدا حتى بدأت ضربات الناتو'.
وأضاف القائد – الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته – إنه بحلول يوليو الماضي كان أكثر من 30 ٪ من الرجال الذين تحت إمرتي فروا إلى جانب الثوار، وسجلت صواريخ الناتو ضربات مباشرة لقواتي مما تسبب في ‘خسائر كبيرة'، عند هذه النقطة في الحرب اضطررنا لاستخدام التمويه وتجنب الأماكن المفتوحة'.
وبعيدا عن الجبهة، قال ماريو إن الحياة في مجمع القذافي والملاجئ مليئة بالحفلات والكحول والنساء والمخدرات.. كانت حياة غاية في العربدة'، كذلك ساهم التوتر بين اثنين من أبناء القذافي في تعجيل النهاية، فقد لاحظت الخصومة العميقة بين أبناء القذافي سيف الإسلام ومحمد، فقد كان هناك اشتباك مسلح بين الاثنين، حيث قامت مجموعة أحد الأخوين باستجواب الآخر تحت تهديد السلاح، ثم وصلت مجموعة الذي يستجوب واندلعت مواجهة مسلحة بين الطرفين استمرت لعدة دقائق'.
وقال القائد إن القذافي استأجر العديد من المقاتلين السابقين اليوغوسلاف ومعظمهم من الصرب لمساعدته في معركته ضد حلف شمال الأطلسي، وأوضح أن هولاء المستشارين وبعض قادة ليبيا غادروا قبل أسبوعين، وقال ‘ قبل 12 يوما تلقيت تحذيرا من أحد أصدقائي يطالبني بالرحيل عن ليبيا لأن المعركة انتهت، فمنذ أسبوعين قال لي صديق يجب أن تغادر طرابلس، لان الأمور ستتغير بسرعة، وبعدها غادر المرتزقة من جنوب أفريقيا البلاد، ثم قررت الفرار من طرابلس'.
القذافي أرسل كتائبه لجمع وزرائه في «باص» للاختفاء معه بعد دخول الثوار لمجمع باب العزيزية
رغم إعلان سيطرتها على أغلب المناطق في العاصمة الليبية طرابلس، لا تزال قوات المعارضة الليبية التابعة للمجلس الوطني الانتقالي، تواجه مقاومة عنيفة في بعض المناطق المتفرقة من العاصمة، من قوات اللجان المسلحة التابعة للقذافي والتي ما زالت موجودة هناك. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في طرابلس، أن القذافي أرسل كتائبه لجمع وزرائه في «باص» للاختفاء معه بعد دخول الثوار لمجمع باب العزيزية ومن يرفض الانصياع لتعليماته يقوم بإطلاق الرصاص عليه، لكن عدد كبير تمكن من الهرب والانضمام للثورة. وكان وزير الصحة والداخلية السابق، ورئيس القلم السياسي، محمد حجازي قد أبلغ «الشرق الأوسط» أنه أعلن انضمامه إلى الثورة، لكنه تأخر في الإعلان عن ذلك خشية على أهله وأبنائه من كتائب القذافي. ونظرا لقلة عددهم وصعوبة مواجهة الثوار، ابتكرت قوات القذافي حيلة جديدة، حين قام عناصرها بارتداء ملابس الثوار وقبعاتهم ورفعوا أعلام الثورة على سياراتهم، في محاولة منهم لتضليل المواطنين وتفتيت صفوف الثوار، قبل أن يطلقوا النار على الثوار، الذين تنبهوا لذلك مؤخرا وأطلقوا التحذيرات فيما بينهم.
واتصل أحد الثوار بقناة «ليبيا أولا» ووجه تحذيرا للشعب الليبي، ذكر فيه أنواع وأرقام السيارات التي تصطحبها قوات اللجان الثورية. وقال شهود عيان ل«الشرق الأوسط» إنه تم نشر تحذيرات بين صفوف الثوار عن هذه العناصر التي وصفوها ب«بقايا النظام»، واعتبروا محاولاتهم بأنها بلا فائدة. كما قام عدد من الشباب الليبي بتوجيه التحذيرات عبر مواقع التواصل على الإنترنت، حيث قاموا بكتابة أنواع هذه السيارات، والتي وصلت تقريبا ل12 سيارة، وأرقام اللوحات المعدنية.
وقال خير الله محمود، عضو لجنة الأزمات بالمجلس الانتقالي الوطني، إن القيادات الميدانية بطرابلس وجهت تحذيرات للجان الشعبية التي تقوم بتأمين الناس والممتلكات العامة حتى لا يتم خداعهم، موضحا أن هذه المجموعات من قبيلة ورفله، واشتهروا بتهريب المخدرات والسلاح ولم يعترفوا بالمجلس الانتقالي الوطني الليبي حتى الآن خوفا على مصالحهم.
