ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجموعة مقالات: التايم الامريكية تكشف أسرار الساعات الأخيرة في حرب العقيد
نشر في أريفينو يوم 26 - 08 - 2011


‘التايم' تكشف أسرار الساعات الأخيرة في حرب العقيد
كشفت مجلة ‘التايم' الأمريكية أسرار الساعات الأخيرة في حرب العقيد الليبي معمر القذافي ضد الثوار، حيث أكدت أن نتائج المعركة حسمت لصالح الثوار قبل نحو أسبوعين، وأن نحو 30% من المرتزقة الذين جلبهم القذافي فروا من صفوفه وانضموا للثوار، فضلا عن أن تدخل قوات حلف شمال الأطلسي ‘الناتو' رجحت كفة الثوار.
نقلت المجلة عن أحد قادة القذافي – الذين جلبهم من يوغسلافيا السابقة وكانوا يقودون الحرب ضد الثوار – قوله إن الرجال الذين كانوا تحت أمرتي من الدول الواقعة جنوبي ليبيا وتشاد، وتم التعاقد معي من قبل نظام القذافي للمساعدة في محاربة الثوار، وبعد ذلك حلف شمال الأطلسي، ولقد كنت أعاني من أن جنودي كانوا أغبياء جدا لتعلم أي شيء، ولكن الأمور كانت تسير جيدا حتى بدأت ضربات الناتو'.
وأضاف القائد – الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته – إنه بحلول يوليو الماضي كان أكثر من 30 ٪ من الرجال الذين تحت إمرتي فروا إلى جانب الثوار، وسجلت صواريخ الناتو ضربات مباشرة لقواتي مما تسبب في ‘خسائر كبيرة'، عند هذه النقطة في الحرب اضطررنا لاستخدام التمويه وتجنب الأماكن المفتوحة'.
وبعيدا عن الجبهة، قال ماريو إن الحياة في مجمع القذافي والملاجئ مليئة بالحفلات والكحول والنساء والمخدرات.. كانت حياة غاية في العربدة'، كذلك ساهم التوتر بين اثنين من أبناء القذافي في تعجيل النهاية، فقد لاحظت الخصومة العميقة بين أبناء القذافي سيف الإسلام ومحمد، فقد كان هناك اشتباك مسلح بين الاثنين، حيث قامت مجموعة أحد الأخوين باستجواب الآخر تحت تهديد السلاح، ثم وصلت مجموعة الذي يستجوب واندلعت مواجهة مسلحة بين الطرفين استمرت لعدة دقائق'.
وقال القائد إن القذافي استأجر العديد من المقاتلين السابقين اليوغوسلاف ومعظمهم من الصرب لمساعدته في معركته ضد حلف شمال الأطلسي، وأوضح أن هولاء المستشارين وبعض قادة ليبيا غادروا قبل أسبوعين، وقال ‘ قبل 12 يوما تلقيت تحذيرا من أحد أصدقائي يطالبني بالرحيل عن ليبيا لأن المعركة انتهت، فمنذ أسبوعين قال لي صديق يجب أن تغادر طرابلس، لان الأمور ستتغير بسرعة، وبعدها غادر المرتزقة من جنوب أفريقيا البلاد، ثم قررت الفرار من طرابلس'.
