« الشعب يدين الإرهاب أيا كان مصدره .. الشعب مصر على التغيير « كان ذلك واحدا من الشعارات التي أطرت المسيرة الوطنية التي عرفتها مراكش يوم الأحد 8 ما ي الجاري المنددة بالعملية الإرهابية التي هزت ساحة جامع الفنا صباح يوم الخميس 28 ابريل الماضي . و منذ الصباح الباكر بدأت الوفود تتقاطر على المدينة الحمراء في رحلات جماعية و فردية من مدن و مناطق متباينة في موقعها الجغرافي ، من طنجة و طاطا ، أزيلال و فاس ، الدارالبيضاء و فكيك و من كل جهات المغرب . و لم تقتصر المشاركة على فئة بعينها بل شملت الرجال و الأطفال و الشيوخ و الشباب الذي التحقوا في حماس للتنديد بالإرهاب و كل مرجعياته . المسيرة التي شارك فيها حوالي عشرة آلاف شخص بدعوة من حركة 20 فبراير، كانت مناسبة للتذكير بمطالب الحركة ، حيث رفعت خلالها لافتات و شعارات مطالبة بالتغيير و إسقاط الاستبداد و محاكمة ناهبي المال العام و استرجاع الأموال المنهوبة و التوزيع العادل للثروة الوطنية و ضمان الحقوق الأساسية . و كان من بين الشعارات التي رددها المشاركون في المسيرة « هذا مغرب التغيير ماشي مغرب التفجير « و « لا للعنف لا للإرهاب « و « لا رعايا و لا قداسة شعبنا يختار الساسة « و « لا لحكومة لاتحكم و حاكم لا يحاسب « و « الشباب يريد بناء مغرب جديد : كرامة ، حرية و عدالة اجتماعية « . و من بين ما ميز المسيرة المشاركة اللافتة للنساء اللائي رددن شعارات مناوئة للفكر الظلامي و مطالبات بالمساواة . مسيرة مراكش انطلقت من ساحة باب دكالة مخترقة شارع الحسن الثاني في اتجاه ساحة الحارثي ثم شارع محمد الخامس وصولا إلى جامع الفنا بحضور وجوه من التنظيمات السياسية و الجمعيات الحقوقية و المنظمات النقابية و الجمعيات الثقافية و النسائية و وفود من مختلف مواقع حركة 20 فبراير . و حاولت مجموعة صغيرة من السلفيين تحريف شعارات المسيرة بعد أن انعزلت بساحة جامع الفنا بالقرب من مقهى أركانة بعيدا عن المسيرة التي اختارت التوقف قرب المقر السابق لبنك المغرب ، فرددت شعارات اعتبرها المواطنون مستفزة لمشاعر أسر الضحايا و السكان عموما ، و منها شعارات توجه تهمة الإرهاب إلى الدولة و تبرئ ساحة الظلاميين . و كان من بين الشعارات التي رددتها هذه المجموعة « لا سلفي و لا وهابي المخزن هو الإرهابي « و في الوقت الذي كانت فيه شعارات المسيرة تطالب بالكشف عن كل الجناة الضالعين في هذه العملية الإرهابية سواء على مستوى التنفيذ أو التخطيط أو التنظير أو التبرير ، حوّرت هذه المجموعة شعارات المسيرة من « الشعب يريد إسقاط الإرهاب « إلى « الشعب يريد إسقاط قانون الإرهاب « مضيفين إليها شعارات مطالبة بإعادة فتح دور القرآن .. و هو ما استنكره الكثيرون الذين رأوا أن المسيرة كانت بهدف التأكيد على رفض الإرهاب و التضامن مع الضحايا و ليست فرصة لتمرير خطابات ملغومة .