الكتابُ الذي ننشر ترجمته الكاملة إلى العربية هو- كما أراد له صاحباه (حبيب المالكي ونرجس الرغاي)- ثمرةَ لقاء. لقاء ما بين رجل سياسة وبيْن إعلامية: الأوّل يريد أنْ يقدّم شهادة، والثانية تريد أنْ تفهم. ليس من عادة رجال السياسة أنْ يقدّموا شهاداتهم. قليلون جدا هُم الذين يَقبلون الانصراف إلى تمْرين تقديم الشهادة. ورَغم ذلك، فإنّ تاريخ المغرب المعاصر بإمكانه أن يشكّل تمرينا جيدا للشهادة. فمنذ مستهل التسعينيات، طوى المغرب صفحات مصالحة لم تكن دائما هادئة. إنها مادة رائعة أمام المُنقّبين الذين يرغبون في الذهاب أبعد من الطابع الآنيّ للمعلومةّّّ! كما أنّ هذا الكتاب هو كذلك ثمرة رغبة ملحّة في الفهم، فهم هذا الحُلم المقطوع التمثّل في التناوب التوافقي الذي دشّنه الوزير الأول السابق المنتمي إلى اليسار، عبد الرحمان اليوسفي. وهو أيضا رغبة في فهم ذلك الإحساس بالطَّعْم غير المكتمل للتناوب الديمقراطي. } لقد عمل عقد التسعينيّات على ترسيخ مقدمات التناوب. أحبّ أن نبدأ في الحديث عن الاتصالات الأولى التي جَرَتْ بين الحكم والمعارضة، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على وجْه الخصوص. متى بدأتْ هذه الاتصالات؟ أودّ أن أذكّر بحدث ينطوي على دلالة سياسية وتاريخية، ويبدو أنّ له أهميةً قصوى طيلة تسعينيات القرن الماضي، وهو المُتمثل في الالتقاء بين حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي في إطار الكتلة. وهو الالتقاء الذي كان له دور حاسم في تسريع وتيرة الانفتاح من أجل بلوغ منعطف 1998. وينبغي التذكير هنا بكوْن التوافق بين الحزبيْن الكبيريْن، التنظيميْن الكبيريْن في الحركة الوطنية، ليس حدثا بلا جدوى، ذلك لأنّ استحضار أربعين سنة خلتْ، تبين إلى أي حدّ كانت المواجهة بين التنظيميْن، والتي كانت في الغالب مستعملة، مكلفة على الصعيد السياسي. ففي هذا السياق قام الحسن الثاني، خلال ذلك الصيف من سنة 1992، بالاتصال الأوّل مع بعد الرحمان اليوسفي بعد عودته من المنفى، بحضور شاهديْن اثنين. } كان الاتصال مباشرا إذنْ. بالفعل، كان مباشرا، لكنه غير رسْمي، بحضور شاهديْن، أنا شخصيّا وعبد الواحد الراضي، بالقصر الملكي بالرباط. } لماذا أنتَ والراضي ؟ كيف تفسّر وضعيتكما كشاهديْن ؟ لقد اعتَبَرَنا الحسن الثاني شاهدين على شيء يرغب فيه كثيرا: وهو أن يعطيَ الاتحاد الاشتراكي نَفَسًا جديدا للحياة السياسية بالمغرب. كانتْ للراضي علاقات ثقة مع الحسن الثاني. كانَ مسؤولاً عن الاتحاد العربي الإفريقي، ثُمّ وزيرا مكلفا بالتعاون، وفي تلك الفترة كنتُ، من جهتي، مسؤولا عن «المجلس الوطني للشباب والمستقبل»، وهي مؤسسة كانتْ تنخرط بالضبط في سياق هذا المشروع. } كيف جرى هذا اللقاء؟ منذ البداية، خَلَق الحسن الثاني مناخا أليفا من خلال تَعْداد الخصَال الحميدة التي يتّصفُ بها عبد الرحمان اليوسفي : الأدب، المجاملة، الأسلوب الحضاري. وشدّد الملك على أنه حافظ دائما على تقديره لليوسفي طيلة مرحلة منفاه الطويلة. وهي طريقة كان يقول من خلالها بأنّ اليوسفي لم يَشْتُمْ المستقبل قطّ. وإذن، فقد تمَّ نسيان الحكم بالإعدام على اليوسفي، وكذا مؤامرة 1963... ذلك المساء، كلّ هذه الصّفحات من هذا التاريخ طُويَتْ. } مَنْ قام بمجهود كبير، الحسن الثاني أمْ اليوسفي؟ كلاهُما. وخلال هذا اللقاء، كان عبد الرحيم بوعبيد هو الحاضر / الغائب الكبير. ولمْ يفوّت الحسن الثاني أية مناسبة ليذكّر بالعلاقات الخاصة التي كانت تربطه به عبر بعض الذكريات، وخصوصا في الوقت الذي كان فيه الحسن الثاني وليّا للعهد، وعبد الرحيم بوعبيد سفيرا للمغرب بفرنسا غَدَاةَ الاستقلال. وعنْد نهاية هذا اللقاء الأوّل غير الشكلي، الذي حضرته أنا وعبد الواحد الراضي، خاطبَ الحسن الثاني عبد الرحمان اليوسفي للمرّة الأخيرة قائلا :»خلال المرّة القادمة، سوف نلتقي بدون شهود». } ماذا كان يعني لكَ هذا اللقاء غيْر المسْبوق ؟ هل كانَ يضعُ مُسبقا اللّبنات الأولى للمشاركة السياسية ؟ أعتقد بأنّ هذا اللقاء ساهم في وضْع الخطوة الأولى ضمن مسار طويل وصعب وغير متوقّع في الغالب. غير أنّ الرّموز في المغرب، أكثر من أيّ مكان آخر، لها دوْر كبير، وقيمتها تنطوي على مضامين تتعدّى الحَدَث في حَدّ ذاته. } وماذا قال عبد الرّحمان اليوسفي خلال هذا اللقاء ؟ كيف كان ردّ فعله ؟ كانتْ ردود أفعاله جدّ مختزلة وجدّ حميمية. كان اليوسفي ينصتُ أكثر .الحسن الثاني هو الذي تكلم أكثر. } هذا اللقاء، كان لا بدّ من التحضير له. من الذي لعب دور «المساعي الحميدة»، لكي يتحقق اللقاء؟ كانت بداية عقد جديد وهو الذي عرف إنشاء «المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان»، وإنشاء «المجلس الوطني للشباب والمستقبل»، كان ثمّة مناخ صغير قيْد التشكّل. وفي هذا المناخ التقينا نحن الثلاثة في الموعد خلال صيف 1992: اليوسفي والراضي وأنا. } قلت بأن الأمر تعلق بلقاء غير رسمي. هل يعود هذا إلى حب المخزن للسرية، ولما يجري وراء الستار لكي لا يسيئ للسمعة في ما بعد؟ أظن بأنّ الصبغة غير الرّسمية دليل وبرهان للتعبير عن إرادة البناء الجماعي من خلال وضع أسس مرحلة جديدة من مراحل التطور التاريخي لبلادنا. أشعر بأنّ هذه هي الرسالة الجوْهرية من وراء هذا اللقاء. } لنرْجع إلى هذا اللقاء بالقصر الملكي بالرباط خلال ذلك الصيف من سنة 1992، غادرتم القصر الملكي أنتم الثلاثة. ماذا دار بينكم ؟ ماذا جرى؟ لقد فهم كلّ منا الشيءَ نفسَهُ بدون أن نتكلم، ولهذا السبب فمنذ ذلك الوقت بدأت بوادر تحقق شيء تلوح في الأفق. لكن السياسة ليست خطية، السياسة تتطور عبر حركات المدّ والجزْر. فقد غادر اليوسفي المغرب غداة تجديد ثلث البرلمان بعد انتخابات 17 شتنبر 1993. وأذكّرك بأنّ البرلمان كان لا يزال بغرفة واحدة. } وصَفَقَ اليوسفي باب البيت المغربي... تماما. لقد صَفَق الباب لكيْ يحتجّ على الظروف التي جرتْ فيها هذه الانتخابات: الارتشاء الانتخابي، شراء الأصوات، التزوير... وأنا أعتبر أنّ ذلك لمْ يكن رسالة قطيعة. إنها بالأحرى رسالة استعجال بضرورة الإسراع في إدْخال إصلاحات هامة. هذا هو أسلوب اليوسفي: «إذا لم أكنْ أنا ضروريا، فإنّ الإصلاحات أكثرُ ضرورةً منّي». } خلال المنفى الاختياري لعبد الرحمان اليوسفي خارج المغرب، قمتُ بزيارته مرّتين بمدينة «كانْ» الفرنسية. هل كنتَ تحمل رسالة مُعيّنةً إليه؟ كلاّ، كانت مبادرة شخصية مني. وهي طريقة لكيْ أعبّر له عن تضامني معه. } ولكيْ تقول له :»ادْخُلْ»؟ كان الأمر في الحقيقة يتعلق بالتأكيد علىإعادة الأمُور إلى طبيعتها. وهي المهمّة التي حاولتُ، على كلّ حال، إنجازَها بكل تواضع، وقد خُضنا نقاشات طويلة مَشْيا على الأقدام، وحول الطاولة. غير أنها كانت أسئلة واستفهامات أكثر مما كانتْ أجوبة. كان اليوسفي ينصتُ، ويعلّق أحيانا، لكنها كانتْ تعليقات عامة، وإلى حدود اليوم، وأشدّد على عبارة «إلى حدود اليوم»، من الصعب جدا التّعرّف على النوايا الحقيقية لعبد الرحمان اليوسفي. } ألَمْ تكن تعرف لحظَتَهَا، وأنت في «كانْ»، بإمكانية عودة محتملة؟ كلاّ، إلى درجة أنّ رحيله، كان له داخل الحزب، وقْع القنبلة! فقد تمّ تأويل رحيله بطُرُق جد متباينة ومتناقضة. وقد ظنّ بعض الأطر بأنها عوْدة إلى نقطة البداية. ستظلّ السياسة في المغرب مسكونة دائما بهاجس تحقيق الهدف الحاسم. هذا في الوقت الذي فسّر فيه البعض الآخر هذا التّصرّف، أي هذا المنفى الإرادي، كأنه استقالة حقيقية. كان ينبغي، في نظرهم، أنْ يبقى اليوسفي هنا ويحتجّ ... } وأنت، ماذا قلت ؟ هل يحقّ للقائد مغادرة السفينة؟ يرتبط هذا بالغاية والهدف. أنا أعتبر أنّ التجربة أظهرت بأنّ هذه الطريقة، هذا التصرف يكون له مفعول تسريع الوتيرة. ففي 1994، كان هناك العفو العامّ عن المعتقلين السياسيين. وفي 1996، جرى ثاني إصلاح لدستور 1992، وقد تعلق هذا الإصلاح بالخصوص بنظام التمثيلية البرلمانية بخلق نظام الغرفتيْن: مجلس النواب المنتخب بالاقتراع العام المباشر، ثم مجلس المستشارين الذي هو نوع من مجلس الشيوخ على الطريقة المغربية، والذي يُنتخب أعضاؤه بالاقتراع غير المباشر. وبالتالي فقد اجتمعت مزايا الغرفتيْن. بعبارة أخرى صار بإمكان مجلس المستشارين إلغاء ما يقرّه مجلس النواب. } كان ذلك صمّام أمان وَضَعه الحسن الثاني؟ كان بمثابة توازن في إطار هذا المشروع الشمولي المتّجه نحو التناوب . } بعبارة أخرى، كان الحسن الثاني يضع ثقته في المعارضة، لكنها ليست ثقة تامة . يجب ألا ننسى بأنها البدايات الأولى لدينامية جديدة تجسّدت وتحقّقت سنة 1998. ولم تكن الثقة قد وُضعتْ بصورة كلية، لأنّ المشكل الكبير الذي طبع الحياة السياسية بالمغرب، خلال الأربعة عقود الأخيرة، هو أزْمة الثقة العميقة جدا. وإذنْ، فقد كانتْ البداية الأولى لذَوَبَان كبير للجليد. } أشرتَ إلى إصلاح 1996، أودّ أن نقف عنده قليلا. هذا الإصلاح هو ثمرة مذكرة مشتركة هامة رفعتها الكتلة. فهل كانت هذه الوحدة من خلال مذكّرة مشتركة أداة حاسمة ؟ هل اسْتطاعت يومَها فتح فجوة؟ للمرّة الأولى في تاريخه، أيْ منذ تأسيسه، قرّر الاتّحاد الاشتراكي أنْ يقول «نَعَمْ « لدستور 1996. وقد كان في حقيقة الأمْر حدثا كبيرا سمح برفع آخر عائق سيكو-سياسي أمام تحقيق التناوب ... فبتصْويت الحزْب ب»نَعَمْ» تعبّدت الطريق، إضافة إلى كونها المرّة الأولى التي اعتبرنا فيها الانتخابات التشريعية لسنة 1997 «مقبولة «. ثم إنّ سنة 1996 تاريخٌ ذو أهمية بالغة، لأنه يسجّل التحوّل الحاصل الذي عرفته ثقافتنا الدستورية تُجاه النظام. وقد سمح لنا هذه التحوّل الحاصل في ثقافتنا الدستورية بالعمل، وبصورة تدريجية، على تطوير ثقافتنا السياسية. وهو الأمْر الذي أفضى، بدون صدامات حقيقيّة، إلى تشْكيل حكومَة التناوب . } تذكُرُ بأنها المرة الأولى التي يقول فيها الاتحاد الاشتراكي «نعمْ « على استفتاء إصلاح الدستور. فكيف تمكّنتم من إقناع المناضلين ؟ هل كانت عملية الولادة صَعْبة، لأنه كان ينبغي حدوثُ تحوّل ثقافي داخل الحزب، وفي عقليات المناضلين الذين كانوا لا يزالون في المعارضة، والذين كانوا دائما يقولون «لا»؟ يجبُ إدْراج كل هذا في الدينامية العامة، وفي المناخ الجديد الذي بدأ يلقي بظلاله. ولا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا اليوسفي وماضيه. فاليوسفي رجل مبادئ، ورجل صارم وذو أخلاقيات عالية. وكل هذه العناصر استعملها كمقوّمات في البيداغوجية التي مارسها مع المناضلين. لقد فتح بالفعل صفحة جديدة. } هل كان ثمة مقاومون لهذا التوجّه؟ المقاومون كانوا قلّة قليلة. ذلك أنّ الغالبية العظمى من المناضلين ساندوا التصويتَ الإيجابي على دستور 1996. وقتها، أحسسنا بدورة سياسية جديدة تلوح ملامحها، بعد أربعة عقود من المعارضة الصّارمة التي لا تنازُل فيها. لقد وضعت «نعمْ» لإصلاح دستور 1996، حدّا لأزمة ثقة عميقة جدا تحكّمت في سلوك الفاعلين السياسيين الأساسيين في المغرب. } ما الدواعي التي دفعت الاتحاد الاشتراكي، وهو حزب في المعارضة، إلى وضع الثقة في السلطة التي لم تستجبْ بكيفية تلقائية؟ فهل كانت هناك أدلّة على وجود الإرادة السليمة؟ الأدلة هي الأفعال والتّصرفات التي صدرتْ عن هذا الطّرف أو ذاك. ويُعتبر الخطاب الملكي لشهر غشت 1995، بمناسبة «ثورة الملك والشعب»، خطابا لافتا في هذا المسار. فعبره أعلن الحسن الثاني عن إصلاح الدستور. وهو خطاب استجابَ لواحد من المطالب التي نادتْ بها الكتلة. ويندرج موقف الاتحاد الاشتراكي، من الناحية المنْطقية، ضمن الآفاق الجديدة التي رسم خطوطها الخطاب الملكي في غشت 1995. ثمّ أعقب هذا ما أشرتُ إليه من قبل،وهو بداية ذَوَبان الجليد بإصدار العفو الشامل عن المعتقلين السياسييّن. } كان ثمة الخطاب الملكي أمام البرلمان، وافتتاح الدورة الخريفية لسنة1995. خلاله، لمْ يتردّد الملك في وصف مغرب على حافة أزْمة قلبية. لكنْ في الوقت ذاته، ألا يمكنك القول بأنّ كل ما جرى كذلك جرى غداة عودة الحسن الثاني من نيويورك حيث اكتشف بأنه مريض؟ فالبعض يقولُ بأنّ الحسن الثاني حين أيْقن بقرب وفاته، قرّر تعبيد الطريق أمام التناوب، وتمهيد السبيل لخلافته. لقد بدأ المسارُ قبلَ ذهاب الحسن الثاني لتلقي العلاج بنيويورك. بدأ منذ سنة 1990. } أَلَمْ ترتفعْ وتيرته بعد عودته من نيويورك؟ بكل تأكيد، ولكنْ من الصّعب إسناد دوْر سياسي كبير للعامل الصّحّي. غير أنّ تسارعَ الوتيرة يعود إلى 1995: كان هناك خطاب غشت في السنة ذاتها، وهو خطاب بمناسبة الدخول البرلماني، حيث تحدث عن الأزمة القلبية إثر صدور تقرير للبنك الدّولي... غير أنّ ما جرى طيلة السنوات الخمْس السابقة على 1995 كان بمثابة أرضيّة أفضتْ بمعنى ما إلى سنة 1998. } الآن، مع المسافة، وفي سياق حديثك عن أرضية، هل أنتَ راض عن إصلاح 1996، علما بأنه كان الحدّ الأدنى من مطالب المعارضة التي تمت تلبيتها؟ ينبغي إدراجُ الإصلاحات في سياقها السياسي والسوسيو - اقتصادي. فقد كان هناك إصلاحان اثنان للدّستور في نفس العَقْد: 1992 و 1996، وهو على أيّة حال مؤشّر قويّ! وهذا معناه أنّ الجميع كان يبحث عن توافقات من أجل الوصول إلى نقط اللاّعوْدة. وأظنّ بأنّ كلّ ما كان يمكن فعله خلال التسعينات، قد تمَّ في هذا السياق . } إذن، ليس هناك أيّ إحساس بالندم؟ كلاّ، إطْلاقا. } لقد صوّت الاتحاد الاشتراكي ب»نعم»، وكذلك فعل كلّ من حزب الاستقلال، وحزب التقدم والاشتراكية، في حين صوّتت «منظمة العمل الديمقراطي الشعبي» ب «لا» . فكيف تفسر موقف بنسعيد آيت إيدر؟ وكيف عشتَ أنت ذلك باعتبارك فاعلا سياسيا؟ من الصعب إقناع السّي محمد بنسعيد. لا يجب أنْ ننسى بأنّ لكل مكوّن من مكونات الكتلة تاريخَه الخاص وثقافته الخاصة، ومقتضياته الخاصة. ومن المُؤسف أنّ «منظمة العمل» صوّتت ب «لا». فلو حصل وصوّت هذا الحزب ب «نعمْ»، لكان من شأن ذلك أن يعطيَ دينامية قوية جدا لليسار. وأنا من الذين يعتقدون بأنه لوْ صوّتتْ «منظمة العمل» ب «نعم» لما تفكك اليسار وتشتّت كما هي الحال اليوم.