اسم فني جديد، سجل حضوره مؤخراً مساء ليالي رمضان الأخير، ليروي للمشاهدين عبر قناة «أبو ظبي الأولى» حكاية ووقائع مسلسل «كريمة». اسمها الفني «نينا»، وهي الشقيقة الصغرى والوحيدة للفنانة ميساء مغربي التي تقاسمها الدور نفسه. مسلسل «كريمة»، عمل مقتبس عن رواية تحمل العنوان نفسه للأديب الإماراتي مانع سعيد العتيبة ،إخراج أياد الخزوز، سيناريو وحوار محمود ادريس. وقبل ثلاث سنوات، سبق لها أن خاضت تجربة فنية أولى، من خلال تمثيلها لدور صحافية أمريكية في مسلسل «أخوات موسى».. اسمها الحقيقي «أمينة»، لكنها اختارت «نينا» كلقب فني لها. ومصدر هذا الاسم يعود بالأساس لأفراد عائلتها الذين يحبون أن ينادونها به . وبقدر ما تعتز الفنانة «نينا» بما حققته من خلال المسلسل، فهي لا تخفي اعتزازها بمغربيتها وما يضيفه لها هذا الانتساب من معنويات وصدق وحب الانتماء للوطن المغرب. مسلسل «كريمة» الذي هو من بطولة ميساء مغربي، عرف حضورا بارزا لممثلين وممثلات مغاربة، أمثال : ربيع القاطي وبشرى أهريش وإلهام واعزيز وياسين أحجام ونجاة خير الله وغيرهم، بالإضافة إلى المطربة فاتن هلال بك التي جمعت في هذا العمل بين التشخيص والغناء، حيث غنت في بعض حلقات المسلسل وأدت أغنية الجينيريك. ويشارك في هذا العمل الإبداعي التلفزيوني أيضا مجموعة من الفنانين العرب، أبرزهم الفنان الكويتي إبراهيم الحربي والفنان الإماراتي سعيد السعدي ومبارك ماشي والفنان الأردني عاكف نجم. ويرى متتبعون أن هذا العمل أعاد الاعتبار للهجة المغربية الدارجة، وأتاح للمشاهدين المشارقة فرصة لإطلاع على معانيها وجذورها المشتركة مع باقي اللهجات العربية، وذلك عِوض جعلها مقتصرة على مفردات معينة .. ولعلها المرة الأولى حسب المتتبعين والنقاد التي تحتل فيها الدارجة المغربية حيزا وافرا في كل حوارات مسلسل مشرقي بجانب اللهجة الخليجية. من جانب آخر، فمسلسل «كريمة» يقدم صورة مشرفة للفتاة المغربية وللمغرب بشكل عام، مثلما يقدّم الرجل والمجتمع الخليجيين بصورتهما الطيبة كما هي على أرض الواقع. ونأمل أن تبادر القناة المغربية الأولى أو الثانية إلى وضع هذا المسلسل ضمن شبكة برامجها، ليطلع المشاهدون المغاربة على خصوصية هذه التجربة الإنتاجية ، وأيضا لتأكيد التلاقح الفني والتبادل الثقافي بين ضفتي الوطن العربي. والعمل، كما الرواية، يتناول في محاور درامية عدة مترابطة، حادثة سير وقعت بالمغرب بين شاب إماراتي يعمل مع رجل أعمال إماراتي وسيارة فيها أسرة مغربية تتكون من كريمة ذات الستة عشر عاماً ووالدها وأخيها وأختها الصغيرين، وفي الحادث يموت الأب وتبدأ صدمة كريمة التي كانت متعلقة به، فتقرر الانتقام بنفسها من قاتله، كما تسميه. يذكر أن أغلب مشاهد هذا المسلسل صورت في مواقع الأحداث كما وردت في الرواية في المغرب، وفي مدن عدة من بينها بني ملال، الرباط، فاس، مكناس، ومواقع الأحداث الأخرى، لتنتقل بعد ذلك الكاميرا إلى الإمارات لاستكمال تصوير المشاهد الأخرى في مواقع مختلفة في الدولة. في هذا الحوار الحصري والخاص، الذي خصت به «نينا» جريدة »الاتحاد الاشتراكي«، تحدثت فيه عن مسارها الفني ومسلسل «كريمة»... ، هذا نص الحوار: } تجسدين شخصية «كريمة» في أول دور بطولة تقدمينه، كيف كانت التجربة؟ تجسيد شخصية «كريمة» أتى بالمصادفة، ودون تخطيط مسبق. وأعتقد أن مخرج العمل إياد الخزوز اقتنع بي وبمؤهلاتي ووجد في الشخصية المناسبة لتجسيد دور «كريمة»، وذلك من حيث السن وتطابق الشخصية والمواصفات الشكلية والشخصية بيني وبين الشخصية الرئيسية في المسلسل، إضافة إلى لهجتي المغربية ودراستي للتمثيل في أكاديمية لندن للفنون.. أي أنني لست قادمة من أجواء بعيدة عن الفن. } بأداء دور «كريمة»، هل يعني أنك على بوابة بداية الاحتراف فنيا؟ لن أحترف التمثيل، ولكنني سأبقى في نطاق الهواية. } كيف؟ الحقيقة، إنني لم أكن أخطط للعمل حاليا في مجال التمثيل، بحيث انشغالاتي كانت متجهة في اتجاه استكمال دراستي العليا، ولكن في ظل توافر دور لشخصية مركبة وأساسية في مسلسل «كريمة»، وجدت أنه من الأنسب أن أخوض هذه التجربة الاحترافية، وحتى مستقبلا، فأنا لن أمتهن التمثيل، ولكن إذا توفر دور جيد في مسلسل متميز، فلن أمانع في تكرار هذه التجربة التي اعتبرها مغامرة، خضتها من أجل أن أعرف ما هي قدراتي الفنية. وأنا في انتظار الحكم على هذه التجربة في نهاية رمضان. ويمكن القول أن مسلسل «كريمة» حقق ذلك الارتباط الفني بين القصة والسيناريو والإخراج الذي قام به المخرج أياد الخزوز، وتفاعل الممثلين مع «شخوصهم» في تركيبة مميزة تبني قيمة جديدة للدراما الخليجية. } مسلسل «كريمة» يعرف مشاركة الفنانة ميساء مغربي شقيقتك الى جانبك، كيف جاء هذا التعامل الفني بينكما؟ بلاشك، ميساء عملت كثيراً، وأخرجت الكثير مما لديها من الطاقات وأثبتت وجودها، ووصلت إلى ما هي عليه من نجومية اليوم. أما أنا فأعتبر نفسي محظوظة، لأنني وصلت إلى هذا الدور المهم دون أن أمر بالمراحل الفنية التي مرت منها ميساء. وبالطبع أدرك، أنه قد تكون هناك صعوبات فنية ستواجهني في المستقبل، لكنني سأتجاوزها بالاستفادة من تجربة ميساء فنياً. } فنياً من خلال مسلسل «كريمة» كيف كان التعامل.. التحدي أكبر، لأن ميساء تؤدي جزءاً من الدور، وذلك بحكم أن شخصية «كريمة» مركبة، بحيث الدور مكون من مراحل عدة، بحيث أن «كريمة» تعيش فترة المراهقة في بداية العمل، ومرحلة لاحقة هي مرحلة النضج، إضافة إلى أنها تقوم برواية الأحداث من وجهة نظرها في تلك المرحلة، وهي تتذكر مراحل مراهقتها والمشاكل التي عاشتها ومحاولتها الهرب من هذه المشاكل، وأنا أجسد ما تتذكره، إذن فنحن الإثنتان موجودتان في هذا العمل الفني، وأعتقد أنه تحد كبير بالنسبة لي طبعاً. } أين تشبهك شخصية «كريمة»، وأين تختلف عنك؟ تشبهني في عنادها، وأنا كذلك. وكل واحدة منا تتوفر على كتلة من مشاعر الخير والقوة والضعف، ولكن الخلاف بيني وبينها يتجسد في آلية توظيف هذه المشاعر في الحياة اليومية. إنها بالفعل شخصية تحمل العديد من المعاني، جعلتني أتعاطى معها بتحدٍ فني كبير، كما أن شخصية «كريمة» ساعدتني على البحث في أعماقي ومقاربة هذه المشاعر الإنسانية. } هل يمكن اعتبار مسلسل «كريمة» مؤشر لانتاج أعمال درامية بين المغرب والمشرق مستقبلا؟ أتمنى أن يكون مسلسل «كريمة» فاتحة انتشار للأعمال الدرامية المغربية في المشرق العربي، خصوصا وأن الدراما المغربية تحمل من المميزات والجودة الفنية والرقي الحكائي والقصصي البسيط ما يجعلها قادرة على الانتشار عربياً واستقطاب المشاهد العربي، كما يمكنها أن تفاجأ المشاهد ببعض أحداثها ومواقفها غير المتوقعة.