هل انتهى عهد النجم الأوحد في المسلسلات الرمضانية الذي يفصّل له الكاتب عملاً على قياسه ويختار بنفسه المخرج ويشارك في اختيار فريق العمل من ممثلين وغيرهم، بعد سيطرة هذه الظاهرة سنوات طويلة خصوصاً أن النجوم أتوا إلى الشاشة الصغيرة من الشاشة الكبيرة؟ بدأت معالم انحسار هذه الظاهرة بحسب صحيفة الجريدة الكويتية العام الماضي في مسلسلات: «أهل كايرو»، «الحارة» و«الجماعة»، فعلى رغم خصوصية هذا الأخير كونه يجسّد سيرة مؤسس حركة «الإخوان المسلمين» حسن البنا، إلا أن الأحداث والمشاهد لم تكن حكراً على البطل إنما شكّلت مساحة لبقية الممثلين الذين أظهروا مواهبهم، ولم يكن البطل الحاضر الغائب كما هي حال مسلسلات يسرا على سبيل المثال، فحين لا تكون حاضرة في المشاهد يتمحور الحوار حولها، إذاً هي حاضرة على الدوام. في هذا السياق صرّحت يسرا أمام وسائل الإعلام بأنها طلبت من الكاتب وحيد حامد، منذ عامين، كتابة مسلسل جديد لها، بحكم الصداقة التي تربط بينهما وبعدما قدمت مسلسل «أوان الورد» من كتابته، تأكيداً منها أن وحيد حامد، بكل التاريخ الذي يحمله، يكتب مسلسلاً خصيصاً لها، إلا أن الأخير أعلن بصراحة أنه لا يكتب لممثل معين إنما الدور يفرض نفسه على الممثل. يندرج ضمن البطولات الجماعية أيضاً مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» الذي مهّد لظهور بطلته غادة عبد الرازق في مسلسل «سمارة» لكن إلى جانبها لوسي، وقد تحدّت غادة وشركة الإنتاج قائمة العار التي كان اسمها في طليعتها، كذلك مسلسلات: «شارع عبد العزيز«، »المواطن اكس»، و«دوران شبرا». يُعتبر كل مسلسل حالة خاصة ويضمّ مجموعة من الممثلين منهم من حقّق حضوراً بموهبته مثل عمرو سعد وإياد نصار ومنهم من يجتهد لإبراز إمكاناته مثل هيثم أحمد زكي ومحمد رمضان الذي يعتبر اكتشافاً في الدراما التلفزيونية، بالإضافة إلى وجوه نسائية جديدة مثل حورية التي قدّمها خالد يوسف في فيلم «كلمني شكراً»، وبرهنت في مسلسل «دوران شبرا» أنها مشروع نجمة ستكون قبلة المنتجين، وممثلين سيكون هذا العام عام التحدّي بالنسبة إليهم على غرار الممثلة الشابة ريم البارودي، التي تشارك في «إحنا الطلبة» و«مسألة كرامة» والممثل أحمد عزمي الذي يشارك في «دوران شبرا» و«إحنا الطلبة»، وربما يشهد هذا العام بزوغ مشروع نجوم شباب لهم شأن في الدراما التلفزيونية في ظل ركود ملحوظ في عالم السينما، عدا عن الظهور المختلف لنجوم من بينهم: حلا شيحة في مسلسل «شارع عبد العزيز». ساهمت أسباب عدة في الحدّ من مسلسلات النجم الواحد، من بينها: إدراج أسماء نجوم في قائمة العار بعد اندلاع ثورة 25 يناير، رفض بعض هؤلاء الدخول في السباق الرمضاني في أعمال لا تكون ذات قيمة، أو تخفيض الأجر مقابل المشاركة في مسلسل من باب إثبات الوجود... لا يعني ذلك أن هذه الظاهرة قُضي عليها بشكل نهائي، فلو قرّر عادل إمام عرض مسلسله «فرقة ناجي عطا الله»، لكان مثالاً صارخاً للنجم الأوحد بالإضافة إلى مسلسل «مسيو رمضان أبو العلمين حمودة» الذي يعرض على شاشة رمضان وتدور أحداثه في فلك الفنان الكوميدي محمد هنيدي، البطل الأوحد، الذي لا يقبل الظهور في عمل تلفزيوني، بعد غياب طويل عن الشاشة الصغيرة، لا يكون فيه النجم الأوحد، وهذا أمر بديهي، لكن هل سيُكتب لتجربة رمضان مدرّس اللغة العربية النجاح نفسه الذي حققته في السينما؟ ثمة مسلسلات خرجت على القاعدة المتّبعة هذه السنة هي: «الريان» للنجم خالد صالح و«الشحرورة» لكارول سماحة، بالإضافة الى مسلسلات الجاسوسية مثل «عابد كرمان» بطولة تيم حسن. ما يميّز «الريان» و«الشحرورة» أنهما سيرتان ذاتيتان ما زال صاحباهما على قيد الحياة، وقد تدخلا في السيناريو مع ترك هامش للكاتب لضرورات درامية، لذا لم يدخل صناعهما في أي صراع مع الورثة جرياً على عادة السير الذاتية. أول استثمار قام به رجل الأعمال أحمد الريان، المفرج عنه قبل حوالى عام بعدما قضى أكثر من 15 عاماً في السجن، الموافقة على تحويل سيرته إلى مسلسل تلفزيوني. أما صباح، فروت بمنتهى الأمانة، سيرتها بحلوها ومرّها للقيّمين على العمل، مع ذلك واجه المسلسل عقبات أبرزها رفض شخصيات كثيرة كان لها دور في حياة صباح أن ترد أسماؤها في المسلسل، لا من قريب أو من بعيد، وهددت باللجوء إلى القضاء لا سيما ابنتها هويدا، علماً أن العلاقة الشائكة بينها وبين والدتها هي أحد أهم عناصر الدراما في حياة صباح الحقيقية، ومع غياب تلك العناصر قد يفقد المسلسل رونقه ومصداقيته. تبقى أهم ظاهرة هذا العام استكمال القضاء على مقولة النجم الأوحد وإعطاء المجال للوجوه الصاعدة لتحتلّ المكانة التي تستحقها من دون تسجيل حنين إلى وجود «الكبار» على الشاشة الرمضانية أي: نور الشريف، نادية الجندي، يحيى الفخراني... وقد حان الوقت ليتنازلوا عن نرجسيّتهم الفنية والإنسانية. لا بد من أن نسجّل هنا أن فيفي عبده وسمية الخشاب ولوسي وغادة عبد الرازق فهمن تماماً أن كل واحدة لن تستطيع تحمّل مسوؤلية مسلسل بمفردها فتعاونت فيفي عبده وسمية الخشاب في «كيد النسا وغادة عبد الرازق ولوسي في «سمارة».