نزول الكوكب يسقط قناع الصراعات ويكشف المستور تدوق المراكشيون مرة أخرى مرارة النزول إلى المجموعة الوطنية الثانية، بسبب الأزمة التي حلت بالفريق، وأدت الى ردود فعل متباينة داخل الوسط الرياضي المراكشي الذي لم يستسغ طريقة التعامل التي نهجها مسيرون، ومسؤولون ضربوا بعرض الحائط تاريخ فريق مدينة أعارت إسمها مند القدم للمغرب، وكانت الفريق السباق لإعلان استعداده ولوج عالم الاحتراف. فريق تعاقب عليه مسيرون ومدربون خلال موسم واحد ظهر فيه كل شيء مهزوز، وغير مستقر، فالمدرب بادو الزاكي الذي يحمله المراكشيون نسبة مهمة مما جرى لكونه تخلى عن الفريق في أحلك الظروف خاصة في المباراة المصيرية ضد المغرب التطواني برسم الدورة التاسعة عشرة، في الوقت الذي تكالب الجميع على الفريق الذي ذهب ضحية الصراعات السياسية، وبلطجية مهتمهم عرقلة النوايا الحسنة، وصراع أشخاص منهم من تحول إلى عراب للفريق، أصبح يظن أنه لن تقوم قائمة للكوكب بدونه. وكانت نهاية الموسم الماضي قد تزامنت مع نهاية الولاية الأولى للمكتب المسير، ما كان يستوجب الإسراع بعقد الجمع العام الاستثنائي للفريق، من أجل منح المجال للمكتب المسير الجديد توفير الظروف المواتية للتحضير للموسم الموالي، غير أن الأمور نحت منحى آخر، إذ لاحت في الأفق صراعات كان من نتائجها تأجيل الجمع مرتين، قبل أن ينعقد متأخرا في يوم 16 يوليوز الماضي. إلى ذلك حكم على فريق الكوكب المراكشي مرافقة فريق شباب قصبة تادلة إلى القسم الوطني الثاني بعد هزيمته 1-0 بملعب الحارثي بمراكش أمام المغرب الفاسي برسم الدورة 30 والأخيرة من بطولة القسم الوطني الأول، وسجل هدف الفريق الفاسي المالي موسى تيغانا في الدقيقة 90 .وأنهى الكوكب المراكشي بطولة القسم الأول في المركز 15 ما قبل الأخير برصيد نقطة28 ( 4 انتصارات و 9 هزائم و 17 تعادل ) ليرافق بذلك فريق شباب قصبة تادلة الذي نزل إلى القسم الثاني منذ دورات، بعدما قضي بقسم الصفوة موسما واحدا, يذكر أن فريق الكوكب المراكشي الذي يعد من أعرق الأندية الوطنية, سبق له الفوز بلقب البطولة مرتين في موسمي 1957- 1958 و 1991- 1992 , وبكأس العرش ست مرات ثلاث منها على التوالي, وهو إنجاز كان سباقا إلى تحقيقه (1963 - 1964 و 1965 و 1987 و 1991 و 1993 ). كما كان الكوكب المراكشي أول فريق مغربي يتوج بكأس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم عام 1996 تيكانا يطلق رصاصة الرحمة على الكوكب لم تشفع الجماهير المراكشية الغفيرة التي حضرت إلى ملعب الحارثي بمدينة مراكش لمساندة فريق الكوكب المراكشي في تجاوز فريق المغرب الفاسي، برسم الدورة الأخيرة من بطولة المجموعة الوطنية الأولى، وأطلق اللاعب تيكانا رصاصة الرحمة على فريق الكوكب حينما سجل الهدف الوحيد في المباراة ليعلن بصفة رسمية مغادرة فريق الكوكب المراكشي الجريح للمجموعة الوطنية الأولى في ظروف تطرح أكثر من علامة استفهام، إذ ظهر الفريق المراكشي خلال هذه المباراة بدون هوية، وظل لاعبوه تائهين خلال