تعتبر الأمراض المنقولة جنسيا، التي بلغ عدد المصابين بها حوالي 374 ألف حالة إصابة، كما أعلن عن ذلك سنة 2005، منها 77 في المائة لدى النساء اللواتي يتراوح سنهن ما بين 15 و 24 سنة، مشكلا للصحة العمومية. ورغم حدة انتشار هذه الأمراض المعروفة بخطورتها، يظل تحسيس العموم بهذا النوع من التهديد الصحي محصورا. وبهذا الخصوص، أطلقت جمعية IST Zéro التي تنشط منذ سنوات في الحملات الوقائية ضد الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا، حملتها الوطنية التحسيسية والتوعوية حول الأمراض المنقولة جنسيا، وذلك يوم الثلاثاء 17 ماي الجاري. و «ينبع هذا المشروع الذي أعد بشراكة مع سفارة سويسرا بالمغرب، ومختبرات كوبر فارما، والجمعية المغربية للصحافة الطبية، من إرادة اجتماعية للعمل جماعيا من أجل الجميع، بهدف تعزيز التربية الصحية للساكنة وتحسين وضعيتهم الصحية». «هذه المبادرة جاءت لتدعم الجهود المبذولة من قبل جميع الفاعلين المعنيين من أجل بلوغ أهداف الألفية المرتبطة بالسيدا عبر محاربة الأمراض المنقولة جنسيا، حيث يبقى دور نقل السيدا بالاتصال الجنسي مهما. والهدف هو التعريف أكثر بهذه الأمراض لدى الشباب على وجه الخصوص، بما أنهم يشكلون الشريحة الأكثر عرضة للإصابة، مع إعادة التأكيد على ضرورة الالتزام أكثر فأكثر من أجل تحسين الوقاية والرعاية.» يقول بهذه المناسبة السيد عبد المجيد عيبود، رئيس هذه الجمعية الشابة. وبالنسبة لمنظمي هذه الحملة، فإن بلوغ هذا الهدف لا يمكن تحقيقه دون العمل المتواصل من أجل إرساء ثقافة للوقاية ضد الأمراض المنقولة جنسيا/ السيدا لدى الساكنة المعرضة لها، وتمتد الحملة الوطنية للتحسيس والتوعية حول الأمراض المنقولة جنسيا / السيدا، طول السنة، من خلال وسائل مواكبة بيداغوجية وعلمية. ويتعلق الأمر، بإنشاء موقع على شبكة الانترنت مخصص لتثقيف الجمهور حول التدابير الوقائية، وتنظيم دورات الوقاية في مختلف المؤسسات التعليمية. ويضيف الدكتور السقاط أخصائي في الأمراض الجلدية والتناسلية، الذي قام بتنشيط ورشة تكوينية لفائدة الصحفيين أعضاء الجمعية المغربية للصحافة الطبية، قائلا «الأمراض المنقولة جنسيا تبقى غير مرعبة مثل الأمراض المعروفة بخطورتها من قبيل السيدا، غير أنها تشكل أحد أكبر الأسباب شيوعا للمرض بالعالم. وتجاوز آثارها وانعكاساتها أبعد من عدم الراحة البدنية والنفسية عند الأشخاص الذين يعنون منها خاصة النساء منهم، علما أنها تؤثر طويلا على الصحة حيث تتسبب في العقم بالنسبة لثلثي الحالات المصابة، والحمل خارج الرحم، وسرطان عنق الرحم، ووفيات الرضع». بتنويع مقاربتاها التواصلية حول الأمراض المنقولة جنسيا ، فإن جمعية IST Zéro تصبو إلى مواصلة تدعيم وتكريس الإجراءات التي سبق اتخاذها من قبلها. فمن خلال تنظيم الحملة الوطنية التحسيسية بخصوص الأمراض المنقولة جنسيا/ السيدا مع مشاركة مجموعة من الوجوه المعروفة إعلاميا، تدشن الجمعية IST Zéro منعطفا جديدا في مخطط العمل الذي سطر منذ إحداثها سنة 2009.