لم يكتب لجماهير الكوكب المراكشي الإطمئنان على حالة فريقهم لكرة القدم، بعدما كانوا يعقدون آمالا كبيرة على نتائج جمعه العام السنوي، والذي كانوا يتوخون منه وضع قاطرة الفريق في السكة الصحيحة حتى يتسنى لهم نسيان كبوة الموسم الماضي، واستيعاب درس الحاضر، والتفكير في المستقبل وآفاقه، لكن الواقع لا يرتفع.... فأشغال الجمع العام الذي عقد يوم الجمعة الأخير بإحدى المؤسسات التعليمية الخاصة المتاخمة لأسوار المدينة الحمراء، جاء ليمرر إشارات بين السطور يصعب على من لا يتقن الحبكة المسرحية أن يفك شفرتها، فالجمع الذي حضره ممثلون عن المكتب المديري، الجامعة الملكية المغربية، السلطة المحلية والجماعية، عصبة الجنوب، وزارة الشباب والرياضة، وثلاثون منخرطا من أصل سبعة وأربعين شكلوا النصاب القانوني، كان فرصة للجنة المؤقتة لتحقيق «فوز» غير منتظر، وذلك عندما نجحت في تمرير التقريرين الأدبي والمالي أمام المنخرطين في جو هادئ وانتزاع المصادقة عليهما، رغم أن هؤلاء الأخيرين لم يصوتوا على اللجنة المؤقتة ولم تكن لهم يد في تعيين أعضائها. فبعد تلاوة التقرير الأدبي من طرف رئيس اللجنة المؤقتة فؤاد الورزازي والذي أبى من خلاله إلا أن يذكر بالأسباب التي أدت بالفريق للإندحار إلى القسم الوطني الثاني، والتي لخصها التقرير في عدة عوامل كان أبرزها البداية غير الصحيحة للفريق، استقالة الرئيس السابق أبو عبيد وتعويضه بلجنة مؤقتة ، كثرة المدربين المتعاقبين على الفريق، وكذا تدخل بعض المحسوبين على الفريق في شؤونه وتأثيرهم على سيره العادي. جاءت تلاوة التقرير المالي لتبرز قيمة العجز الذي انتهى عليه الموسم الماضي( 2010 -2011) والذي قدر ب (1351943.72درهما)بعدما تم خصم المصاريف(16245167.72درهما) من المداخيل (14893224.00درهما). وبعد ذلك تمت المصادقة على التقريرين بتسجيل معارض واحد ومتحفظ واحد على التقرير المالي. ليتم بعد ذلك مباشرة تقديم استقالة جماعية للجنة المؤقتة وتفويض أمر تعيين رئيس الفرع للمكتب المديري، لكن تبقى توقعات جميع المقربين من القلعة الحمراء ، تصب نحو إسم فؤاد الورزازي والذي ربما ، وحسب المتتبعين، اختار ممر المكتب المديري كي يمتص حماس واحتجاج الجماهير مرتديا جلباب التضحية والإنقاذ. على العموم فالجمع العام جاء ليضع الكوكب المراكشي فرع كرة القدم في قعر بئر الأزمة، بعدما تسبب في فراغ تسييري مهول ستكون له عواقب وخيمة في قادم الأيام...