أغلب لحظات المباراة التي لن ينساها جمهور الفريق المراكشي. اعتقالات وشغب في المباراة الأخيرة بعد نهاية مباراة الكوكب المراكشي ونظيره المغرب الفاسي اعتقلت مصالح الأمن الوطني سبعة مشجعين من فريق الكوكب بعد أعمال الشغب التي عقبت المباراة، إذ تم تهشيم زجاج واجهة المحافظة العقارية بحي كليز، وصيدلية برادة إلى جانب السبورة الالكترونية لمعلب الحارثي، كما تم إيقاف بعض الأشخاص وبحوزتهم قنينات وقود، وتعرضت ثلاث سيارات على مستوى مدارة البردعي بالحي الشتوي كليز إلى إتلاف زجاج واجهاتها الأمامية، وكانت مصالح الأمن الوطني بولاية أمن مراكش قد جندت حوالي 1000 رجل أمن من مختلف الوحدات سهرت على توفير الأمن بمدرجات ملعب الحارثي ومحيطه، حيث تمت معاينة عناصر الأمن الوطني مصحوبة بفرق القوات العمومية بأهم النقط الحساسة المحيطة بملعب الحارثي خاصة الحي الشتوي كليز. وكانت مصالح الأمن الوطني بمدينة مراكش قد جندت حوالي 60 رجل أمن كانوا ضمن جمهور الفريق المراكشية الذي رحل إلى مدينة الرباط لمواجهة فريق الفتح الرباطي برسم الدورة ماقبل الأخيرة، والذي سهر على تنظيم الرحلة المذكورة، وضمان نجاح رحلة جمهور الكوكب المراكشي. دعوة نرجس، السياسة وأشياء أخرى مع اقتراب بداية الموسم الماضي استدعى حميد نرجس رشيد بنرامي رئيس فريق الكوكب المراكشي، وعضوين من مكتبه المسير الذي احتل المرتبة الرابعة في البطولة، لإحدى فنادق المدينة، وأخبرهم بكون فريق الكوكب المراكشي سيتولى تسييره أناس مقربين منه، على اعتبار أن المدينة أضحت تسير بنخبة سياسية جديدة، وبما أن الخطاب كان واضحا لم يجد بنرامي بدا من مغادرة الفريق، ليتولى كريم أبوعبيدة رئاسة الفريق، والذي تحدث خلال أول ندوة صحفية له عن مخططات مكتبه المسير، والآفاق المستقبلية للفريق، بعدما تم الإعلان عن جواد الميلاني مدربا للفريق، ولم تمر سوى دورات قليلة حتى غادر أبوعبيدة والميلاني فريق الكوكب بعدما ضاقوا درعا من تصرفات بلطجية تم تسخيرهم لمحاربة المكتب المسير لتصبح كل الظروف مهيأة للقوة السياسية الجديدةبالمدينة لقيادة فريق الكوكب المراكشي، وبالفعل تم الإعلان عن تكوين لجنة مؤقتة لتسيير الكوكب يترأسها المحاسب فؤاد الورزازي، وتضم مجموعة من الأسماء بعضها ظل بعيدا عن الفريق، وآخرون لا يستحبون أن تسلط عليهم الأضواء، ومن غرائب اللجنة المؤقتة تعاقدها مع المدرب بادو الزاكي لمدة موسمين، مع العلم أن عمر المؤقت محسوب وينتظره جمع عام استثنائي، ليتضح فيما بعد أن فكرة عودة الزاكي على رأس فريق الكوكب المراكشي لم تكن صائبة بالمرة، بعدما تم إغراق الفريق بصفقات لاعبين عاطلين وآخرون استفادوا من مالية الفريق دون أن يستفيد من عطاءاتهم، وظهرت أصوات نددت بالوضع، ودعت إلى محاسبة العابثين بمصلحة الفريق المراكشي. وإذا كان فؤاد الورزازي قد رأى فيه عديدون أنه الرئيس المثقف الذي يحسن الخطابة، وفن الحديث فإنه بالمقابل شكل عاملا من عوامل ضعف التسيير من جهة، ومن جهة أخرى كان ضحية الثقة