رَأَيْتُكِ ترعين الشمسَ في مدخلِ النفقْ، كنتُ هناك ألملم خطايا الليل، كنتُ هناكَ أقتفي ما تركتِ الأحلامُ من أثرٍ، وكنت أحتقن. العبور إليكِ مليء بالكلام، وبغمامات تحط في خفقان القلب، وبأودية عميقة من الرغبة تحفر في الروح وتختفي في الجسد. هل كنت تمزحين مع الفراشات التي غطت المدخل قبل أن أنسحب في غيبوبة الانتشاء؟ الخطايا تجب ما قبلها، والروح ملَّتْ من الانتظار خارج ملكوت العتمة. من ذيل الليل، ومن فلول النجوم الهاربة، تولد الشمس كي تطفئ الأحلام، ومن شهوة الجسد تصْعدُ الفقاعةُ الروحُ مُعََمَّدَة بالندم: ألمُ اللذةِ أم شغفٌ بما وراء حجب الطهارة؟. باب باطنه عذاب. رأيتك في الشعاع العابر في مدخل النفق، رأيتك في تلاشي النجوم، في تآكل الليل، بينما أحمل أوزار العاشق وأغوص في الملكوت الأدنى لا خوفٌ عليّ، أنا في المكان الأجمل. ضوء في آخر النفق، وشهوة مسرفة في التوقد. الحياة حريق دائم وأنت جذوتي الأثيرة، وأنا الرماد. ومن حيث لا يدري أحد، من حيث تخرج الريح، دلفنا إلى الباب، لم يكن الجحيم هناك، ولا الجنة كانت قاب اليدين. لم نكن واضحين بما يكفي، ولا الباب كما تصورناه، كان شظايا ضوء ودخانا من هدوء مرتبك... ليتك وقفت في المدخل، رأيتك ترعين الشمس هناك، بينما أطارد فلول الغسق، وأبحر في شغفي وأغرق فيك. سماوات من زرقة لا متناهية وأحلام تهبّ على الأزرق المختلف في بحيرة العطش. أشرب وأواصل عطشي، يا بحري ويا صحرائي، أفتش بلا هوادة عن شبيهي، فأهتدي إلى ما أحبّ: ضدي.