يا ريح الهوى احْمِلهُ على رِفْقٍ إليَّ وانسَحِبِ انزِلهُ في حُضني فلي عنده كثير من العُتْبِ أو اذْريه يا ريحُ بذورا تنبت في تُرْبَتي أغْريهِ بالمُكْثِ في رحيق الأقحوان وفوق العشب يا ريح الهوى احمله على رفق إليَّ وانسحب سأضَوِّعُهُ عطرا مع هبَّات النسائم وألفُّه ظفائر أجذبُ بها كل الغمائم وأصلبُه على ألوان قزح في فصل دائمِ وأرفع إليه عيوني تطلع حالم وأنسُجُ من كبريائه وبِعاده زرابي لأحلامي وأعصره ليمونا أطفيء به غليان سقامي وأعجنه وأخبز منه فطائر لحل الصوم وأنشرُ بقاياه تجف ذُخرا لرفع الهمِّ يا ريح الهوى احمله على رفق إليَّ وانسحب ٭ ٭ ٭ ويا خيوط الشمس ذوِّبِيه في عُيُوني ولا تنْتحِبي أريده سائلا في دمي لكثير من المآربِ أريده خمرا تُسْكِرُ بِلا جُنْحٍ ولا ذنبٍ يا خيوط الشمس ذوبيه في عيوني ولا تنتحبي أبغيه ماءً زلالا من قديم الحِقبِ أخرجُه من صخر الجبال للشرب وأضعه جواهر مُشَكَّلةً من تِبره الذائب وأجعله أقراطا في أذني تنزل إلى الجيد وأقوده جَمَلاً صَبورا على رمل صحرائي المُلتهب وأضعه في قِرَبي معدِنا سائلا لكل متدرِّب يصنع منه الخواتم والدمالجَ على مِعْصَمِ التُّيبِ وأوَرٍّدُهُ لعوالم الحب على ظهور النوق النُّجُبِ يا خيوط الشمس ذوِّبيه في عيوني ولا تنتحِبِي إن قلبي قد عفا من طول النوى بلا سبب.