ترقد حاليا في أحد مستشفيات العاصمة التونسية الشابة المغربية سناء، حيث تعالج بعد أن وقعت ضحية طلقات نارية من كتائب القذافي في ليبيا، وانتهى بها الأمر إلى بتر ساقها اليسرى . كانت الشابة سناء ، ذات الستة عشر ربيعا ، رفقة أسرتها المغربية المقيمة بمدينة الزاوية الليبية (50 كلم غرب طرابلس)، عندما فاجأتها، في أحد أيام رمضان الأخير، وبالضبط يوم 9 غشت الماضي، رصاصات في كمين نصبته مجموعة من كتائب القذافي بأحد شوارع المدينة، فأصابتها في ساقها اليسرى. ويقول مجيد (50 سنة) ، والد الشابة المغربية، لوكالة المغرب العربي للأنباء، لدى زيارة الطفلة المغربية بالمستشفى،الذي تعالج فيه برعاية من المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ، ضمن مجموعة من المواطنين الليبيين، الذين راحوا ضحية عمليات قنص وإطلاق نار من قبل كتائب النظام الليبي السابق ، إنه يقيم مع أسرته في مدينة الزاوية (50 كلم غرب طرابلس)، منذ21 سنة، حيث يشتغل بائعا للخضروات. وأضاف مجيد، الذي ينحدر من إقليمبني ملال، إنه في أحد أيام رمضان ، انتهز فرصة هدوء حذر خيم على المدينة وتوقف إطلاق النار ، ليغادر منزله رفقة عدد من أفراد الأسرة ، قصد الالتحاق بأحد أقارب زوجته الليبية بضواحي المدينة، مستعملا سيارة أحد معارفه. وبأحد الشوارع باغتتهم طلقات مكثفة للرصاص من إحدى البنايات، فأوقف السيارة محاولا الخروج منها رافعا يديه فوق رأسه ليظهر أنه مسالم ولا يحمل سلاح، غير أن طلقات الرصاص تواصلت بقوة في اتجاه من بقي داخل السيارة ، وكانت النتيجة أن أصيبت إبنته الوحيدة سناء في ساقها وسيدة أخرى من أسرة زوجته تلقت طلقة قاتلة فارقت على إثرها الحياة بعد بضعة ساعات. وأضاف أن عناصر من الثوار، الذين كانوا يتربصون بالكتائب في أحد الشوارع الجانبية، سرعان ما وصلوا لمكان الحادث بعد سماعهم لطلقات الرصاص، فبادروا بالرد على مصدر النيران ودحر مجموعة الكتائب ، قبل أن يتكفلوا بإسعاف المصابين وإبعاد أفراد الأسرة عن مكان الحادث. وقال إنه تم نقل ابنته سناء بواسطة سيارة إسعاف إلى مدينة الزنتان جنوبا، حيث تلقت الإسعافات الأولية، قبل أن يم نقلها إلى المستشفى الجهوي بمدينة تطاوين بالجنوب التونسي ، ليستقر بها المقام أخيرا بهذا المستشفى بتونس العاصمة ، حيث قرر الأطباءإخضاعها لعملية جراحية، تم خلالها بتر ساقها اليسرى. وعن شعورها بعد ما حصل لها ، تقول سناء، وهي تنظر بألم وأمل إلى ما بقي من ساقها الملفوف وسط كمادات بيضاء ، إن أملها الوحيد هو الشفاء وتركيب ساق اصطناعية والعودة إلى متابعة دراستها ،حيث كانت قبل الحرب قد نجحت في مرحلة التعليم الإعدادي.