القذافي أرسل كتائبه لجمع وزرائه في «باص» للاختفاء معه بعد دخول الثوار لمجمع باب العزيزية
رغم إعلان سيطرتها على أغلب المناطق في العاصمة الليبية طرابلس، لا تزال قوات المعارضة الليبية التابعة للمجلس الوطني الانتقالي، تواجه مقاومة عنيفة في بعض المناطق المتفرقة من العاصمة، من قوات اللجان المسلحة التابعة للقذافي والتي ما زالت موجودة هناك. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في طرابلس، أن القذافي أرسل كتائبه لجمع وزرائه في «باص» للاختفاء معه بعد دخول الثوار لمجمع باب العزيزية ومن يرفض الانصياع لتعليماته يقوم بإطلاق الرصاص عليه، لكن عدد كبير تمكن من الهرب والانضمام للثورة. وكان وزير الصحة والداخلية السابق، ورئيس القلم السياسي، محمد حجازي قد أبلغ «الشرق الأوسط» أنه أعلن انضمامه إلى الثورة، لكنه تأخر في الإعلان عن ذلك خشية على أهله وأبنائه من كتائب القذافي. ونظرا لقلة عددهم وصعوبة مواجهة الثوار، ابتكرت قوات القذافي حيلة جديدة، حين قام عناصرها بارتداء ملابس الثوار وقبعاتهم ورفعوا أعلام الثورة على سياراتهم، في محاولة منهم لتضليل المواطنين وتفتيت صفوف الثوار، قبل أن يطلقوا النار على الثوار، الذين تنبهوا لذلك مؤخرا وأطلقوا التحذيرات فيما بينهم.
واتصل أحد الثوار بقناة «ليبيا أولا» ووجه تحذيرا للشعب الليبي، ذكر فيه أنواع وأرقام السيارات التي تصطحبها قوات اللجان الثورية. وقال شهود عيان ل«الشرق الأوسط» إنه تم نشر تحذيرات بين صفوف الثوار عن هذه العناصر التي وصفوها ب«بقايا النظام»، واعتبروا محاولاتهم بأنها بلا فائدة. كما قام عدد من الشباب الليبي بتوجيه التحذيرات عبر مواقع التواصل على الإنترنت، حيث قاموا بكتابة أنواع هذه السيارات، والتي وصلت تقريبا ل12 سيارة، وأرقام اللوحات المعدنية.
وقال خير الله محمود، عضو لجنة الأزمات بالمجلس الانتقالي الوطني، إن القيادات الميدانية بطرابلس وجهت تحذيرات للجان الشعبية التي تقوم بتأمين الناس والممتلكات العامة حتى لا يتم خداعهم، موضحا أن هذه المجموعات من قبيلة ورفله، واشتهروا بتهريب المخدرات والسلاح ولم يعترفوا بالمجلس الانتقالي الوطني الليبي حتى الآن خوفا على مصالحهم.
وقال محمود ل«الشرق الأوسط» إنه تم القبض على بعض هذه العناصر، مشيرا إلى أن القوات التابعة للقذافي لم تتمكن من إحداث قلق بالمعنى الملموس لكنها مجرد محاولة، نافيا أن يكون لهذه اللجان الثورية وجود في مناطق أخرى من أراضي ليبيا غير طرابلس.
وكشف محمود عن قيام فلول عناصر القذافي في سرت بالتفاوض معهم لتسليم أنفسهم، بعد أن أدركوا أنهم صاروا لا يمثلون قوة تمكنهم من الصمود أمام طوفان الثورة.
من جهته، قال الحسن بوخريص أحد شباب الثوار في ليبيا، إن سيناريو محاولات القذافي تكرر من قبل في مدينة بنغازي مقر المجلس الانتقالي في بداية الثورة، مؤكدا مشاهدته للعديد من السيارات نصف النقل التي كانت ترفع علم الاستقلال عليها، ثم تطلق النار على الثوار.
جلود: القذافي سيخرج من طرابلس متنكرا في زي امرأة
اعتبر المسؤول الثاني السابق في النظام الليبي عبد السلام جلود، أمس، في روما، أن العقيد معمر القذافي إما موجود في جنوب طرابلس، وإما توجه إلى الصحراء. وفر جلود من طرابلس وهو موجود منذ السبت في إيطاليا. وقال جلود في مؤتمر صحافي في مقر جمعية الصحافة الأجنبية «ليس هناك سوى أربعة أشخاص حوله، هناك احتمالان: إما أنه اختبأ (القذافي) في الشطر الجنوبي من طرابلس، وإما أنه غادر منذ فترة». وأوضح أنه في الحالة الأولى فإن القذافي سيظل في جنوب طرابلس «حتى إعادة فتح الطرق وعندها ربما سيخرج متنكرا في زي امرأة لمغادرة» العاصمة. وأضاف «الاحتمال الثاني أنه غادر منذ فترة، وهو موجود إما على الحدود مع الجزائر وإما في سرت أو سبها على أن يعبر بعدها الصحراء».
