رغم امتياز إجراء مباراة واحدة مصيرية وحاسمة بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء بسبب الظروف السياسية التي أرقت دولة الكوت ديفوار بعد رفض الرئيس السابق غباغبو التخلي عن السلطة لفائدة الرئيس المنتخب حسن واترا، رغم هذا الامتياز، فإن مباراة الرجاء البيضاوي ضد فريق أسيك ميموزا الإيفواري كادت نتيجتها أن تكذب كل التكهنات، لكن الدقيقتين الأخيرتين من الوقت المحتسب قلبتا كل الموازين، وأعادتا عقارب الساعة إلى نقطة البداية، بل حكمتا على الفريقين المتباريين بالاحتكام إلى الضربات الترجيحية للحسم في اسم الفريق المتأهل لدور المجموعات، وكان الحظ بجانب الفريق الأخضر الذي انتزع ورقة التأهيل بصعوبة كبيرة جدا. فرق الرجاء دخل هذا اللقاء المصيري والحاسم بتركيبة بشرية لم تقو على مسايرة الإيقاع منذ البداية، حيث ظهرت بصورة باهتة تاركة المبادرات الهجومية للفريق الإيفواري الذي كانت خطوطه الثلاثة (الدفاع، الوسط والهجوم) منظمة حاضرة ومتماسكة ومنسجمة، الأمر الذي جعل العناصر الرجاوية ترتكب بشكل يطرح تساؤلات عديدة حول النهج التكتكي الذي اختاره المدرب امحمد فاخر، ما يعني بأن هذا الأخير لم يحسن قراءة الخصم طيلة الجولة الأولى التي كانت السيطرة طيلتها لفائدة الإيفواريين، سيما وأن المدرب الرجاوي اختار أسلوبا تكتيكيا يتأسس على خطة (1-3-2-4) وهو نهج لم يكن ناجعا أمام الاختيار التكتيكي لمدرب فريق الأسك الذي أحسن قراءة خصمه، واندفع بشكل جعله الأقرب إلى تسجيل هدف السبق، وبالفعل فقد تأتى له ذلك في حدود الدقيقة 57، بعد خطأ في التغطية الدفاعية للبيضاويين، بواسطة اللاعب السريع باكايوكو. الامتياز الذي سجله الزوار الذين كانوا متحررين من كل الضغوطات النفسية، نزل كحمام ثلج على كل المكونات الرجاوية جمهورا وتقنيين ومسيرين ولاعبين، ولعل التغييرات التي قام بها المدرب امحمد فاخر بعد استقباله لهدف السبق، كان تأثيرها واضحا على مجريات الدقائق العشرين المتبقية من عمر المباراة، حيث ظهر المحليون بصورة أفضل خصوصا بعد استبدال كل من بوشروان وبنرابح باللاعبين الطير والصواري، هذا الأخير عرف كيف يصطاد ضربة جزاء في الأنفاس الأخيرة من المباراة، أحسن ترجمتها إلى هدف اللاعب الرجاوي المدلل محسن متولي في الدقيقة 94. هذا اللاعب لم يعط ما كان منتظرا منه، حيث لم يتوفق في تقديم التمريرات الحاسمة، أمام يقظة الإيفواريين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و22 سنة، كما يتميزون بالسرعة في تنفيذ العمليات الهجومية، وفي استبدال المواقع فوق رقعة الملعب. ضربة الحظ التي لعبت لفائدة الرجاويين بعد إعلان الحكم الكاميروني عن ضربة جزاء، كانت حاضرة أيضا عند تنفيذ الضربات الترجيحية التي احتكم إليها الطرفان بعد انتهاء الوقت القانوني، حيث سجل الرجاويون جميعها، فيما ضيع الزوار واحدة منها، ليتأهل الفريق الأخضر الى دور المجموعات بضربة حظ. المدرب امحمد فاخر اعترف بقوة الفريق الخصم، وأوضح خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة «لاعبو فريق الايسك يمتازون بالسرعة، ونقطة قوتهم هاته سببت لنا العديد من المتاعب، بالإضافة الى كونهم يتوفرون على تقنيات عالية، الأمر الذي سهل عليهم خلق مساحات كبيرة فوق رقعة الملعب، وعندما انتبهنا الى نهجهم التكتيكي، عملنا على الحد منه، وفرضنا أسلوبنا» ولم يفت المدرب فاخر التأكيد أن الهدف الأساس من المباراة هو انتزاع تأشيرة المرور إلى دور المجموعات بصرف النظر عن الطريقة التي تحققت بفضلها مبتغى التأهيل، ونوه فاخر بالدور الذي لعبه الجمهور، معتبرا إياه السند المعنوي للفريق الأخضر. من جانبه انتقد مدرب اسيك ابيدجان الفرنسي سيبستيان ديزابري الحكم الكامروني، متسائلا عن دواعي إضافة خمس دقائق كوقت محتسب، علما، يضيف مدرب الأسيك، أن المباراة لم تعرف توقفات تستدعي إضافة كل هذه الدقائق.