شبت النيران مساء أول أمس الاثنين انطلاقا من الساعة الرابعة والنصف بمستودع لشركة خاصة بالبطانيات يوجد بزنقة العرعار المطلة على طريق اولاد زيان بحي لاجيروند بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، والذي تعود ملكيته لأسرة محمد ساجد رئيس الجماعة الحضرية للدارالبيضاء. حريق دام لأكثر من 14 ساعة حالت الألطاف الإلهية دون أن يؤدي إلى خسائر في الأرواح، ولم تتمكن عناصر الوقاية المدنية والمطافئ من إخماد ألسنة اللهب والتحكم فيها نسبيا إلا في حدود الساعة السادسة من صباح أمس الثلاثاء، حيث تم تجنيد 5 شاحنات وحوالي 30 عنصرا لمحاصرة ألسنة النيران التي أغرقت المنطقة في السواد، بفعل الدخان الكثيف الذي أدى إلى اختناق ثلاثة سيدات، نقلن بعد اختناقهن أثناء مرورهن من المكان على وجه الاستعجال إلى مستشفى محمد بوافي حيث تلقين العلاج، في وقت لم يستطع السكان المجاورون من الخلود إلى النوم بسبب حالة الذعر التي تملكتهم مخافة تطور الأحداث، أو تعرضهم للاختناق، في حين تكلفت شاحنة الجر من إخلاء محيط الحريق من شاحنة لنقل الركاب كانت مركونة هناك خوفا من أن تطالها النيران وتؤدي بدورها إلى مشاكل أكبر. السكان وأمام حجم وقوة الحريق عبروا من جديد عن استياءهم واستنكارهم لتواجد عدد من المستودعات بمنطقة لاجيروند على مقربة من الوحدات السكنية، والتي تعتبر بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار في كل وقت وحين، بفعل احتضانها لمواد كيماوية مختلفة تستعمل في إعداد المنتوجات المختلفة التي تحبل بها هذه المستودعات، مطالبين بإجلائها إلى مناطق صناعية بعيدا عنهم. هذا في الوقت الذي تكبد فيه المتضررون خسائر مادية جسيمة، علما بأن حريق لاجيروند يعد الحريق الثاني من نوعه بعد حريق الجديدة، الذي تلتهم فيه النيران ممتلكات ساجد وأسرته ؟! هذا وقد فتحت عناصر الشرطة القضائية لأمن الفداء مرس السلطان تحقيقا في الموضوع لتحديد ملابسات وأسباب حريق المستودع المؤمن لدى شركة التأمين من الأخطار المتعددة، وكانت مختلف العناصر الأمنية وكذا عامل العمالة وعدد من المسؤولين قد حلوا بمكان الحادث وقت الحريق لتتبع الوضع عن كثب.