وأكد جلود الذي استبعد من المسرح السياسي منذ التسعينات أنه حاول «ست مرات الفرار من ليبيا عن طريق البحر، و12 مرة عن طريق البر» خلال الأشهر الأخيرة. وبعد وصوله إلى تونس غادر جلود فجر السبت إلى إيطاليا على متن رحلة متوجهة إلى روما. وذكرت وسائل الإعلام الإيطالية أن فراره تم بمساعدة دبلوماسيين وأجهزة استخبارات تابعة لدول عدة ومجموعة «إيني» الإيطالية للغاز والنفط الموجودة في ليبيا منذ 1959.
ملاذات القذافي المحتملة.. سرت أو الصحراء أو المنفى
بعد فقدان أثر العقيد معمر القذافي تدور التكهنات حول أماكن لجوئه المحتملة، سواء كانت سرت مسقط رأسه، حيث كان يستقبل الضيوف بالاحتفالات، أو المنفى في جنوب أفريقيا أو فنزويلا، اللتين ذكرتا كبلدي لجوء محتملين. وتحدث لياسير ريبييرو، الطبيب البرازيلي المختص بالجراحة التجميلية الذي كان عالج معمر القذافي في 1994 من انتفاخ تحت العينين، عن مكان محصن في طرابلس كان زار فيه القذافي.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه كان أحد الأشخاص القليلين الذين زاروا حصن القذافي الذي «يفوق الوصف» في طرابلس، مشيرا إلى أنه عبارة عن قلعة حصينة تضم العديد من المرافق والتجهيزات الطبية والرياضية، وجميع العاملين فيها من الأجانب.
وكان الطبيب المشهور (70 عاما) الذي يملك عدة عيادات في ريو دي جانيرو يشارك في مؤتمر عن جراحة تجميل الصدر في طرابلس حين طلب منه وزير الصحة الليبي حينها «فحص شخص عزيز عليه».
وأضاف الطبيب البرازيلي «كنت أعتقد أنه يتحدث عن زوجته. ونقلني بسيارته وحين وصلنا فهمت أن الأمر يتعلق بالقذافي. احتوى مدخل الحصن عدة تعرجات وطلب مني الانتظار في مكتبه» ثم تم نقله إلى «بناية نصبت فيها خيمة».
وتابع ريبييرو «هناك استقبلني القذافي. قلت له إن المكان معتم ولا يسمح بفحصه فاقتادني إلى عيادة طب أسنان فائقة التطور». وأضاف أنه اجتاز في القلعة الحصينة «قاعة رياضة تشتمل على مسبح أولمبي. لقد كان القذافي حينها في لياقة بدنية عالية»، مشيرا إلى أنه «عاد بعد عام من تلك الزيارة لإجراء العملية للقذافي علاوة على عملية زرع شعر».
ومما يتذكره الطبيب أن الموقع المحصن كان يضم «غرفتين للعمليات مع تجهيزات ألمانية ممتازة، وقاعة للراحة».
وقال «كان أمرا يفوق الوصف. لم أكن أتوقع مثل ذلك».
وأكد الطبيب أن «جميع العاملين أجانب. طبيبه باكستاني. وكان هناك مختصان بالتخدير (روسي ومصري)، وممرضة يوغوسلافية. أعتقد أنه كان يخشى أن يغتاله ليبيون».
وأضاف «قبل 16 عاما لم يكن (القذافي) يوصف بالديكتاتور الدموي كان ينفتح على الغرب ويوصف برئيس دولة. لقد كان مهذبا جدا ومثقفا ويتحدث الإنجليزية بطلاقة لكنه لم يكن ينظر أبدا في عيني».
وبحسب الطبيب البرازيلي فإن القذافي «لن يخرج حيا» من الثورة في ليبيا. وتابع «بعد أن صحبته ستة أيام وما عرفته من طباعه، لا أعتقد أنه (سينفد بجلده). سيقتل نفسه أو فإنهم سيجعلونه ينتحر».