وقال محمود ل«الشرق الأوسط» إنه تم القبض على بعض هذه العناصر، مشيرا إلى أن القوات التابعة للقذافي لم تتمكن من إحداث قلق بالمعنى الملموس لكنها مجرد محاولة، نافيا أن يكون لهذه اللجان الثورية وجود في مناطق أخرى من أراضي ليبيا غير طرابلس.
وكشف محمود عن قيام فلول عناصر القذافي في سرت بالتفاوض معهم لتسليم أنفسهم، بعد أن أدركوا أنهم صاروا لا يمثلون قوة تمكنهم من الصمود أمام طوفان الثورة.
من جهته، قال الحسن بوخريص أحد شباب الثوار في ليبيا، إن سيناريو محاولات القذافي تكرر من قبل في مدينة بنغازي مقر المجلس الانتقالي في بداية الثورة، مؤكدا مشاهدته للعديد من السيارات نصف النقل التي كانت ترفع علم الاستقلال عليها، ثم تطلق النار على الثوار.
جلود: القذافي سيخرج من طرابلس متنكرا في زي امرأة
اعتبر المسؤول الثاني السابق في النظام الليبي عبد السلام جلود، أمس، في روما، أن العقيد معمر القذافي إما موجود في جنوب طرابلس، وإما توجه إلى الصحراء. وفر جلود من طرابلس وهو موجود منذ السبت في إيطاليا. وقال جلود في مؤتمر صحافي في مقر جمعية الصحافة الأجنبية «ليس هناك سوى أربعة أشخاص حوله، هناك احتمالان: إما أنه اختبأ (القذافي) في الشطر الجنوبي من طرابلس، وإما أنه غادر منذ فترة». وأوضح أنه في الحالة الأولى فإن القذافي سيظل في جنوب طرابلس «حتى إعادة فتح الطرق وعندها ربما سيخرج متنكرا في زي امرأة لمغادرة» العاصمة. وأضاف «الاحتمال الثاني أنه غادر منذ فترة، وهو موجود إما على الحدود مع الجزائر وإما في سرت أو سبها على أن يعبر بعدها الصحراء».
وأكد جلود الذي استبعد من المسرح السياسي منذ التسعينات أنه حاول «ست مرات الفرار من ليبيا عن طريق البحر، و12 مرة عن طريق البر» خلال الأشهر الأخيرة. وبعد وصوله إلى تونس غادر جلود فجر السبت إلى إيطاليا على متن رحلة متوجهة إلى روما. وذكرت وسائل الإعلام الإيطالية أن فراره تم بمساعدة دبلوماسيين وأجهزة استخبارات تابعة لدول عدة ومجموعة «إيني» الإيطالية للغاز والنفط الموجودة في ليبيا منذ 1959.
ملاذات القذافي المحتملة.. سرت أو الصحراء أو المنفى
بعد فقدان أثر العقيد معمر القذافي تدور التكهنات حول أماكن لجوئه المحتملة، سواء كانت سرت مسقط رأسه، حيث كان يستقبل الضيوف بالاحتفالات، أو المنفى في جنوب أفريقيا أو فنزويلا، اللتين ذكرتا كبلدي لجوء محتملين. وتحدث لياسير ريبييرو، الطبيب البرازيلي المختص بالجراحة التجميلية الذي كان عالج معمر القذافي في 1994 من انتفاخ تحت العينين، عن مكان محصن في طرابلس كان زار فيه القذافي.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه كان أحد الأشخاص القليلين الذين زاروا حصن القذافي الذي «يفوق الوصف» في طرابلس، مشيرا إلى أنه عبارة عن قلعة حصينة تضم العديد من المرافق والتجهيزات الطبية والرياضية، وجميع العاملين فيها من الأجانب.
وكان الطبيب المشهور (70 عاما) الذي يملك عدة عيادات في ريو دي جانيرو يشارك في مؤتمر عن جراحة تجميل الصدر في طرابلس حين طلب منه وزير الصحة الليبي حينها «فحص شخص عزيز عليه».
وأضاف الطبيب البرازيلي «كنت أعتقد أنه يتحدث عن زوجته. ونقلني بسيارته وحين وصلنا فهمت أن الأمر يتعلق بالقذافي. احتوى مدخل الحصن عدة تعرجات وطلب مني الانتظار في مكتبه» ثم تم نقله إلى «بناية نصبت فيها خيمة».