العمياء التي وضعت في شخص المدرب وأيضا قبول الحوار مع بعض الجهات كطرف ثالث الشيء الذي اختلطت فيه الأوراق عليه، وتاه في دوامة هذه المشاكل دون ايجاد مخرج منها، ومن المؤاخدات المسجلة على اللجنة المؤقت أنها لم تبادر منذ المعسكر بالبيضاء الذي سبق المباراة المذكورة باتخاذ القرار الحاسم في حق المدرب، وعدم الانصياع إلى طلباته من جهة. ومن جهة أخرى كان على اللجنة المؤقتة أن تجالس المدرب الزاكي في حوار الصراحة والجرأة لمعاتبته عن هذا الغياب، بينما برر الأخير نفسه من كل التهم الموجهة إليه، مؤكدا توفره على شهادة طبية تعفيه من مزاولة العمل وأشعر الكاتب العام بذلك عن طريق الهاتف، وهنا يبقى شد الحبل بين رئيس اللجنة المؤقتة فؤاد الورزازي والمدرب الزاكي وكلاهما يحمل المسؤولية للآخر، لتضيع أخيرا مصلحة الفريق والنتيجة النزول وبثبات للمجموعة الوطنية الثانية . الميلاني : الكوكب المراكشي غادرت المجموعة الوطنية الأولى في الدورة الخامسة أكد جواد الميلاني المدرب السابق لفريق الكوكب المراكشي في تصريح هاتفي للصباح الرياضي أن فريق الكوكب المراكشي غادر المجموعة الوطنية الأولى مند الدورة الخامسة، مضيفا أنه حينما أشرف على تدريب الكوكب كان هدفه تقديم خبرته، ومعرفته لفريق يعتبر من أعرق الفرق والأندية الوطنية، مؤكدا أنه تلقى بمرارة خبر مغادرة الفريق للمجموعة الوطنية الأولى. إلى ذلك حمل الميلاني مسؤولية ماجرى لمن أسماهم المتربصون بالفريق، والذين عملوا على دفع الرئيس السابق للفريق كريم أبوعبيدة على تقيدم استقالته، إلى جانب ثلاث عناصر قدمت الشيء الكثير للفريق، ويتعلق الأمر بكل من " شكري، البودحيمي، بورزيق" واستغرب الميلاني كيف يتم رفع لافتات ضده، وضد الرئيس في الوقت الذي كان فيه الفريق يحقق نتائج إيجابية، مضيفا أن المتربصين بالفريق كانوا قد أرسلوا حافلة تضم بعد المحسوبين على جمهور الكوكب مهمتهم السب والقدف والكلام النابي في حق المدرب وأعضاء المكتب المسير، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام يضيف الميلاني، مؤكدا أنه لم يغادر الفريق إلا مرغما، بعدما ضاق درعا بالتحرشات والسب والقدف الذي كان يتلقاه من طرف عينة الجمهور سواء خلال المباريات الرسمية أو خلال التداريب، مما جعل الوضع أكثر صعوبة موجها الشكر الجزيل لكريم أبوعبيدة الرئيس السابق للفريق الذي عمل على تصفية الأجواء وتهييء الظروف المواتية لاستعدادات الفريق، في ظل رفض أغلب اللاعبين الالتحاق بالتداريب، لعدم توصلهم بمستحقاتهم المالي في ظل الوضع الصعب الذي عاشه الكوكب في بداية الموسم الحالي، كان على المكتب المسير المنتخب، والذي ترأسه كريم أبو عبيد، العمل على تصفية الأجواء وتهييء الظروف المواتية لاستعدادات الفريق، في ظل رفض أغلب اللاعبين الالتحاق بالتداريب، لعدم توصلهم بمستحقاتهم المالية، إضافة إلى مطالبة بعضهم بالرحيل، ما خلف عدم توازن في التركيبة البشرية للفريق، زاد من حدته عدم استطاعة الأخير القيام بانتدابات بحجم اللاعبين