تتواصل في قناتي أبو ظبي وقطر الفضائيتين حلقات مسلسل "كريمة" المقتبس عن رواية تحمل العنوان نفسه للأديب الإماراتي الدكتور مانع سعيد العتيبة. ويلاحظ في هذا العمل الحضور البارز لممثلين وممثلات مغاربة، أمثال ربيع القاطي وبشرى أهريش وإلهام واعزيز وياسين أحجام ونجاة خير الله وغيرهم، بالإضافة إلى المطربة فاتن هلال بك التي جمعت في هذا العمل بين التشخيص والغناء، حيث غنت في بعض حلقات المسلسل وكذا في الجينيريك. كما يلاحظ حضور بعض الوجوه الجديدة الواعدة في مجال التمثيل كالممثلة نينا التي تؤدي دور "كريمة" (وهي أخت ميساء مغربي المشاركة في العمل نفسه) وفرح الفاسي مؤدية دور زوجة المستثمر الخليجي. ويشارك في هذا العمل الإبداعي التلفزيوني أيضا مجموعة من الفنانين العرب، أبرزهم الفنان الكويتي إبراهيم الحربي والفنان الإماراتي سعيد السعدي ومبارك ماشي والفنان الأردني عاكف نجم. ويرى متتبعون أن هذا العمل أعاد الاعتبار للهجة المغربية الدارجة، وأتاح للمشاهدين المشارقة فرصة لإطلاع على جماليتها وانسيابيتها وجذورها المشتركة مع باقي اللهجات العربية، وذلك عِوض جعلها مقتصرة على مفردات معينة استعملت من قبل في سياق منحط في إنتاج تلفزيوني مصري. ولعلها المرة الأولى حسب نفس المتتبعين التي تحتل فيها الدارجة المغربية حيزا وافرا في كل حوارات مسلسل مشرقي بجانب اللهجة الخليجية. من جانب آخر، فمسلسل "كريمة" يقدم صورة مشرفة للفتاة المغربية وللمغرب بشكل عام، مثلما يقدّم الرجل والمجتمع الخليجيين بصورتهما الطيبة الودودة كما هي على أرض الواقع. كتب سيناريو مسلسل "كريمة" السيناريست الكاتب محمود إدريس، وأخرجه المخرج الأردني إياد الخزوز. ويأمل متتبعون أن تبادر القناة المغربية الأولى أو الثانية إلى وضع هذا المسلسل ضمن شبكة برامجها، ليطلع المشاهدون المغاربة على خصوصية هذه التجربة الإنتاجية المثيرة للانتباه والاهتمام، وأيضا لتأكيد التلاقح الفني والتبادل الثقافي بين ضفتي الوطن العربي. والعمل، كما الرواية، يتناول في محاور درامية عدة مترابطة، حادثة سير وقعت بالمغرب بين شاب إماراتي يعمل مع رجل أعمال إماراتي وسيارة فيها أسرة مغربية تتكون من كريمة ذات الستة عشر عاماً ووالدها وأخيها وأختها الصغيرين، وفي الحادث يموت الأب وتبدأ صدمة كريمة التي كانت متعلقة به، فتقرر الانتقام بنفسها من قاتله، كما تسميه. يذكر أن تسعين بالمائة من مشاهد هذا المسلسل صورت في مواقع الأحداث كما وردت في الرواية في المغرب، وفي مدن عدة من بينها بني ملال، الرباط، فاس، مكناس، ومواقع الأحداث الأخرى، لتنتقل بعد ذلك الكاميرا إلى الإمارات لاستكمال تصوير المشاهد الأخرى في مواقع مختلفة في الدولة.