ومشط الثوار العاصمة أول من أمس على أمل توقيف عميد القادة العرب والأفارقة الذي تولى الحكم بعد انقلاب عام 1969.
واعتبر عبد المنعم الهوني، ممثل المجلس الوطني الانتقالي لدى الجامعة العربية، أن «أمام القذافي ثلاثة خيارات فحسب في ليبيا: منطقة الجفرة في الصحراء، وواحة تراغن في أقصى الجنوب على الحدود مع النيجر، وسرت مسقط رأسه».
فالقذافي ولد بحسب ما روى بنفسه في خيمة في سرت على بعد 450 كلم شرق العاصمة، حيث يمكنه الاعتماد على قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها وعناصرها مسلحون.
ويجهد الثوار في التفاوض مع جميع زعماء القبائل للدخول من دون عنف إلى المدينة التي تملك ميناء معروفا منذ القدم حيث بنى القذافي مركزا ضخما للمؤتمرات بهندسة حديثة وفخمة تبدو متعارضة مع بساطة المدينة. وإذا لم يجد القذافي ملاذا لدى أقاربه فإنه يملك حلولا أخرى لدى قبائل أخرى كالطوارق.
وباستخدام شراء الذمم الذي طالما أفاده، تمكن القذافي من الاعتماد على الطوارق بعد أن ضمن لهم نسبة من أرباح التجارة عبر الحدود مقابل ضمانهم استقرار المنطقة. لكن إنجازات الثورة الأخيرة قد تغير الوضع. فقد انضم عدد من الطوارق إلى الثوار عبر فتح الحدود الجنوبية في مستوى مرزوق في منطقة فزان، التي تعتبر منطقة تواصل حيوية مع النيجر وتشاد والجزائر، عبر سبها كبرى مدنها المدينة المحورية حيث يقوم القذاذفة بدور اقتصادي وسياسي أساسي.
إلى جانب مناطق الجنوب، يمكن للقذافي عبور الحدود والاستفادة من عدم ضبط جنوب البلاد ليتجه إلى الجزائر على سبيل المثال.
وفي شوارع بنغازي يتفاقم العتب على الجزائر المتهمة بأنها دعمت القذافي حتى النهاية.
وقبل أيام من سقوط مقره العام أفادت معلومات صحافية بأن القذافي ينوي الذهاب إلى المنفى في جنوب أفريقيا وحتى في فنزويلا، عن طريق وصول طائرات إلى المنطقة تنقله وعائلته إلى أحد البلدين.
وسارعت جنوب أفريقيا إلى نفي الخبر عبر وزيرة خارجيتها مايتي نكوانا – ماشابان، غير أن رئيس فنزويلا هوغو شافيز غذى الشائعات حول توجه الزعيم الليبي إلى كراكاس عبر إعادة التأكيد الثلاثاء على دعمه له.
ورفض وزير خارجيته نيكولاس مادورو أن يؤكد إن كانت بلاده ستمنح اللجوء السياسي للقذافي إن طلبه، لكنه لم يستبعد ذلك أيضا.
أما نيكاراغوا التي يرأسها دانيال أورتيغا «صديق» القذافي فتركت الباب مفتوحا أمام احتمال استقباله. غير أن الرجل الثاني سابقا في النظام الليبي عبد السلام جلود الذي انشق عليه يرى أنه لا مخرج للقذافي إلا الموت إذا كان لا يزال في طرابلس. وقال عبر قناة «العربية»: «القذافي ليس لديه الجرأة لينتحر وقد يكلف أحدا من المقربين منه ليغتاله».
وفي سياق ذلك، أعلن وزير الدفاع البريطاني ليان فوكس، أمس في تصريحات لمحطة تلفزيون بريطانية خاصة، أن الحلف الأطلسي يساهم في تعقب العقيد القذافي عبر توفير «معلومات ومعدات استطلاع» حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال فوكس، في تصريحات لمحطة «سكاي نيوز»: «يمكنني أن أؤكد أن الحلف الأطلسي يوفر المعلومات ومعدات استطلاع إلى المجلس الوطني الانتقالي للمساعدة على تحديد مكان العقيد القذافي وأفراد آخرين في نظامه».