المغادرين. رشيد نجاح : سبب نزول الكوكب فساد التسيير أكد رشيد نجاح اللاعب السابق لفريق الكوكب المراكشي والمنتخب الوطني في لقاء مع الصباح أن سبب مغادرة فريق الكوكب المراكشي للمجموعة الوطنية الأولى بالأساس هو الفساد الذي يعيشه الفريق على مستوى التسيير، وانقضاض جهات على الفريق لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالرياضة، ولا بالمدينة ككل، ودعا نجاح المراكشيين إلى إعادة الاعتبار إلى فريق أنجب الحارس العملاق الشاوي، ومولاي لحسن وقيدي والبهجة وغيرهم من اللاعبين الكبار، كما دعا نجاح إلى محاسبة العابثين بمصلحة الفريق، والذين منهم من استفاد من مجموعة من الامتيازات، وكان نكرة وتحول إلى شخصية عمومية بفضل فريق الكوكب المراكشي، ودعا نجاح كذلك جمهور الفريق إلى تحمل مسؤوليته للحيلولة دون استغلال الفريق سياسيا من طرف بعض الجهات التي أبانت عن فشلها التام في تسيير الفريق على اعتبار أن الكوكب فوق الجميع وضع حد لتجاوزات بعض الجهات التي أرادت لفريق الكوكب المراكشي أن يدخل النفق المسدود، واليوم يؤكد نجاح أنه لا مكان لمسيري وصوليين وضعوا مصلحتهم فوق مصلحة الفريق. وبخصوص التركيبة البشرية لفريق الكوكب قال نجاح " فريق الكوكب يضم أسماء كفء ويتمتعون بقدرات جيدة، فجل اللاعبين ليسوا أقل كفاءة من غيرهم في الفرق الوطنية القوية الأخرى، ولا يلزمهم سوى مكتب يفهم أصول الرياضة ويهيئ الظروف الملائمة والشروط اللازمة كي يعطوا أكثر لينعكس ذلك على مستوى أدائهم، والدليل على قولي هذا مجموع النتائج الإيجابية التي حققوها خلال الموسم المنصرم وبداية الموسم الحالي. لكن المشكل كامن في المسيرين، فهم مجموعة من الأميين والجهلة وغير العارفين بأمور التسيير الرياضي، وأستثني منهم مجموعة التي على قدر من العلم، لكن كرة القدم هم بعيدين عنها كل البعد" وعن الأطر المراكشية أضاف نجاح قائلا " هناك تهميش وإقصاء للأطر المراكشية التي يمكن لها أن تسدي الكثير من الخدمات للفريق سواء في التدبير المالي أو الإداري، وهذه مسألة يمكن تفسيرها بتواجد مصالح خاصة عند الأشخاص المتحكمين في زمام الأمور الذين يقومون بتهميش كل من له القدرة على فهم الأمور على حقيقتها وطرده خارج اللعبة، وحتى من يشركونهم من اللاعبين فهم فقط يسدون بهم الثغرات التي قد تحصل. والسبب دائما يعود إلى الصراع حول المصالح الخاصة، باستثناء شخص واحد منهم هو عبد الكريم بوعبيد، وأنا أعلم جيدا أنه لا مصلحة له في ذلك، ولا ينتظر من كرة القدم أي مقابل، ولا يأخذها مطية للوصول إلى أغراض خاصة." واعتبر نجاح تعاقب المسيرين فما هو إلا نتيجة سوء تدبير وتسيير الفريق، وهذا لا يفهم منه سوى جهلهم بما هم بصدد الإقدام عليه من إلحاق أضرار جسيمة بالفريق، حتى الانتدابات لا يعرفون كيف هي قواعدها. وتغيير المدرب ليس الحل النموذجي الذي من شأنه إخراج الكوكب المراكشي من الأزمة التي زج به فيها. وهذا دليل على كون التسيير ارتجالي يتحكم فيه من لا يفقهون شيئا بأمر كرة القدم.