اتهم إعلاميون وعلماء دين مغاربة برنامج «الكاميرا الخفية» [تكبر وتنسى] الذي يعرض على القناة الثانية [دوزيم] خلال شهر رمضان الحالي، بترويع واستفزاز الضيوف الذين يقعون ضحية مقالبه الهزلية، بطريقة مُضحكة فجة تمسّ بكرامتهم. وفيما شدد المراقبون على أن هذه الكاميرا الخفية تتسم بالرداءة الفنية، وتفتقد إلى مقومات البرنامج الكوميدي الناجح من قبيل الحبكة المتقنة والطرافة وإدخال البهجة على المشاهدين، اعتبر القائمون على البرنامج أن «الكاميرا الخفية» لرمضان الحالي تتميز بإضفاء عنصري الإثارة والتشويق على المقالب المدبرة بشكل محبوك ومتقن. ويعتبر القائمون على برنامج «الكاميرا الخفية» الجديدة خلال رمضان الجاري أن هذه السلسلة مليئة بالمقالب المُدبرة بطريقة محبوكة يحتار معها «الزبائن» الذين يعجزون عن فهم ما يجري، الأمر الذي سيروق جمهور المشاهدين لما تتضمنه من مواقف هزلية تزداد إثارة، كلما ارتفعت درجة المقاومة واشتد الخناق. واعتبر الخبير الإعلامي الدكتور يحيى اليحياوي أن برنامج الكاميرا الخفية لرمضان الحالي كما رمضان السنوات سابقة تقض مضاجع الضيوف وتستفزهم، وتدفعهم في الغالب إلى ردود فعل عنيفة قد تصل إلى السب والشتم أو الشجار، موضحاً أن هذه ليست الرسالة المرجوة من تقديم برنامج الكاميرا الخفية للجمهور. ويشرح اليحياوي في تصريحات ل«العربية نت» أن الهدف من منتوج إعلامي مثل الكاميرا الخفية هو كشف خبايا الشخص وجوانبه المُضمرة بطريقة فنية وذكية، باعتبار أن الكاميرا الخفية تعتبر إبداعاً قبل أن تكون مهنة أو حرفة. وقارن بين الكاميرا الخفية في التلفزيون المغربي وبين نظيرتها في التلفزيونات الغربية مثل فرنسا أو انكلترا أو أمريكا، حيث إن هذه الأخيرة تكون لطيفة ومحببة، وتتضمن حبكة معينة وتحترم مبدأ الفرجة، كما تسعى إلى إدخال السرور والبسمة على المشاهدين. ودعا اليحياوي القائمين على البرامج الفكاهية في التلفزيون المغربي مثل الكاميرا الخفية أن يقلدوا على الأقل ما يُقدم في التلفزيونات الغربية في هذا المجال، إذا كان عسيراً عليهم إبداع كاميرا خفية تكون جديرة باحترام المشاهد المغربي. وعاد الخبير المغربي ليؤكد أن التلفزيون المغربي أضحى متخصصاً في الرداءة المُركبة، كأنما هذه الرداءة صارت قيمة تلفزيونية في حد ذاتها، وأن آخر ما يُفكَّر فيه هو احترام المشاهد، مردفاً أن هناك مؤامرة على المشاهدين المغاربة تتلخص عناصرها في أمرين اثنين: الأول هو بث «سيتكومات» وبرامج الكاميرا الخفية مقززة، أما الثاني فيتمثل في قصف المشاهدين يومياً بالإشهار، حتى باتوا لا يعرفون هل هم في طقوس رمضان أم في حرب طاحنة من الوصلات الإشهارية، على حد تعبير الخبير. ومن جانبه، يرى الشيخ عدنان زُهار، عضو لجنة الإفتاء بالمجلس العلمي للجديدة، أن ما يبثه برنامج الكاميرا الخفية خلال رمضان الجاري، يتضمن إزعاجاً وترويعاً للمسلمين، لا يمكن قبوله شرعاً، لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): «من روّع مسلماً روعه الله يوم القيامة». وقال ان الفن إبداع مطلوب ومحبذ، لكن لا ينبغي أن يكون على حساب كرامة المسلم، وإدخال الروع على قلبه وحجزه بالقوة وإرباكه بشكل محرج أمام