وردا على سؤال حول إمكانية أن تشتمل «المعلومات والمعدات» على قوات خاصة على غرار فرق كوماندوز «إس إيه إس» البريطانية الخاصة، قال المتحدث «لا يمكننا التعليق على القوات الخاصة في الوقت الراهن».
وأفادت صحيفة «ديلي تلغراف» بأن عناصر في «القوة الجوية الخاصة» (إس إيه إس) منتشرون في ليبيا.
وقالت الصحيفة «للمرة الأولى أكدت مصادر في وزارة الدفاع أن قوات (آي إيه آي) الخاصة نشرت في ليبيا قبل أسابيع ولعبت دورا محوريا في تنسيق معركة طرابلس».
وهذه القوات الخاصة التي يرتدي عناصرها الملابس المدنية ويحملون الأسلحة نفسها التي يحملها الثوار، تلقت أوامر بالتركيز على العثور على القذافي، بحسب الصحيفة.
وعرض الثوار مكافأة بقيمة 1,7 مليون دولار لكل من يقبض على القذافي حيا أو ميتا.
طبيب برازيلي: الموقع الذي يتحصن فيه القذافي “يفوق الوصف
أ ف ب
قال لياسير ريبييرو الطبيب البرازيلي المختص في الجراحة التجميلية الذي كان عالج العقيد معمر القذافي عام 1994 من انتفاخ تحت العينين، لوكالة “فرانس برس” إنه كان أحد الأشخاص القليلين الذين زاروا حصن القذافي الذي “يفوق الوصف” في طرابلس .
وكان الطبيب المشهور (70 عاماً) الذي يملك عيادات عدة في ريو دي جانيرو يشارك في مؤتمر عن جراحة تجميل الصدر في طرابلس حين طلب منه وزير الصحة الليبي حينها “فحص شخص عزيز عليه” . وأضاف “كنت أعتقد أنه يتحدث عن زوجته . ونقلني بسيارته وحين وصلنا فهمت أن الأمر يتعلق بالقذافي . احتوى مدخل الحصن تعرجات عدة وطلب مني الانتظار في مكتبه” ثم تم نقله إلى بناية “نصبت فيها خيمة” .
وتابع ريبييرو “هناك استقبلني القذافي . قلت له إن المكان معتم ولا يسمح بفحصه فاقتادني إلى عيادة طب أسنان فائقة التطور” .
وأوضح أنه اجتاز في القلعة الحصينة “قاعة رياضة تشتمل على مسبح أولمبي . لقد كان القذافي حينها في لياقة بدنية عالية”، مشيراً إلى أنه عاد بعد عام من تلك الزيارة لإجراء العملية علاوة على عملية زرع شعر .
ومما يتذكره الطبيب أن الموقع المحصن كان يضم “غرفتين للعمليات مع تجهيزات ألمانية ممتازة، وقاعة للراحة” . وقال “كان أمراً يفوق الوصف لم أكن أتوقع مثل ذلك” .
وأكد أن “جميع العاملين أجانب . طبيبه باكستاني . وكان هناك مختصان في التخدير (روسي ومصري) وممرضة يوغسلافية . أعتقد انه كان يخشى أن يغتاله ليبيون” . وأضاف “قبل 16 عاماً لم يكن (القذافي) يوصف بالدكتاتور الدموي كان ينفتح على الغرب ويوصف برئيس دولة . لقد كان مهذباً جداً ومثقفاً ويتحدث الإنجليزية بطلاقة لكنه لم يكن ينظر أبداً في عيني” .
وحسب الطبيب فإن القذافي “لن يخرج حياً” من الثورة في ليبيا . وقال “بعد أن صحبته ستة أيام وما عرفته من طباعه، لا أعتقد أنه سينفذ بجلده، سيقتل نفسه أو سيجعلونه ينتحر” .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.