تحولت فرحة زوار بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة إلى صدمة ومعاناة، بعدما أعلنت إدارة شركة الخطوط الملكية بمدينة طنجة، تأجيل رحلاتها المتوجهة الى المدينةالمنورة، انطلاقاً من مطار ابن بطوطة بطنجة، مساء يوم الاثنين 25 يوليوز الجاري، دون سابق إنذار. وكان المعتمرون المغاربة المتوجهون الى الديار السعودية لأجل قضاء شهر رمضان الأبرك في رحاب الديار المقدسة، قد عقدوا العزم وجمعوا حقائبهم للتوجه إلى المدينةالمنورة بعدما حدد لهم تاريخ وساعة محددة للإقلاع، غير أنهم أبلغوا عن تأجيل موعد الرحلات بعد انتظار دام أكثر من سبع ساعات، حيث أشعروا بتأجيل موعد الرحلة الى 48 ساعة بعد التاريخ المعلن. وقد طلب من المعتمرين العودة الى منازلهم الى حين الموعد الجديد، دون أن يتم تعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم، أو أن يتم إيواء المسافرين الذين قطعوا مسافات بعيدة لأجل الوصول الى المطار، خصوصاً وأن بعضهم قدم من مدن تطوان، شفشاون، وزان، القصر الكبير، العرائش وبعض القرى النائية، مما يفرض على إدارة الخطوط الملكية المغربية إيواء المعتمرين أو تعويضهم كل حسب رغبته، مما اضطر معه العديد من المعتمرين إلى المكوث ببهو المطار إلى حين انتظار الموعد الجديد، سيما وأن أغلبهم لا يثقون في وعود الشركة، خصوصاً وأن لها سوابق مماثلة خصوصاً مع زوار بيت الله الحرام. وحسب بعض المعتمرين بالرحلة AT 1500.G، فإن إدارة الشركة تعاملت معهم بنوع من الاستهتار واللامبالاة، حيث رفض المسؤولون تقديم توضيحات حول ظروف إلغاء الرحلة، فتارة يقال لهم إن إدارة الشركة لا تتوفر على طائرات كافية وتارة أخرى يقال لهم، إن الطائرة تعرضت لعطب تقني، هذا دون الحديث عن تحديد موعد الرحلة. ويتخوف المعتمرون المغاربة من تعرضهم لنفس الموقف عند العودة من الديار المقدسة، خصوصاً وأنه في السنة الماضية ترك زوار بيت الله الحرام لمدة 72 ساعة في مطار جدة في انتظار الطائرة، مما ضاعف من معاناتهم. وحسب بعض المسافرين، فإن جميع المؤشرات تدل أن رحلة العودة ستحفل بالمشاكل التي واجهتها السنة الماضية، خصوصاً وأن إدارة الشركة لا تستفيد من التجارب السابقة، إذ كيف لشركة مثل الخطوط الملكية المغربية التي تتباهى بكونها رائدة في مجال النقل الجويأ لا تعمل على حل مشاكل تعترضها كل موسم عمرة، ولا تتعبأ لها وتعمل على حلها قبل موعد الرحلات التي تكون مبرمجة بتاريخ قبلي. وهل تصر الشركة على تقديم النموذج السيء للتسيير المغربي، خصوصاً وأن بعض المعتمرين في السنة الماضية أهينوا في مطار جدة، وسمعوا إهانات قصوى في حق المغاربة والمغرب، جراء سلوك الشركة.