ملايين المشاهدين. وأضاف: كيف يمكن لضيف الكاميرا الخفية بعد اصطيادها له أن يظهر بشكل متوازن أمام أسرته وأهله بعد ما حدث له في هذا البرنامج الذي أضحك الناس على حساب سمعته وكرامته الشخصية. وتابع المتحدث: مقدم البرنامج شاب يبدو أن لديه ملكات الذكاء والإبداع الفني في التمثيل والتمويه، لكنه يقوم بذلك بطريقة غير مستحبة، مشيراً إلى أنه لو وظف أصحاب البرنامج هذا الذكاء والإبداع في شيء آخر غير ترويع الناس لكان أفضل وأجدى. حسن الأشرف (العربية نت) وبالنسبة لمؤشر المتابعة لبرامج قناة «الأولى»، فإنه استمر في الانخفاض، حسب ما تضمنته الإحصائية التلفزيونية «لماروك ميتري»، إذا وقف في الثلاثاء الماضي في حدود 5.5 بالمائة كمتوسط مشاهدة على مدار اليوم و6.4 بالمائة في وقت الذروة (قبيل الإفطار وبعده)، بالرغم من الميزانية المحترمة التي خصصتها إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة للإنتاج الرمضاني والتي قدرت بالملايير من السنتيمات، لأجل كسب الرهان الرمضاني، الذي لم يتحقق لها.. وفي ما يتعلق ببقية قنوات الشركة، يبدو أن قناة «المغربية» مازالت صامدة أمام اكتساح «الثانية»، إذ لازالت تحقق نسب مشاهدة محترمة بالرغم من انعدام الإمكانيات لديها، إذ أن جل برامجها، إن لم نقل كلها، هي برامج معادة من أرشيف «الأولى» والثانية، وتحقق مع ذلك نسبا تزاحم بها نظيرتها «الكبيرة» في دار لبريهي، إذ سجلت «المغربية» في الإحصائية نفسها 1.8بالمائة كمتوسط مشاهدة على مدار اليوم، و2 بالمائة في ذروة المشاهدة، في حين وقف المؤشر لدى بقية القنوات الأخرى في الدار عند حدود 3.1 بالمائة على مدار اليوم، و1.3بالمائة في وقت الذروة.. ويبدو أن تأثير الثورات العربية في كل من مصر وسوريا، على الخصوص، كان قويا وسلبيا على متابعة الإنتاج الدرامي لهذين القطرين العربيين، حيث ليس هناك ما يثير المشاهد المغربي تجاه القنوات الفضائية العربية من مسلسلات كانت تستقطبه في المواسم الرمضانية الفارطة سوى الواقع الحزين الحالي على القنوات الإخبارية العربية والدولية.. وفي هذا الإطار فقد رصدت الإحصائية المذكورة أن المشاهد المغربي تابع القنوات الفضائية الأجنبية في حدود 4.7بالمائة كمتوسط على مدار اليوم، لتنخفض النسبة إلى 36.7 بالمائة في وقت الذروة. وعلى مستوى البرامج الأكثر متابعة، تقول إحصائية «ماروك ميتري» أن المشاهدين المغاربة يستطيبون مشاهدة برامج «الكاميرا الخفية» هذه السنة، تعلق الأمر ب«تكبر وتنسها» الذي تستهل به دوزيم بثها في ذروة فترة الإفطار، أو «جار ومجرور» الذي يبث مباشرة بعد سيتكوم «ديما جيران»، وكلها على القناة نفسها، حيث يحتلان المراكز المتقدمة. وفي هذا الإطار تتصدر برامج القناة الثانية لائحة برامج «الطوب 30»، حيث تموقع في الرتبة الأولى «تكبر وتنسى»، يليه سيتكوم «ديما احنا جيران»، ثم كبسولة «ضحك نيت»، وفي الرتبة الرابعة «جار ومجرور» الذي حَسَّنَ من ترتيبه، وفي الخامسة ضحك نيت، وفي السادسة «صالون شهرزاد» ، وفي السابعة «سولوا حديدان»، والثامنة كبسولة «مواهب في تجويد القرءان الكريم»، والتاسعة، الفيلم السينمائي المغربي «خمم»، وفي العاشرة كبسولة «ضحك نيت»...إلخ.