عمر البحراوي رجل يساهم بقوة في الديموقراطية في .. كندا! فالرجل، منذ أن تم انتخابه أو السهر على انتخابه في التجربة الموشكة على الانقراض، لم يحضر سوى مرة أو مرتين إلى البرلمان. ولعلها زيارة رسمية قام بها باسم بلده الثاني كندا، لأنه يواصل هناك أعماله. ويمكن أن نتصور هذا التنازل العظيم الذي يقدمه عمدة المدينة السابق وأحد رجالات السلطة المغاربة الأفذاذ من أجلنا ومن أجل الملكية البرلمانية (حتى هو..!!). فالرجل كان مسؤولا عن الجماعات في وزارة الداخلية، ولم يستطع أن يحول العاصمة إلى عاصمة، بل حولها إلى سماط للأكل والشرب، كما أن الرجل الذي يعيش في كندا، تذكر أن في البلاد انتخابات، وأنه برلماني، وجاء لكي «يلقح» التجربة المغربية بمضادات حيوية مستوردة من كندا.. في المغرب وحده يمكن أن تكون برلمانيا وغنيا .. ومن كندا، وتصل إلى البلاد قبل الانتخابات بأسابيع وتصبح رجلا في المعادلة. ألا يمكن لأحد منا أن يتوجه إليه وبيده مينوط ويعتقله للإساءة التي يرتكبها في حق المغرب السعيد وأجمل بلاد العالم. لا يمكن يا صاحبي، لأن الرجل كان مؤتمنا على العاصمة، إيه آصاحبي، وكان الرجل لايرى مانعا من أن يظل في كندا للسهر على أعماله والسهر على مقعده في نفس الوقت داخل البلاد. طبعا من ذكر البحراوي يذكر أن الرجل مثُل أمام المحكمة بسبب التزوير الانتخابي في انتخابات 2007، وأن القضاء برأه.. منه وغسل ذنوبه، غفر الله له! وتبين بفعل الحكم أن الوليمة التي جمعت الناخبين المحتملين للسيد الرئيس وقتها، لم تكن وليمة لل...انتخابات وأن الشرطة التي زارته في بيته هي فقط لرؤية المأكولات وما لذ وطاب باقتراب الانتخابات.. اليوم لا أحد يعرف لماذا يعود البحراوي ، هل جاء من أجل التوأمة بين المغرب وكندا؟ فهذا غير وارد، لأننا ملكية في طور أن نصبح ملكية برلمانية، وكندا لها نظام آخر. هل عاد لكي يقيم توأمة بين برلماننا وبرلمانهم؟ سيكون من الصعب، لأنه لن يحضر سوى مرتين في البرلمان القادم، (لأنه لا يوجد ما يدل على أنهم سيمنعونه من الفوز في اقتراع 25 نونبر القادم). وهو قد كان في الموعد عندما تعلق الأمر بقضية نادي الفتح، ولا أحد يمكن أن يغامر بالقول بأن هذا النوع من الأفعال ينسى ويذوب مع الرياح أو يضعف مثلا في وجه مسألة نظرية تسمى «النزاهة الفكرية» أو التواجد في البلاد أثناء انتخاب البرلمان. سنكون نحن البلد الأول الذي سيخترع برلماني ليلة واحدة! وبرلماني جلسة واحدة.. ونكون بذلك من البلدان التي يمكن أن تدفع للديموقراطي عمر البحراوي ما مقدارة 300 مليون عن جلسة واحدة يشرف فيها البرلمان الكريم بطلعته البهية ثم يعود إلى كندا.