ما الذي يجعل من برنامج الكاميرا الخفية ««تكبر وتنسى»»، الذي تبثه القناة الثانية «دوزيم» منذ بداية شهر رمضان الكريم، برنامجا «ناجحا» حسب الأرقام التي تعممها مؤسسة قياس المشاهدة «ماروك ميتري» بشكل يومي؟. إنه السؤال الذي يشغل بال المتتبعين للشأن التلفزيوني خاصة منهم نقاد التلفزيون في ما يتعلق بالبرمجة الرمضانية على القناة الثانية «دوزيم» في هذا الشهر الفضيل، والتي جعلت من الفكاهة، برامج وسلسلات وسيتكومات، عمودها الفقري. فمنذ اليوم الأول من هذا الشهر الكريم وبرنامج الكاميرا الخفية ««تكبر وتنس»ى» بدا رائدا للبرمجة الرمضانية على القناة الثانية «دوزيم» في زمن ذروة بث ما بعد الإفطار حيث حصل على ما يفوق 50 بالمائة من حصة المشاهدة، مقابل السلسلة التلفزيونية التخييلية ««ماشي لخاطري»» التي تفتتح بها الشركة الوطنية للإذاعةوالتلفزيون ««الأولى» « فترة ما بعد الإفطار في نفس التوقيت. والواضح أن جزءا من «النجاح» الذي لقيه برنامج الكاميرا الخفية ««تكبر وتنسى»»، قد كان إن صح القول «ضربة حظ» تلفزيونية، كما أنه «تميز» ساهم في تحقيقه إخفاق قناة «الأولى» في وضع برنامج تلفزيوني فكاهي منافس لبرنامج الكاميرا الخفية ««تكبر وتنسى» «على شبكة برامجها، مما يجعل ««تكبر وتنسى» «يستفيد من مقولة ««مصائب «إتم» عند «دوزيم» فوائد».» وبذلك يكون القيمون على البرمجة الرمضانية في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون «الأولى» قد ساهموا بشكل متواطئ عن وعي منهم أو غير وعي في «الاكتساح المشاهداتي» الذي حققته القناة الثانية «دوزيم،» حيث لم يحركوا ساكنا منذ الأيام الأولى من شهر رمضان لتدارك هذه «الخسارة التلفزيونية» التي منيت بها «الأولى»،إذ ظلوا إلى يومنا هذا مكتوفي الأيدي دون رد فعل لحفظ ماء وجه هذا المرفق العمومي. وبالعودة الى برنامج الكاميرا الخفية ««تكبر وتنسى»»، الذي أخرجه للقناة الثانية مخرج تونسي، فقد يعتقد المتتبع لحلقاته ان النجاح الذي حققه يعود بالأساس إلى المقالب التي يوقع فيها المواطنين، وبالاعتماد على «سيد الكاميرا الخفية»، رشيد العلالي ،غير أنه في حقيقة الأمر هو نجاج تترجمه إلى حد كبير مقولة ««أحلاهما مر» « كما لو أنه هو «أفضل الأسوأ» أو بشك أصح مقولتنا المغربية ««عدي بالنعالة حتى يجي السباط»». إن مقالب برنامج الكاميرا الخفية «تكبر وتنسى»، التي تابعها جمهور المشاهدين على القناة الثانية «دوزيم،» لم تكن جميعها موفقة من حيث المعالجة، ذلك كونها أخفقت في جانب كبير منها في حسن التخلص. كما أن هذا الإخفاق ساهم فيه إلى حد كبير، العنصر الأساسي في هذا البرنامج، رشيد العلالي الذي تراهن عليه القناة الثانية كل سنة من أجل إنجاح برنامج الكاميرا الخفية، وهنا نتذكر «كاميرا النجوم» «طاكسي 36». غير أنه من حسن حظ برنامج الكاميرا الخفية ««تكبر وتنسى» -» بالرغم من مقالبه التي وجد فيها عدد من المشاهدين أنها أفكار مكرورة تحمل لمسات التلفزيون التونسي بامتياز، سواء في شكلها أو مضمونها - وجود مجموعة من الوجوه المغمورة، التي كان لها الفضل في نجاح العديد من حلقات برنامج الكاميرا الخفية ««تكبر وتنسى»» وكانت لمساهمتها القدرة على إضفاء طابع التميز على بعض حلقات «تكبر وتنسى»، وهو النجاح الذي لم يفلح رشيد العلالي في المحافظة عليه ليجهضه في أوجه، بحسن تخلص «سيء» يفشل الحلقة في شكلها ومضمونها، أو عبر تدخل منه غير مدروس لإنهاء متواليات الحلقة، الأمر الذي يجعل منها حلقات مبتورة تفقدها الحبكة ولا تجعل المقلب يترجم بشكل واضح وصادق كما تم الاعداد له مسبقا، كما ساهم في إبعاد بعض حلقات «تكبر وتنسى» عن مبدأ «الفكاهة» الى «الوقوع في «فخ الاعتذار» ،والتمجيد لبعض الاسماء الفنية والرياضية التي أوقع بها في مقالب برنامجه مما يجعلنا أمام «برنامج يتعامل مع صنفين من المواطنين، نوع يستحق الاعتذار على الهواء وتقديم كلمة للجمهور وصنف آخر لا مكان لتمتعه بهذا الحق من الزمن التلفزيوني للبرنامج. والأكيد أن برنامج الكاميرا الخفية ««تكبر وتنسى»» يظل بشكل «كمي» حسب الأرقام التي تعممها مؤسسة قياس المشاهدة «ماروك ميتري،» البرنامج الأول على التلفزيون المغربي بكل قنواته ويجعل من القناة الثانية «دوزيم» التلفزيون المكتسح لحصص المشاهدة، إلا أنها في الآن ذاته «ريادة» لا تعني في العمق توفره على كل الشروط التي تؤكد للمشاهد والمتتبع أنه برنامج «جيد،» وذلك لغياب تقارير «نوعية» لمؤسسة قياس المشاهدة «ماروك ميتري» تقدم لنا أرقاما حول حصص الرضى لدى المشاهد و ليس حصص المشاهدة.