وتابع ريبييرو «هناك استقبلني القذافي. قلت له إن المكان معتم ولا يسمح بفحصه فاقتادني إلى عيادة طب أسنان فائقة التطور». وأضاف أنه اجتاز في القلعة الحصينة «قاعة رياضة تشتمل على مسبح أولمبي. لقد كان القذافي حينها في لياقة بدنية عالية»، مشيرا إلى أنه «عاد بعد عام من تلك الزيارة لإجراء العملية للقذافي علاوة على عملية زرع شعر».
ومما يتذكره الطبيب أن الموقع المحصن كان يضم «غرفتين للعمليات مع تجهيزات ألمانية ممتازة، وقاعة للراحة».
وقال «كان أمرا يفوق الوصف. لم أكن أتوقع مثل ذلك».
وأكد الطبيب أن «جميع العاملين أجانب. طبيبه باكستاني. وكان هناك مختصان بالتخدير (روسي ومصري)، وممرضة يوغوسلافية. أعتقد أنه كان يخشى أن يغتاله ليبيون».
وأضاف «قبل 16 عاما لم يكن (القذافي) يوصف بالديكتاتور الدموي كان ينفتح على الغرب ويوصف برئيس دولة. لقد كان مهذبا جدا ومثقفا ويتحدث الإنجليزية بطلاقة لكنه لم يكن ينظر أبدا في عيني».
وبحسب الطبيب البرازيلي فإن القذافي «لن يخرج حيا» من الثورة في ليبيا. وتابع «بعد أن صحبته ستة أيام وما عرفته من طباعه، لا أعتقد أنه (سينفد بجلده). سيقتل نفسه أو فإنهم سيجعلونه ينتحر».
ومشط الثوار العاصمة أول من أمس على أمل توقيف عميد القادة العرب والأفارقة الذي تولى الحكم بعد انقلاب عام 1969.
واعتبر عبد المنعم الهوني، ممثل المجلس الوطني الانتقالي لدى الجامعة العربية، أن «أمام القذافي ثلاثة خيارات فحسب في ليبيا: منطقة الجفرة في الصحراء، وواحة تراغن في أقصى الجنوب على الحدود مع النيجر، وسرت مسقط رأسه».
فالقذافي ولد بحسب ما روى بنفسه في خيمة في سرت على بعد 450 كلم شرق العاصمة، حيث يمكنه الاعتماد على قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها وعناصرها مسلحون.
ويجهد الثوار في التفاوض مع جميع زعماء القبائل للدخول من دون عنف إلى المدينة التي تملك ميناء معروفا منذ القدم حيث بنى القذافي مركزا ضخما للمؤتمرات بهندسة حديثة وفخمة تبدو متعارضة مع بساطة المدينة. وإذا لم يجد القذافي ملاذا لدى أقاربه فإنه يملك حلولا أخرى لدى قبائل أخرى كالطوارق.
وباستخدام شراء الذمم الذي طالما أفاده، تمكن القذافي من الاعتماد على الطوارق بعد أن ضمن لهم نسبة من أرباح التجارة عبر الحدود مقابل ضمانهم استقرار المنطقة. لكن إنجازات الثورة الأخيرة قد تغير الوضع. فقد انضم عدد من الطوارق إلى الثوار عبر فتح الحدود الجنوبية في مستوى مرزوق في منطقة فزان، التي تعتبر منطقة تواصل حيوية مع النيجر وتشاد والجزائر، عبر سبها كبرى مدنها المدينة المحورية حيث يقوم القذاذفة بدور اقتصادي وسياسي أساسي.
إلى جانب مناطق الجنوب، يمكن للقذافي عبور الحدود والاستفادة من عدم ضبط جنوب البلاد ليتجه إلى الجزائر على سبيل المثال.
وفي شوارع بنغازي يتفاقم العتب على الجزائر المتهمة بأنها دعمت القذافي حتى النهاية.
وقبل أيام من سقوط مقره العام أفادت معلومات صحافية بأن القذافي ينوي الذهاب إلى المنفى في جنوب أفريقيا وحتى في فنزويلا، عن طريق وصول طائرات إلى المنطقة تنقله وعائلته إلى أحد البلدين.
وسارعت جنوب أفريقيا إلى نفي الخبر عبر وزيرة خارجيتها مايتي نكوانا – ماشابان، غير أن رئيس فنزويلا هوغو شافيز غذى الشائعات حول توجه الزعيم الليبي إلى كراكاس عبر إعادة التأكيد الثلاثاء على دعمه له.
ورفض وزير خارجيته نيكولاس مادورو أن يؤكد إن كانت بلاده ستمنح اللجوء السياسي للقذافي إن طلبه، لكنه لم يستبعد ذلك أيضا.
