كيف! ... ولماذا! ... ولحساب من يحرم سكان دوار الزوراق بجماعة تروال بعمالة وزان من التصويت؟!... بل كيف يفعل ذلك موظفون من واجبهم، بل من المفروض عليهم، أن يحرسوا على تطبيق القانون؟!... وكيف تدعو الحملات الإشهارية التلفزية الرسمية والحزبية لأسابيع عدة المواطنين في عقر دورهم للتصويت، بينما يمنعهم من ذلك موظفون يسيرون عملية التصويت بداخل مكاتب التصويت؟!... لعل مشكل وقف السيارات التي تعاني منه العاصمة الاقتصادية خصوصا، جعل البعض يضطر إلى احتكارالأماكن.. قارورة زيت، أحجار، أسلاك شائكة، لا يهم لا الطريقة ولا حتى إن كانت تشوه المدينة أولا، المهم المحافظة على مكان ركن السيارات، من طرف المحلات والأفراد وغيرهم ممن لا يريدون أن يعيشوا معاناة الآخرين في ركن السيارة، يحتكرون مكانا في الحين وآخر في العمل، وآخر في حي الأقارب، وهكذا، الظاهرة التي أثارت استياء المواطنين الذين وجدوا فيها تصرفا أنانيا من جهة، ومن جهة ثانية فهي تشوه منظر المدينة والحي والطريق، وهو الأمر الذي لم ينتبه إليه البعض، او يبدو ذلك، يقول لنا عبد الله: "لا افهم كيف يجرؤ البعض على احتكار مكان وقوف السيارات، مرة يضعون سلاسل، ومرة أخرى قارورات، وغيرها من الأشياء التي أمر من أمامها أحيانا فلا امسك نفسي من الضحك، ذلك عندما يكون لدي الوقت، و لكن في بعض المرات اغضب، خاصة إن كنت ابحث عن مكان لركن سيارتي، وكلما بدا لي مكان فارغ عن بعد، فأتجه نحوه مسرعا، ثم أكتشف أن أحدا احتكره، ولقد تشاجرت مع شخص فعل هذا منذ وقت، وهو بائع مواد غذائية، في زقاق ضيق نوعا ما، كان وضع قارورات زيت، وعندما سألته عن السبب قال إن الموزع يأتي مرة في اليوم وأحيانا لا يجد مكانا شاغرا، وعندما سألته عن موعد قدومه، أجاب انه لا يدري بالضبط، وانه لذلك يضع القارورة طيلة النهار، أي انه لا يسمح لعشرات السيارات بركن سياراتهم لأن الموزع يأتي لدقائق ومرة في اليوم، الأمر الذي جعلني أتشاجر مع البائع، ولكني في النهاية لم اركن السيارة، ليس لأني لم أستطع، ولكن خوفا من أن ينتقم مني ومنها». مصطفى هو الآخر استغرب الظاهرة يقول:«بالفعل انه أمر غير معقول أن يضع كل شخص شيئا لحماية مكان لركن سيارته، وإن فعلنا كلنا هذا ستصبح المدينة كلها موقفا خاصا بالأفراد، لا بد أن يعي البعض ذلك، وان يفكروا في غيرهم، ولا بد أن تكون هناك عقوبات على الفاعلين، تماما مثلما هناك عقوبات على الذي يركن سيارته في مكان ليس مخصصا لركن السيارات، فالأمر خطير، وهو احتلال لمكان عام، وأنا أتضايق من الظاهرة، و لكني لا أستطيع أن أفعل مثل هؤلاء». مراد بائع، احتكر المكان المقابل لمحله، وكذا المكان الذي يقع أسفل بيته في العمارة، دافع عن ذلك قائلا:«نعاني كلنا من أزمة ركن السيارة، ولكن يجب أن نتفهم بعضنا البعض، مثلا أنا أحتاج إلى موزع السلع، وعندما يأتي هذا الأخير، إما أن يبقى يدور حتى يجد مكانا، أو أن تغلق الطريق كلها، فلا يمر أحد، ويخسر الجميع، أما أمام البيت فمن حقي ان أحتكر المكان، ذلك ان الكثير من الناس الذين لا يسكنون في المنطقة يأتون ليركنوا سياراتهم ، وهو أمر محير، خاصة وأنهم لا يفعلون ذلك إلا بحثا عن الأمن، وان فعلوا فأين نذهب نحن؟».