في إطار فعاليات مهرجان رمضانيات البيضاء، المنظم من قبل مقاطعة سيدي بليوط، احتضنت قاعة مسرح سيدي بليوط ليلة الثلاثاء 16 غشت الجاري، لقاء تكريميا خصص للمبدع المسرحي، التلفزيوني، الإعلامي، المثقف والشاعر المغربي عبد الله شقرون. هذا اللقاء الذي حضره المحتفى به، نشطه الناقد والأديب عبد النبي دشين، استهله بتقديم وصف فيه عبد الله شقرون من مواليد 14 مارس 1926 بمدينة سلا، بالرجل البشوش الهادئ الذي يمر من غير ضجيج، رفيق الشعر يمر عليك في صمته الصاخب، عاشق للكلمة والصورة..، معه تصعب إقامة مسافة بين الشخص والنص، بين الإنسان العادي والمسؤول. وأضاف أن عبد الله شقرون الإداري هو نفسه المدبر، هو نفسه المبدع المنحاز للجمال، مفرد بصيغة الجمع، اجتمع فيه، ما تفرق في اهتمامات الآخرين، رجل الظل المُشع، هكذا رآه الأستاذ دشين ولم يتوقف عند هذا، مضيفا أن عبد الله شقرون بسط خبرته ومعرفته بين مختلف الأجيال، ولدى كل من عرفه، ويحس بدين تجاه من علمه، جاهدا في السعي لرده، - هذا هو عبد الله شقرون الرجل الوفي- يعترف بمن لهم الفضل عليه، ووفاؤه لا ينضب، لقد كرس رحلة عمره للخلق والإبداع. عبد الله شقرون يستحق هذا الاحتفاء الذي نظمته مقاطعة سيدي بليوط اعترافا بمبدع من عيار ثقيل، أعطى من معارفه الكثير وطنيا وعربيا ودوليا، تتلمذ على يده الكثير، في مختلف المجالات التي أبدع فيها، من مسرح وغناء وشعر إلى غير ذلك من مجالات الإبداع، لم يبخل بعلمه على أحد، فهو الأستاذ، و المبدع الخلاق، إبداعاته عديدة لا يمكن حصرها في صفحات، كما لا يمكن تعداد مؤلفاته في كل المجالات التي اشتغل عليها، وحصرها في عجالة الحديث عن المناصب والمسؤوليات التي تقلدها عبد الله شقرون طوال حياته، يكفي أن نذكر من بين المناصب التي شغلها، منصب مدير التلفزة المغرية لمرتين من سنة 1963 إلى غاية 1965 ومن 1971 إلى سنة 1973. كما شغل العديد من المناصب على الصعيد العربي و الإفريقي و الأروبي، وقد كان تقاعده مناسبة لمراجعة كتاباته وإبداعاته، حيث أعاد نشر العديد منها، إنه فعلا مبدع من الزمان الجميل. لقد مرت سهرة الاحتفاء بعبد الله شقرون بسرعة، لم نمل من الاستماع إليه وهو يجيب عن أسئلة الأستاذ دشين، بكل ثقة في النفس، ثقة الأستاذ المحنك، وقد تمحورت أسئلة الأستاذ دشين حول حياته وإبداعاته، حول الماضي والحاضر، والمسؤوليات التي تحملها. وأبدعت المجموعة الغنائية التي حضرت هذا التكريم، أغان من أشعاره، زادت الحضور شوقا للاستماع إليه، كما تم بالمناسبة عرض شريط يضم شهادات، لإعلاميين وفنانين وشعراء ومبدعين ممن كانوا شهودا على نجاحاته منذ الخطوات الأولى، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، كما كانت شهادات من أبناء الجيل الحاضر، آشادت كلها بمناقبه ونبوغه وعبقريته، كما تم بالمناسبة تقديم هدية رمزية للمحتفى به. حضر هذا الحفل رفيقة دربه, زوجته أمينة رشيد وجموع من محبيه، حيث وقف الجمع في نهاية الحفل تقديرا لعطائه الكثير. وأثنت تدخلات الحاضرين على مبادرة مقاطعة سيدي بليوط ورئيسها الدكتور كمال الديساوي، في احتضان أعلام ثقافتنا وفننا وهو التقليد الذي دأبت على نهجه هذه المقاطعة منذ ثلاث سنوات.