أما نيكاراغوا التي يرأسها دانيال أورتيغا «صديق» القذافي فتركت الباب مفتوحا أمام احتمال استقباله. غير أن الرجل الثاني سابقا في النظام الليبي عبد السلام جلود الذي انشق عليه يرى أنه لا مخرج للقذافي إلا الموت إذا كان لا يزال في طرابلس. وقال عبر قناة «العربية»: «القذافي ليس لديه الجرأة لينتحر وقد يكلف أحدا من المقربين منه ليغتاله».
وفي سياق ذلك، أعلن وزير الدفاع البريطاني ليان فوكس، أمس في تصريحات لمحطة تلفزيون بريطانية خاصة، أن الحلف الأطلسي يساهم في تعقب العقيد القذافي عبر توفير «معلومات ومعدات استطلاع» حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال فوكس، في تصريحات لمحطة «سكاي نيوز»: «يمكنني أن أؤكد أن الحلف الأطلسي يوفر المعلومات ومعدات استطلاع إلى المجلس الوطني الانتقالي للمساعدة على تحديد مكان العقيد القذافي وأفراد آخرين في نظامه».
وردا على سؤال حول إمكانية أن تشتمل «المعلومات والمعدات» على قوات خاصة على غرار فرق كوماندوز «إس إيه إس» البريطانية الخاصة، قال المتحدث «لا يمكننا التعليق على القوات الخاصة في الوقت الراهن».
وأفادت صحيفة «ديلي تلغراف» بأن عناصر في «القوة الجوية الخاصة» (إس إيه إس) منتشرون في ليبيا.
وقالت الصحيفة «للمرة الأولى أكدت مصادر في وزارة الدفاع أن قوات (آي إيه آي) الخاصة نشرت في ليبيا قبل أسابيع ولعبت دورا محوريا في تنسيق معركة طرابلس».
وهذه القوات الخاصة التي يرتدي عناصرها الملابس المدنية ويحملون الأسلحة نفسها التي يحملها الثوار، تلقت أوامر بالتركيز على العثور على القذافي، بحسب الصحيفة.
وعرض الثوار مكافأة بقيمة 1,7 مليون دولار لكل من يقبض على القذافي حيا أو ميتا.
طبيب برازيلي: الموقع الذي يتحصن فيه القذافي “يفوق الوصف
أ ف ب
قال لياسير ريبييرو الطبيب البرازيلي المختص في الجراحة التجميلية الذي كان عالج العقيد معمر القذافي عام 1994 من انتفاخ تحت العينين، لوكالة “فرانس برس” إنه كان أحد الأشخاص القليلين الذين زاروا حصن القذافي الذي “يفوق الوصف” في طرابلس .
وكان الطبيب المشهور (70 عاماً) الذي يملك عيادات عدة في ريو دي جانيرو يشارك في مؤتمر عن جراحة تجميل الصدر في طرابلس حين طلب منه وزير الصحة الليبي حينها “فحص شخص عزيز عليه” . وأضاف “كنت أعتقد أنه يتحدث عن زوجته . ونقلني بسيارته وحين وصلنا فهمت أن الأمر يتعلق بالقذافي . احتوى مدخل الحصن تعرجات عدة وطلب مني الانتظار في مكتبه” ثم تم نقله إلى بناية “نصبت فيها خيمة” .
وتابع ريبييرو “هناك استقبلني القذافي . قلت له إن المكان معتم ولا يسمح بفحصه فاقتادني إلى عيادة طب أسنان فائقة التطور” .
وأوضح أنه اجتاز في القلعة الحصينة “قاعة رياضة تشتمل على مسبح أولمبي . لقد كان القذافي حينها في لياقة بدنية عالية”، مشيراً إلى أنه عاد بعد عام من تلك الزيارة لإجراء العملية علاوة على عملية زرع شعر .
ومما يتذكره الطبيب أن الموقع المحصن كان يضم “غرفتين للعمليات مع تجهيزات ألمانية ممتازة، وقاعة للراحة” . وقال “كان أمراً يفوق الوصف لم أكن أتوقع مثل ذلك” .
وأكد أن “جميع العاملين أجانب . طبيبه باكستاني . وكان هناك مختصان في التخدير (روسي ومصري) وممرضة يوغسلافية . أعتقد انه كان يخشى أن يغتاله ليبيون” . وأضاف “قبل 16 عاماً لم يكن (القذافي) يوصف بالدكتاتور الدموي كان ينفتح على الغرب ويوصف برئيس دولة . لقد كان مهذباً جداً ومثقفاً ويتحدث الإنجليزية بطلاقة لكنه لم يكن ينظر أبداً في عيني” .
وحسب الطبيب فإن القذافي “لن يخرج حياً” من الثورة في ليبيا . وقال “بعد أن صحبته ستة أيام وما عرفته من طباعه، لا أعتقد أنه سينفذ بجلده، سيقتل نفسه أو سيجعلونه ينتحر” .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.