في الوقت الذي تحولت شوارع مدينة زايو إلى مرتع خصب للباعة المتجولين الذين يتمركزون في مختلف الشوارع الرئيسة للمدينة ، خصوصا وسط الطريق لعرض بضاعتهم المهيأة للبيع ، مما يجبر الراجلين والسائقين على اتخاذ كامل الحيطة والحذر والتقليل من السرعة قدر الإمكان لتفادي مشاكل الازدحام التي تعرفها شوارع مدينة زايو، التي جعلت سكان حي السوق وحي البام يعيشون على وقع مجموعة من المشاكل التي أدت إلى تأجيج الوضع على المستوى المحلي . وفي إطار التصدي لهذه الظاهرة بادر سكان حي السوق إلى الدخول في أشكال احتجاجية من خلال رفعهم للافتات تندد بالوضع القائم مع إرسال رسائل غير مشفرة للجهات المعنية مكتوب عليها بشكل واضح " سكان حي الداخلة مستاؤون من الفوضى التي يعرفها الحي وانتشار الأوساخ " و " سكان وتجار حي السوق ينددون ويستنكرون لا مبالاة المسؤولين " وكذا " من المسؤول عن الوضع الكارثي الذي إلى إليه المركب التجاري و"سكان وتجار حي السوق يطالبون المسؤولين بالتدخل لرفع الضرر" ارفعوا عنا الضرر ". وقد أكد احد باعة الخضر والفواكه بالمركب التجاري أن «هذه الخطوة النضالية غير المسبوقة جاءت كرد فعل منا على المنافسة غير الشريفة واللاقانوية للباعة المتجولين الذين اكتسحوا مختلف شوارع المدينة» ، وأضاف قائلا " بسبب هذه الفوضى تأثرت تجارتنا كثيرا ، فنظل في في كثير من الأيام بلا بيع ولا شراء» ، مؤكدا أن «الجهات الأمنية والسلطات المحلية صاروا يتساهلون أكثر من اللازم مع هؤلاء الباعة المتجولين ». وفي إطار احترام الرأي والرأي الآخر يقول بائع متجول بشارع احد في لهجة حادة : « إننا لا نسرق حتى تطاردنا الشرطة وتمنعنا من كسب رزق الحلال " ، ويؤكد أن عمليات المطاردة السابقة جعلته وزملاءه في رعب دائم خوفا على سلعهم وأرزاقهم ... ورغم انه لاينفي تأثير نشاط الباعة المتجولين على أصحاب المحلات التجارية بالشارع فإنه يتحدث عن أن " كل واحد ورزقه ، ونحن كباعة متجولين نتاج واقع للعطالة والفقر ، ماذا سنفعل ؟ ولماذا ظلت السلطات تصادر بضاعتنا ؟ هل يريدوننا أن ندخل في غمار ممارسة السرقة والاتجار في المخدرات حتى نكسب لقمة العيش؟.» ومن جهتها أقبلت السلطة المحلية المتمثلة في شخص باشا المدينة مدعوما برجال الأمن والقوات المساعدة وأعوان السلطة على إزالة جميع اللافتات التي رفعتها الساكنة بدعوى أن المحتجين لا يتوفرون على رخصة لإلصاق اللافتات على الجدران ، مما تسبب في إشعال فتيل الغضب داخل أوساط ساكنة حي السوق الذين رفعوا شعارات مطالبة برحيل الباشا ، حيث حولوا الوقفة الاحتجاجية العفوية إلى مسيرة توقفت عند باب المركب التجاري. وعرفت الوقفة الاحتجاجية مشاركة واسعة من طرف ساكنة حي السوق، بمساندة من الجمعية المغربية لحقوق الانسان والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ونقابة تجار وأسواق بلدية زايو ، وجمعية الجزاريين إضافة إلى بعض ممثلي منظمة الشبيبة الاتحادية .