خطا الوزير الاول الجزائري أحمد أويحيى أول أمس خطوة إلى الوراء في قضية فتح الحدود بين بلاده والمغرب. فبعد التصريحات الايجابية التي أدلى بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أثناء زيارته لتلمسان قبل أسابيع، والمواقف التي عبر عنها ممثله الشخصي الامين العام لجبهة التحرير عبد العزيز بلخادم، اعتبر أويحيى أن» فتح الحدود البرية بين البلدين «غير وارد .» أويحيى الذي يعد أحد شخصيات الحرس القديم بالمؤسسة العسكرية، رد على سؤال وجه إليه في ندوة صحفية أول أمس بأن» الموضوع ليس مسجلا على أجندة حكومته التي يرأسها منذ 2008«، مضيفا أن الامر سيحدث يوما ما، وأن إعادة فتح هذه الحدود «غير مرهونة »بقضية الصحراء. وأضاف أويحيى الذي سبق له أن تقلد منصب رئيس الحكومة الجزائرية أربع مرات منذ سنة 1995: «نحن في حاجة إلى مناخ تسوده النية الحسنة والثقة المتبادلة بين الجيران (...) لكن التصريحات المغربية الرسمية الأخيرة التي اتهمت الجزائر بتمويل المرتزقة الأفارقة بليبيا لا تؤيد للأسف هذا الاتجاه.... لقد سمعنا تصريحات نشرتها وكالة أنباء المغرب العربي، وسمعنا تصريحات من اللوبي الرسمي المغربي بواشنطن بأننا أرسلنا مرتزقة وأسلحة إلى ليبيا.. إن هذه التصريحات لا تساعد على توفير مناخ لبناء علاقات مبنية على الثقة»». وللتذكير، فإن المجلس الوطني الانتقالي الليبي أكد، بأدلة ثابتة، وجود مرتزقة جندتهم الجزائر لصالح كتائب القذافي . ومن بين هؤلاء المرتزقة حوالي 500 عنصر من أفراد البوليساريو المتواجدين بمخيمات تندوف فوق الاراضي الجزائرية .كما أن مسؤولين بحلف الناتو أكدوا أن لديهم معلومات تفيد بأن المئات من المرتزقة زجت بهم الجزائر ضد الثوار الليبيين الذين اضطروا للمواجهة مع كتائب القذافي منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وقد نشرت عدة وسائل إعلامية دولية، أوربية وأمريكية، تقارير تتضمن معطيات بأن الجزائر تحولت إلى ما يشبه وكالة توظيف لمحاربين يدافعون عن القذافي وعائلته مقابل أجور تفوق 4000 دولار شهريا ، وإلى شركة لتوريد العتاد الحربي لصاحب ««الكتاب الاخضر» »الذي يعيش آخر أيام نظامه الدكتاتوري. أويحيى الذي تحدث في ندوته الصحفية عن قضايا داخلية، قال إنه بالرغم من كون الحدود مغلقة، يبقى حجم المبادلات التجارية الرسمية بين بلاده والمغرب «مرتفعا»، ويأتي «في المرتبة الأولى في الميزان التجاري الجزائري مع البلدان الإفريقية الأخرى». ولم يفت الوزير الاول الجزائري أن يشير إلى المقابلة الكروية بين البلدين التي ستجري بمدينة مراكش السبت المقبل ،وتمنى لها أن «تجري في إطار أخوي مثلما كان الحال في عنابة (لقاء الذهاب). وتجدر الاشارة إلى أن الحدود المغربية الجزائرية مغلقة منذ غشت 1994 عقب العملية الارهابية التي استهدفت أحد فنادق مراكش، واتهم فيها المغرب المخابرات الجزائرية بالوقوف وراءها .