اتصل بنا اليحياوي عبد القادرالحامل للبطاقة الوطنية ف 367005 ، أخ يحياوي ميلود الذي اختفى منذ10/10/2002، مصحوبا بسعيد عمراوي الحامل ل ب.و؛.ف 219158 الناشط الحقوقي بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الحاجب ، مناشدين المسؤولين ، كل حسب مسؤولياته ، العمل على الحد من معاناة 65 عائلة مغربية . وملخص القضية- كما رواها أخ المختفي والناشط الحقوقي- أن المختفي يحياوي ميلود ، كان لايخفي رغبته في ركوب قوارب الهجرة السرية ، أملا في الالتحاق بالديار الاسبانية ، وقد تأتى له السفر عبر الحدود المغربية الجزائرية ، على متن زورق (زودياك) بتاريخ 10/10/2002 صحبة 65 مهاجرا آخر، لكن ما إن دخل الزورق المياه الإقليمية الاسبانية حتى عاد أدراجه صوب المياه الإقليمية المغربية ، بسبب رصده من لدن أمن خفر السواحل الاسبانية ، وحسب نفس المصدر، فإن الزورق قد ضل الطريق ليسقط في يد الأمن الجزائري الذي اعتقل جميع الركاب الستة والستين ، قبل أن يستقر العدد في 65 بعد موت المسمى قيد حياته عبادي رابح . ويروي المصدر نفسه، أن مازاد من تعقيد وضع المحتجزين ، هو أن الزورق كان محشوا ب 200 كيلو غرام من المخدرات، دون علم الركاب، وأن الزورق لدى إخضاعه للفحص التقني تبين أنه في ملكية خفر السواحل الجزائرية ، ومسجل في قائمة المعدات المسروقة. ويضيف نفس المصدر ، بأن هذه الأخبار كانت ترد على عائلات المفقودين بصورة متناثرة، ولم يكن لهم من سبيل إلى التأكد منها قبل أن تتوصل المقاطعة الثامنة بوجدة ، بإشارة من وزارة الخارجية المغربية، وهي عبارة عن صورة فوتوغرافية لرخصة سياقة في اسم عبادي رابح أحد ركاب الزورق المختفين. وطلب من المقاطعة الإدلاء بجميع المعلومات المتعلقة بهوية هذا الشخص.وبعد اتصال عائلة المعني بالقنصلية المغربية بمدينة سيدي بلعباس الجزائرية ، أخبرت بأن ابنها قد تم العثور عليه جثة يوم 11مارس 2003 من طرف بعض الصيادين بشاطئ الغزوات ، ملفوظا من البحر.. هذه المعلومات أكدت لعائلات المختفين، ما كان في حكم الشك حول الجهة التي تخفي مصير أبنائهم من يوم ركوبهم البحر ، لكنها أججت مشاعر الخوف والقلق على حياتهم ، بسبب التعامل الغامض والسلبي الذي انتهجته وزارة الخارجية ممثلة في القنصلية المغربية بسيدي بلعباس مع جثة المسمى قيد حياته عبادي رابح ، أحد الركاب المختفين ، حيث اقتصر دورها على تسليم ذوي الهالك نسخة موجزة من رسم الوفاة ، موقعة من طرف القنصل يومئذ السيد عبد اللطيف لمرابط بتاريخ 15 يونيو 2003(نتوفر على نسخة منها) قبل أن يتسلموا الجثة في اليوم الموالي . ومرد اتهام القنصلية المغربية بسيدي بلعباس بالغموض والسلبية - يضيف نفس المصدر- هو أنها لم تكلف نفسها السؤال عن مكان تواجد الهالك ، طيلة خمسة أشهر مختفيا ، قبل العثور عليه جثة هامدة، ثم ان واقعة الموت غرقا لاتستقيم مع وثائق الهوية التي كانت سليمة ولم يأخذ منها (البحر) ماؤه ، ولا ملوحته أي مأخذ ..وأكثر من ذلك فإن ملامح وجه الهالك وجثته لم يظهر عليها أي أثر للتشويه الذي يحدثه الحوت وملوحة البحر بأجساد الغرقى ..فكيف نصدق رواية الموت غرقا؟ يضيف المصدر نفسه. بعدما صار لذوي المفقودين رأس خيط ، وبصيص أمل في العثور على أبنائهم ، توحدوا في جمعية عائلات وأصدقاء ضحايا الهجرة السرية ، وصاروا يدقون الأبواب ، كل الأبواب ، من أمن، ومصالح حكومية وسلطات محلية، ومركزية..كما راسلوا الخارجية الجزائرية ، وتوصلوا ببعض الأجوبة التي لم تقل شيئا، فقط أن شكايتهم بالمهرب صاحب الزورق المطاطي المدعو مجدوبي رابح ،والذي يوجد في حالة فرار بالديار الاسبانية ، قد تم إلقاء القبض على أخيه وشريكه الذي صدرت في حقه عقوبة حبسية لمدة سنة نافذة أمضاها ،وهو الآن حر طليق ، في حين مازال الفاعل الرئيسي هو الآخر طليقا في حالة فرار ،و لا يستشعر أية مطاردة جدية، في وقت لم ينل المفقودون بعد من اهتمام المسؤولين أي حظ، ولكن عائلات الضحايا لم تفقد الأمل ، يضيف السيد عمراوي سعيد.