ينظم اتحاد كتاب المغرب، بتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة ببني ملال، يومه الجمعة وغدا السبت ببني ملال، الدورة الأولى للمهرجان الوطني للقصة المغربية القصيرة (دورة القاص والكاتب ادريس الخوري)، وجاء في الورقة الثقافية للمهرجان: «يأتي التئام هذا المهرجان الوطني للقصة القصيرة المغربية، في دورته الأولى، والذي نأمل أن يصير تقليدا ثقافيا راسخا ومستداما على رأس كل سنة، ضمن سياق الوضع الاعتباري الخاص والمميز، مغربيا وعربيا ، الذي حازته القصة القصيرة من المساحات الرمزية الخاضعة لنطاق مؤسسة الأجناس السردية . وكذا لتسليط المزيد من الأضواء الكاشفة على الإبدالات والديناميات التي عرفها هذا الجرم البلوري المركز ذو اليقين المخاتل، خلال العقود الأخيرة على صعيد الإنتاجية بشقيها الكمي أو النوعي، والاقتصاديات النصية الجديدة، والمدونة النقدية المصاحبة، والتدبير الجمعوي المتخصص . فضلا عن هذا، يتوخى هذا المهرجان من المهتمين بهذا الفن الصعب الجميل ومبدعيه، من مختلف الأجيال والحساسيات الجمالية، أن يشخصوا واقعه الراهن، ويستشرفوا آفاقه المستقبلية، سعيا لتطوير أسانيده النظرية، ومعاييره القنية، حتى يصير قوة جذب في محفل التلقي الواسع، الذي هو جدير بطفلة الأدب الصغيرة المشاغبة. و عليه، تقترح أرضية هذا المهرجان الذي ينظمه المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، بتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة ببني ملال يومي 14 و15 ماي 2010، بالإضافة إلى جلسات القراءات الإبداعية، التي تمزج بين أطياف الريادة والمغايرة ونون النسوة والقص المومض، ولحظة الاحتفاء والتكريم التي نفردها، في هذه النسخة الأولى، لواحد من واضعي الحجر الأساس لصرح مشهدنا القصصي، منذ خمسة عقود خلت، الكاتب والمبدع المغربي، إدريس الخوري، ثلاثة مشاغل كبرى، نفصل مضانها كالتالي : المشغل الأول : « تجربة الملتقيات القصصية بالمغرب: المسار، الإكراهات، الآفاق»، كي نتعرف فيما يشبه التقرير الاستراتيجي على صيرورة عمل الإطارات القصصية بالمغرب بمختلف تلاوينها (جمعيات، أندية،جماعات،مجموعات بحث...)، العراقيل الذاتية والموضوعية التي تعترض أنشطتها وملتقياتها، والآفاق المستقبلية لاشتغالها، سواء أكانت هذه لآفاق مستقلة، في إطار برامجها الثقافية، أو مشتركة، في إطار فضاء جمعوي قصصي، بأجندة موحدة ومتفق على أدوارها بشكل مسبق. ويتغيا اتحاد كتاب المغرب من خلال الخلاصات المفيدة لهذا المشغل خلق شراكة متينة ووظيفية مع تشكيلات هذا الفضاء الجمعوي المفترض، خدمة لتنمية جنس القصة القصيرة بالمغرب. المشغل الثاني : « صورة (المغربي) في المتن القصصي المغربي». وهي ندوة بحثية تروم القبض على الصور التي يتمظهر من خلالها «المغربي» داخل المنجز النصي الذي يجترحه الكتاب المغاربة في القصة القصيرة، إما باعتباره كائنا مفردا، أو وعيا جمعيا أو متخيلا جماعيا. وهل هذا «المغربي» الذي يوجد في الواقع الفعلي هو ذاته الذي نلفيه داخل التخييل القصصي، أم أن ثمة تخارجا ولاتزامنا بينهما، وماهي الأنساق المضمرة ذات الطبيعة السوسيولوجية أو الثقافية أو الأنتربولوجية التي يمكن أن نعثر عليها عند مقاربة تجليات هذه الصور في تعدديتها؟. المشغل الثالث : «تجارب نقدية قصصية جديدة «، حيث ستكون المؤلفات النقدية القصصية التي أطلقت في سماء النشر خلال السنتين الأخيرتين، مناط التقديم من لدن أصحابها بغية التعرف على التصور والمرجعية والخصوصية والمنهج، التي تحكم في تصييغهم لهذه النقود، وإبراز التدقيقات ذات البعد التحليلي أو التصنيفي أو التحقيبي أو الإستطيقي أوالموضوعاتي التي يحدد بها هذا الفريق النقدي الجديد المشهد القصصي المغربي في مختلف أطواره وتحولاته.» وقد وجه المكتب التنفيذي للاتحاد دعوة المشاركة في فعاليات المهرجان للعديد من القصاصين والنقاد والكتاب، بالإضافة إلى الفرقة المسرحية همزة وصل للإبداع بأسفي».