تنطلق في الساعة الأولى من يومه الثلاثاء، حملة الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي سيجري في فاتح يوليوز المقبل . وتمتد الحملة الاستفتائية التي ستنخرط فيها مختلف مكونات الشعب المغربي وهيئاته التمثيلية ،إلى الساعة الثانية عشرة ليلا من يوم الخميس30 يونيو الجاري . وستنظم مختلف الهيئات والتنظيمات السياسية الوطنية، تجمعات ولقاءات تواصلية بمختلف ربوع المملكة لتقديم وشرح مضامين مشروع الدستور الجديد، وتعبئة المواطنات والمواطنين للانخراط بكثافة في هذا الاستحقاق الهام . وكان جلالة الملك محمد السادس قد أعلن في الخطاب السامي الذي وجهه إلى الأمة ، يوم الجمعة الماضي ، أن الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور الجديد سيجري في فاتح يوليوز. وقد أعلنت وزارة الداخلية عن وضع بطائق انتخابية جديدة في إطار الإعداد لإجراء االاستفتاء الدستوري. وأهاب وزير الداخلية ، في بلاغ ، بجميع الناخبات والناخبين المسجلين باللوائح الانتخابية أن يبادروا إلى سحب بطائقهم الجديدة من مكاتب السلطات الإدارية القريبة من مقر سكناهم، طيلة أيام الأسبوع بما في ذلك يومي السبت والأحد . أشاد الحزب الاشتراكي الفرنسي، أول أمس، بالإصلاحات الدستورية التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس، معتبرا أنها تشكل «تطورا هادئا» و«تقدما ديموقراطيا جديدا في المغرب العربي». وقال الكاتب الوطني للحزب في الشؤون الدولية، جان كريستوف كومبديليس، إن «إعلان الملك محمد السادس عن إجراء استفتاء من أجل المصادقة على الدستور الجديد في فاتح يوليوز القادم، يمثل تقدما ديموقراطيا جديدا في المنطقة المغاربية». وأضاف في بيان أن «الامر يتعلق بخطوة إلى الأمام (...) وهو تطور هادئ، ويأتي بالتأكيد تمهيدا لأخرى جريئة». ومن جانبه، رحب الاتحاد الاوربي بإرادة الاصلاح لدى الملك محمد السادس، معتبرا أن الامر يتعلق «بتعهد واضح لصالح الديموقراطية»، وأعلن انه سيدعم هذه «الاصلاحات الواسعة». وذكرت وسائل الاعلام المحلية الفرنسية أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي ونظيره الألماني غيدو فيسترفيله رحبا يوم السبت الماضي في بوردو بالخطاب «التاريخي والمتبصر» الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، يوم الجمعة، وأعلن جلالته من خلاله عن «إصلاحات ذكية». وقال جوبي في مؤتمر صحفي مشترك مع فيستر فيله «"لقد رحبنا بخطاب ملك المغرب، والذي اعتبرناه بمثابة لحظة تاريخية، ومتبصر وشجاع، لكونه يأخذ بعين الاعتبار تطلعات الشعب المغربي". من جانبه، أشاد رئيس الدبلوماسية الألمانية «بالإصلاحات الذكية المعتمدة في المغرب». كما رحب فيسترفيله «باختيار المغرب طريق الإصلاح»، حيث أن ما أعلنه جلالة الملك في مارس الماضي «تلته على الفور أفعال». وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين اشتون والمفوض الاوروبي للتوسيع ستيفان فولي «"نرحب بإعلان ملك المغرب البنود الرئيسية للدستور الجديد الذي سيطرح على الاستفتاء في فاتح يوليوز2011»"،وأضاف المسؤولان الأوربيان في بيان مشترك «"إنها خطوة مهمة تشهد على تعهد واضح حيال الديموقراطية واحترام حقوق الانسان». واعتبر المسؤولان، في البيان نفسه، أن «هذا الدستور سيمثل فور تطبيقه تقدما رئيسيا في عملية الاصلاحات التي بدأت في المغرب». وخلص البيان إلى القول إن «الاتحاد الأوربي على استعداد لدعم جهود المغرب لتطبيق هذه الاصلاحات الواسعة». وكان العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس أول المرحبين بالدستور المغربي الجديد، حيث هنأ في رسالة بعثها الى جلالة الملك محمد السادس، بهذه الخطوة السياسية نحو إرساء الديمقراطية. ومن جانبه، اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، يوم السبت، الإصلاحات الدستورية المعلنة في الخطاب الملكي «مثالية»، واصفا إياها ب«"التطورات المؤسساتية الكبيرة.. ومن خلال هذه المسيرة التي تلبي طموحات شعبه، فالملك محمد السادس أظهر الطريق نحو تغيير عميق وهادئ وعصري للمؤسسات والمجتمع المغربي». وأعرب ساركوزي عن تأييد فرنسا للخطاب، نظرا للصلاحيات التي أعطيت للوزير الأول وفصل السلط الأمر الذي سيسمح ب«توازن دستوري جديد لصالح المؤسسات المنتخبة في إطار احترام تام للمؤسسة الملكية».