يواصل المهرجان الوطني للقصة المغربية القصيرة، في دورته الثانية، والذي ينظمه اتحاد كتاب المغرب بتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة ببني ملال، يومي الجمعة والسبت 27 و28 ماي 2011، بمدينتي بني ملال وأزيلال )، احتفاءه بالفن القصصي الوطني، مسلطا الأضواء على سيرورته ماضيا وحاضرا ومستقبلا ، وملتفتا لقضاياه النظرية والجمالية النوعية والمستجدة ، في أفق الرهان على ضمان تطوير أساليبه لغة وتخييلا وبناء، خصوصا وأن هذا الجنس الأدبي الحيوي عرف خلال العقود الأخيرة طفرة متنامية، ما فتئت تحقق إشعاعا ثقافيا محمودا، سواء داخل المغرب أو خارجه، وهذا ما يبرز من خلال دينامية الأنشطة المخصصة له هنا وهناك، وأيضا عبر التراكم النصي المطرد لمنتجيه، والاهتمام المتزايد الذي يلقاه في محفل القراءة والتلقي. من ثم، تقترح الأرضية الثقافية لهذا المهرجان، فضلا عن جلستين إبداعيتين للقراءات القصصية، بمساهمة كتاب وكاتبات من مختلف الأجيال والحساسيات والمرجعيات، تخصصان لقراءة آخر الإنتاجات القصصية لمبدعينا المغاربة، تنظيم لقاء تكريم ووفاء، يفرد للأديب المغربي القاص مبارك ربيع، الذي تتشرف هذه الدورة بحمل اسمه، باعتباره واحدا من أيقونات هذا الجنس ورموزه اللامعة، ممن حققوا استمرارية لافتة في العطاء والتجدد، ولعل محكياته ومجاميعه القصصية:سيدنا قدر/1980، دم ودخان /1981، رحلة الحب والحصاد/ 1983، البلوري المكسور/ 1996، من غرب لشرق/ 2002، صار غدا/ 2009، دليل شاخص على تفانيه الصوفي، وعشقه اللامحدود للقصة القصيرة، التي لا يعدها باحة استراحة بين روايتين، بل واحة أدبية مستقلة يفيء إليها بحثا عن ماء السرد وظلاله الوارفة ... هكذا، إذن، تقترح علينا هذه الدورة ندوتين بحثيتين: الندوة الأولى: «شعرية المكان في القصة المغربية القصيرة»، بمشاركة باحثين ونقاد مغاربة مرموقين، وتسعى لإبراز قيمة المكان، بمختلف تجلياته، في بناء المتن القصصي المغربي . إذ أضحى هذا المقوم كيانا هندسيا مرئيا وملموسا بشكل واقعي، له القدرة على تجاوز الحدود الفيزيقية، أو ما يمكن أن يعكس ملامح المكان المألوفة، فهو متعلق بجوهر العمل القصصي وما يستحضره من صور لذكريات واسترجاعات مكانية وسيكولوجية واعية أو لاواعية ، أو هو على حد تعبيرغاستون باشلار «تلك الصورة الفنية التي تذكرنا أو تنبش في أعماقنا ذكريات وأضغاث رؤى». وسيتم البحث عن «شعرية» هذا المكون بوصفه كيانا ماديا ورمزيا يبرز الشخوص، وينمي الحدث، ويدعم السرد وكل الموتيفات والعناصر البنائية الداخلة في عملية تصييغ النص القصصي. الندوة الثانية: «أسماء في الذاكرة القصصية»، وهي لحظة استعادة لأربعة أسماء إبداعية رحلت عنا في السنوات الأخيرة، مخلفة منجزا قصصيا ثرا ومهما، فتوجب من باب الاعتراف والامتنان العودة إلى تراثها لإيلائه ما يستحق من دراسة وبحث نقديين، كفيلين بجعل عطاءاتها مستمرة عبر الأجيال ومتقدة في الذاكرة الثقافية المغربية . وهكذا، سيتم الالتفات للأضمومات القصصية التي جادت بها أقلام كل من: أحمد عبدالسلام البقالي، ومحمد بيدي، والبشير جمكار، والمختار ميمون الغرباني . المشاركون: لطيفة باقا، أنيس الرافعي، بشير القمري، عبد الله المتقي، حسن بحراوي، محمد بودويك، نجيب العوفي، إبراهيم أولحيان، حسن المودن، عاهد سعيد، مبارك ربيع، محمد صوف، هشام العلوي، محمد عز الدين التازي، مصطفى المسناوي، مليكة نجيب، جبران الكرناوي، محمد رمصيص، عبد الرحمان تمارة، عبد الرحيم مودن، ليلي الشافعي، عمر العسري، أحمد زنيبر، أحمد الويزي، أحمد لمسيح، عبد الحق ميفراني، مصطفى النحال، عبد الرحيم العلام، إدريس جبري، عبد الكريم جويطي، العربي بن جلون، عز الدين الماعزي، زهرة رميج، حفيظة حسين، زهور كرام، محمد أقضاض، نور الدين درموش، محمد أيت لعميم، مصطفى الحسناوي، لحسن حمامة، حميد لحميداني، نور الدين محقق، أحمد العاقد، صدوق نور الدين، الحبيب الدايم ربي، سعيد بوكرامي، عبد الجليل الأزدي.