تمكنت مجلة «في. س. دي.» الفرنسية في عددها الأخير من اقتناص صور فريدة وخاصة للشابة الإفريقية التي أوقعت المدير العام للبنك الدولي ستراوس كان في مصيدة المتابعة القضائية بدعوى التحرش الجنسي والإعتداء عليها جنسيا. وهي الفضيحة التي هزت فرنسا والعالم منذ أكثر من شهر. الصور تظهر تلك الفتاة ذات اللون الأسمر، أشبه بفتاة مغربية من مراكش أو الجنوب المتاخم للصحراء، وهي في الثلاثين من عمرها. من وسط فقير، بعد تجربة زواج سابقة انتهت بفقدانها لزوجها وابنها. فهي أنثى حزينة، كانت تحاول نسيان ماضيها والغوص في حياة جديدة هانية بنيويورك. أي نسيان حياتها المضطربة في غينيا بمرتفعات فوتا جالون، العالية بحوالي 1300 مترا عن سطح البحر. وكانت بقامتها الفارعة (متر و80 سنتمترا)، أشبه بعارضة أزياء، خاصة مع النحافة التي تميزها منذ الصغر. وبعد أن فقدت والدها الطاعن في السن (90 سنة) سنة 2009، غاصت في التعبد وقراءة القرآن، كونها تنتمي لعائلة مسلمة، حيث كان والدها إمام مسجد. تزوجت صغيرة جدا من أحد أقاربها، الذي كان تاجرا ناجحا، ورزقت منه بطفلة بقيت عند أعمامها، بعد وفاة الزوج، الذي كانت زوجته الثانية. مثلما رزقت منه بولد توفي صغيرا بسبب فقر الدم. فكان أن بعثت إلى خالتها في السينغال حيث عاشت هناك بعيدة عن صغيرتها. وتتذكرها خالتها، حسب المجلة، فتاة هادئة تصلي، تصوم وبدون مشاكل. وبعد أن عادت إلى غينيا، سعت إلى أن تربي ابنتها لوحدها وفكرت في الهجرة إلى أمريكا، بدعم كبير من شقيقتها التي هاجرت قبلها ب 15 سنة. وفي سنة 2000 حطت الرحال هناك لوحدها. استقرت بحي برونكس، وحافظت على ذات طقوسها المعتادة. عملت في مطعم بالحي ثم اقتنصت فرصة عاملة فندق بفندق «سوفيتيل» منذ 3 سنوات. حصلت على أوراق الإقامة واللجوء السياسي، فسمح ذلك بأن تلحق بها ابنتها. تسجلت ابنتها في مدرسة بمانهاتن وكانت متفوقة ومصدر اعتزاز لدى والدتها. حافظت على انطوائيتها، بسبب طبيعة عملها التي لم تكن لتقبل من قبل عائلتها، أن تعمل في فندق عند الأغنياء تنظف لهم حاجياتهم، فهم لا يرضون بذلك. ولم تكن تزور حتى شقيقتها. لم تكن لها ميول سياسية، بل هي سيدة عادية جدا. هي الآن مساندة من قبل عائلتها، وكما قال والدتها لصحيفة سينغالية: «أنا لم أنجب للحياة فتاة ساقطة». وفي مكان ما فقصتها مع ستراوس كان، قد دمرت هدوء حياتها وحلمها الأمريكي ربما إلى الأبد.