في إطار أنشطتها الرمضانية الثقافية والفكرية والفنية، نظمت مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، يوم الجمعة 11 رمضان الجاري، ليلة روحية أحيتها «مجموعة الذاكرين» للإنشاد الصوفي والمديح، وذلك بقاعة الندوات والمحاضرات بالمكتبة الوسائطية للمؤسسة، وتمتاز هذه المجموعة على الخصوص بإنشاد بليغ لنفحات من شعر الإمامين سيدي محمد الحراق وسيدي أبي الحسن الششتري، وغيرهم من الأئمة الصوفيين، كما جاء في تقديم الذي خصه بها بوشعيب فقار محافظ المؤسسة. وقد كانت ليلة روحية بامتياز حيث أطربت المجموعة جموع الحاضرين، بثلاث وصلات، من رشفات روحية من سلسبيل المحبة الربانية، أولاها «باقة سماعية في الفضائل الرمضانية»، والثانية «رشفات العاشق من مذاقات كأس المعاني»، واختتمت الليلة بموشح «قطوف الإشارة من سماع العمارة». هذه الوصلات هي من إعداد المجموعة، وهي مزيج من أبيات لقصائد بعض رواد الشعر الصوفي وكذلك بعض شيوخ السماع والمديح المداحين والعارفين، ومن بين الإمام شرف الذين البوصيري، الشيخ سيدي محمد الحراق، الشيخ سيدي عبد الغني لبنابلسي، ورابعة العدوية وأبي الحسن الششتري. هذا المزيج الرائع من الأشعار الصوفية والروحية في المديح والسماع، تفننت المجوعة في إنشاده بالعديد من المقامات، من بينها هيللة طويلة ومربعات وموال الحجاز الكبير ومخلع بسيط وطويل ودرج مهزوز وسريع و مجزو الرمل ورجز وتوشيح ووإيقاع زاوياتي وبرولة ومخلع بسيط ومتدارك إلى غير ذلك من المقامات، تتغير حسب المقطع الذي يتم إنشاده. وقد تركت هذه المجموعة صدى طيبا لدى الجمهور القوي والنوعي الذي غصت به جنبات قاعة العروض، كما كانت هذه المناسبة مناسبة فاح فيها عبق الذكر في باب محبة الخالق في محبة رسوله المصطفى، وتذكير بالقيم الروحية النبيلة، وشفاء للصدور العليلة، لقد كانت ليلة روحية بكل المقاييس، سواء من خلال المقاطع المنتقى أو من خلال الإنشاد الرائع الذي تمتاز به مجموعة الذاكرين.