خيبات متلاحقة، وخسائر متوالية، وإحباط صادم لجمهور محب، ذلك ما يصلح كعلامة لمسار الكوكب المراكشي بالبطولة الوطنية المغربية لكرة القدم. المشجعون حائرون ولا أحد يستوعب حدة صدمتهم، عدا مظاهر الغضب الشديدة من مسؤولين لم يقدروا حجم المسؤولية، ومتتبعون هادئون يصوغون أسئلة محرجة، لكن دون إجابة شافية، ومسلسل من الإخفاقات المتواصلة حتى قذفت هذه المرة بالكوكب المراكشي إلى قسم الثاني، ولا أحد يستطيع التنبؤ إلى أين سينتهي مآل هذا الفريق في المستقبل ؟ ووحده التاريخ يشفي غليل الغيورين الذين أضحى الكوكب بالنسبة إليهم مجرد استذكار نوستالجي لزمن ولى وانقضى بأسمائه الكبيرة وألقابه العظيمة، وشرف بها كرة القدم المغربية التي كانت آنذاك متعطشة إلى هذه الإنجازات .. منشأ الغرابة في الموضوع، وكما عبر عن ذلك بعض المتتبعين، والعهدة عليهم ، يعود إلى تحركات جمهور مدفوع الأجر ساهم في عدم استمرارية المكتب السابق، مما أدى بالتالي إلى مرحلة اللجنة المؤقتة التي ضمت بين مكوناتها من لا يفقه شيئا في أبجاديات الرياضة، علاوة على استمرارها غير القانوني الذي ارتضى أعضاء اللجنة المذكورة تعمد تمديده، فتعاقدت مع بادو الزاكي لموسمين باعتباره كفاءة متميزة ساهمت بالدفع بكرة القدم الوطنية إلى مراتب التميز. غير أن بادو الزاكي لم يستطع أن يململ الفريق في اتجاه النتائج الإيجابية، ولا شك أن هناك عوامل جعلت هذا المدرب يقود الكوكب المراكشي نحو نتائج سلبية لم يتوقعها أحد في ظل الإنتدابات التي أقدم عليها في فترة الإنتقالات، عكس ما انتظره الرأي العام والمتتبعون الذين كانوا يعتقدون بأن ممثل مدينة النخيل سيبصم على انطلاقة متميزة في بداية مباريات الإياب. ومع سياسة الشد والجذب في تحديد من يتحمل مسؤولية تدني مستوى الفريق، يرحل بادو الزاكي فجأة وبدون سابق إشعار، بسبب إدعائه المرض الذي لازمه شهرين. ترك النادي يصارع البطولة لوحده كسفينة بلا ربان، ليتم الإستنجاد بفتحي جمال صانع الملحمة السابقة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإرجاع السفينة إلى بر الأمان ، محاولة منه «استئصال التسوس من جذوره» كما جاء على لسانه لإحدى الصحف الوطنية، لكن حليمة لم تغير من عادتها القديمة، واستمر الحال على ما هو عليه ليتخلى فتحي جمال عن المسؤولية، ويترك الفريق في قاعة الإحتضار دون تحديد دقيق لمن يتحمل المسؤولية المباشرة في الوضعية التي يعيشها الكوكب في المدة الاخيرة، والتي لم يرض عنها أحد، حتى دفعت بالفريق إلى دخول بؤرة الإنزلاق إلى القسم الوطني الثاني. للاعبين السابقين وللفاعلين والمحبين رأي في الموضوع : الشرقاوي أبو رشاد: مسير سابق بالكوكب المراكشي : المسؤولية لبلطجية الرياضة ... الأمور التي أدت بالفريق إلى النزول إلى القسم الثاني هو إناطة الأمور بغير أهلها، إضافة إلى تدخل جهة نافدة في التشجيع على التحايل والتضييق على الفريق حتى يصير الكوكب إلى ما سار إليه من ترد، فالأمر مقصود لغاية في نفس يعقوب، والمسؤولية كلها من بائها إلى يائها يتحملها من سير الفريق من بعيد أو قريب، فالألف يعني الرسالة الملكية التي تنص على الاستراتيجية الواضحة التي سيتبعها المسيرون على الصعيد الوطني في تسيير الشأن الرياضي، والتساؤل الذي يبقى مطروحا لماذا لم تفعل خارطة الطريق التي دعى إليها جلالة الملك؟ أهو عقوق في تحمل المسؤولية؟ أم عدم دراية بالميدان ؟ كلها حيثيات هيأت سقوط الكوكب المراكشي كما دفعت إلى عدم صعود فريق آيت ملول .. وما زعزعنا ليس سقوط الفريق، بل ما سيأتي، وأنا أطلب من كل المسؤولين والغيورين الضرب بيد من حديد على كل من ساهم في تردي الأوضاع الرياضية بالمغرب، وخصوصا بمراكش ، وإلا فلا رحم الله الرياضة ولا الرياضيين، فالمسؤولية ملقاة على بلطجية الرياضة الذين ساهموا بشكل كبير في سقوط الكوكب المراكشي، ويجب محاسبتهم ومتابعتهم وإلا فلنقرأ الفاتحة على الرياضة بالجهة . مبارك آيت عسيلة : لاعب سابق ومهتم بالرياضة الجهوية أسئلة بطعم الخيبة .. قد تعود الأسباب إلى حالة الخلط التي لوحظت على مستوى التسيير، فأبو عبيد أجبر على تقديم استقالته إلى السلطات المحلية بدل تقديمها إلى الجمع العام، بالاضافة إلى تخلي الملياني عن مهمة التدريب، الشيء الذي أثار الاستغراب اعتبارا لوضعية الفريق (الرتبة الرابعة)، وقد واكب ذلك عودة الزاكي وفتحي جمال اللذين اضطرا إلى فسخ العقدة مع الفريق، ويبقى السؤال الأساس هو من يتحمل المسؤولية في ما آل إليه الكوكب؟ أهي اللجنة المؤقتة؟ أو المكتب السابق ؟ أم لجنة الإنقاذ ؟ الشيء الذي أفرز انزلاقات تجسد مغادرة الفريق قسم الصفوة . مولاي أحمد الإدريسي : فاعل جمعوي ومهتم بالمجال الرياضي غياب ثقافة رياضية، غياب فاعل في الأزمة... كثرة التجارب في مستوى التسيير، أفضت إلى هذا الواقع المر عدم امتلاك المسؤولين لثقافة رياضية لا ينجم عنه إلى مسلسل الإخفاقات . من الأسباب الرئيسية تهافت بعض المغردين لتشكيل حلقات أفرزت تناقضات تمظهرت في صراعات داخل المكاتب، الشيء الذي فجر الإختلالات والإختلافات على مستوى التسيير. عدم الوعي بالأدوار الحاسمة للجمعيات وغياب مشروعها الفاعل في إطار الوعي بالمسؤولية للتعامل مع الأحداث، مما أدى إلى مساهمة الكثير من الجمعيات في تأجيج الصراع داخل أجهزة التسيير. بعض المسيرين أبانت الظروف عن فشلهم ، إن لم نقل عن عدم أهليتهم لممارسة التسيير الرياضي لجهلهم لقوانين اللعبة أساسا . الانقلابات التي طالت بنية الفريق شرعت الأبواب لطرح الكثير من الأسئلة حول المستفيد منها وحول كيفية التعامل مع الإنتداب وحول جدوائية هذه الإجراء لدرجة أن هناك تساؤلات تشكك في مقصدية هذه الإنتدابات، فضلا على اعتماد التغيير المستمر للمدربين الذي أنتج عرقلة أساسية، طالت انسجام الفريق وظهوره في شكله المهزوز . محمد مبارك بومسهولي : صحافي، نائب رئيس النقابة الوطنية - فرع مراكش لوبيات فرقت مابين المشجعين واللاعبين .. سقوط الكوكب المراكشي بالنسبة لي لم يكن مفاجأ، لأنني منذ أن كنت صحافيا رياضيا في الثمانينيات والتسعينيات حتى دخول الألفية الثالثة، كنت أعتبر الكوكب المراكشي يبني هرما من رمل ولا بد يوما أن يسقط ذلك الهرم، لأن الفريق الذي لا يبني أسسه على ركائز علمية لها أبعادها وتنظر إلى المدى البعيد لا يمكن إلا أن يكون مصيره السقوط المتكرر في الاخفاقات . فالكوكب المراكشي عاش حالة من الوهم عندما تولى المديوري في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي تسيير الفريق، ساعدها إلى أن تصل إلى أعلى المراتب، و حينها عاشت وهما كبيرا، غير أن الاشياء التي تبنى على شخص سرعان ما تنهار عندما يرحل ذلك الشخص، ماذا حدث بعد ذلك؟ تفرق الجمع، وعوضته الصراعات داخل المكاتب المسيرة التي تعاقبت على تسيير الكوكب، وعندما تكون هناك صراعات التي تنقسم أحيانا إلى ثلاثة فئات ينقلب ذلك على الجمعيات المحبين والرياضيين السابقين، ويتسبب ذلك في وباء خطير لا يمكن إلى أن ينخر جسد النادي وذلك ما حصل. الكوكب المراكشي لم يستقر على حال حتى داخل المكاتب المسيرة التي توالت على الفريق، أدت إلى خلق لوبيات فرقت بين المشجعين واللاعبين ، فمن العار أن يكون لمدينة كمراكش فريق واحد يمثلها في الصفوة أو مسيرون أكفاء لهم القدرة على التفعيل الرياضي بشكل احترافي علمي، يجعل هذه المدينة قاطرة للتنمية في الرياضة الوطنية. هذه هي الأسباب التي دفعت بسقوط الكوكب المراكشي وإن لم يستأصل هذا الداء فلا دواء لرياضة المراكشيةبالمدينة . عبد العزيز منير : حلاق ومحب لفريق الكوكب المراكشي عقليات لا تفقه شيئا في الرياضة هي من كانت سببا في سقوط الكوكب الأسباب متعددة هي التي دفعت بفريق الكوكب المراكشي لأن يعود مرة أخرى إلى القسم الوطني الثاني، المكاتب التي تعاقبت على الفريق، ولم تترك لها الفرصة في إظهار قدراتها التسييرية ورحلت لتترك الجمل بما حمل، بالإضافة إلى التعاقدات الكثيرة مع المدربين، ربما كان فريق الكوكب المراكشي هو من حطم سقف التعاقدات مع ثلاثة مدربين لم تقدم أو تؤخر في مساره، وانتدابات بالجملة لم تخدم أداء الفريق، بقدرما استفادت منها بعض العناصر داخل المكتب، كلها أسباب عجلت بسقوطه، ولن يتغير هذا الحال إن لم تتغير تلك العقليات المسيطرة على تاريخ لن ينسى، ولو في لحظة واحدة كان ضحيتها نادي لا يستحق ما آل اليه الآن، فأنا متأسف وبكل صراحة، لأننا مقبلون على الإحتراف ومن العيب أن تكون لنا عقليات هاوية تسيطر على عقولنا وتدفعنا نحو المصالح الشخصية بدل المصالحة عامة . حان الوقت أن يكون هناك إصلاح شامل للكرة المراكشية، وإبعاد من كان سببا في تدنيها وتراجعها، وإلا فلن نضمن المستقبل الذي سيتغير إن لم تتغير هذه العقليات . و ماذا بعد ؟ .... تعددت الآراء و اختلفت بين من يتحمل المسؤولية ومن كان فاعلا فيها ، لتسقط فريقا طالما كان ضحية تآمرات عدد من المسيرين و المحبين، لا لشيء إلا لتقديم المصلحة الشخصية أمام متطلبات الفريق، والدخول في نزاعات فردية، كان الكوكب في غنى عنها، فلا يعقل أن يكون اليوم هو الفريق الذي يودع القسم الممتاز من أوسع أبوابه، بالنظر إلى أمكانياته المادية و لإمكانيات المدينة التي يلعب باسمها، خصوصا وأننا مقبلون على الاحتراف و لم تتغير فيه عقليات سيطرت عليها مفاهيم الهواية ليتكرر مسلسل إخفاق جديد. ولا شك أن هذه الخيبات ستتكرر ولو عاد الكوكب المراكشي إلى مصاف النخبة بالقسم الممتاز، لأنه مشكل عقليات .. ووحدها الأيام هي التي ستجفف دموع مشجعيه وتخفف من حسرة متتبعيه ونكبة لاعبيه ومدربيه ...