لقد مؤخرا عرفت دارالعجزة(دارالراحة)الكائنة بشارع عبد الرحيم بوعبيد بأكَادير،بحق تحسنا ملموسا لا من حيث البناية أوالأفرشة أوالتغذية أوالمداخيل،ويعود الفضل في هذا التحسن،يقول المدير،إلى دينامية مكتب الجمعية المسيرالمكون من فعاليات مختلفة،وخاصة من الأطر النسوية(ثلاث طبيبات من القطاع الخاص)مما انعكس عمل المكتب بشكل إيجابي على ما طرأ من تغييرات وتحسينات على مرافق دار الراحة. كما تحسنت ظروف عيش النزلاء(20رجلا و19 امرأة) شيئا ما بالرغم من أن جُلّهم يعاني من أمراض نفسية وبعضهم يعاني من أمراض جسدية زيادة على كونهم يشعرون بالقلق نتيجة التخلي عنهم،ليجدوا أنفسهم لظروف اجتماعية في هذه الدار،بل إن بعض هؤلاء تم التخلي عنه من قبل أبنائه. وفي هذا الصدد حدثنا عن امرأة مسنة جاء بها ابنها ليتركها بدارالراحة ،ولما لامه مديرها ونصحه بأن يعتني بأمه بمنزله لأنه أولى بهذه العناية ،لكنه تجاهل كل تلك النصائح ورافق أمه ليتركها بحي صونابا تواجه العراء لمدة أسبوع إلى أن تمكنت سلطات أكَادير من إنقاذها من الشارع وأرسلتها إلى دارالراحة،لكن الغريب في الأمر،يقول المسؤول،هو أن ابنها جاء بعد أسبوعين يسأل عن أمه ليزورها فقط ثم تركها هنا. وبخصوص العمل اليومي بهذه الدار صرح لنا أحد الموظفين عن صعوبة العمل بالمؤسسات ذات الطابع الإجتماعي كدارالعجزة ودارالطالب ومركز حماية الطفولة وخاصة بدارالعجزة لأن المسنين يعانون كثيرا من القلق بفعل أمراضهم المزمنة كداء السكري والأعصاب،خاصة أن معظمهم يتناول الأدوية يوميا للتهدئة والتخفيف من الأمراض النفسية. أما المداخيل والتمويل فقد عرفت هي الأخرى تحسنا كبيرا بالمقارنة من السنوات السابقة بفعل دينامية مكتب الجمعية،وارتفاع المنحة السنوية للتعاون الوطني التي بلغت هذه السنة 80 ألف درهم تنضاف إلى مداخيل بعض المحسنين،كما أن التعاون الوطني منح هذه السنة 120ألف درهم لتجهيزات الحجرات وقاعات الأكل التي شملت تجديد الفراش والطاولات والكراسي بكاملها. هذا دون أن ننسى إعانة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي قدمت بدورها تجهيزات عديدة تخص المطبخ،زيادة على الإعانات المادية والعينية الذي يقدمها عدد من المحسنين بين الفينة والأخرى كما هو الشأن بالنسبة لإعانات جمعية الأعمال الإجتماعية لمراكب الصيد البحري لأعالي البحار حيث كانت دار العجزة تتوصل سابقا بهذه الإعانة المالية مباشرة من الجمعية المذكورة قبل أن تتلقاها دارالعجزة اليوم عبرالعمالة التي خصصت 10في المائة مما يعطى لدار الطالب بأكَادير. لكن ورغم ذلك،يقول المسؤول الإداري،فدارالراحة بأكَاديرتعاني من خصاص كبير في التأطير،فلاوجود لمؤطرين بهذه المؤسسة في الوقت الذي نص فيه قانون 14- 05،الذي صدرمؤخرا أن يكون لكل 10نزلاء ونزيلات مؤطر و مؤطرة مختصان. وفي ظل هذا الخصاص كلفت الإدارة عونا يحرس الرجال بالنهارفيما يتكلف الحارس الليلي بحراسة المؤسسة ومراقبة النزلاء ليلا،وكلفت كذلك عونة بحراسة ومراقبة النساء نهارا في انتظارتشغيل مؤطرين ومؤطرات للقيام بهذه المهمة. فبالرغم من توفر دارالعجزة على ممرضة تباشر عملها يوميا من ناحية تقديم الإسعافات ومراقبة المسنين والمسنات الذين يتناولون الأدوية، فلازالت الدار في حاجة إلى وسيلة للنقل لنقل المرضى من المسنين والمسنات إلى المستشفى،وخاصة في حالة رقودهم هناك،حيث تضطر إدارة دارالعجزة إلى التنقل يوميا عبر سيارات الأجرة لتنقل الأكل وأدوات التنظيف والأدوية لنزلائها الراقدين بالمستشفى،لكن في غياب سيارة خاصة للقيام بذلك،جعل المهمة صعبة للغاية. ومن المشاكل الأخرى التي تواجهها دار العجزة هوأن السلطات في بعض الأحيان ترسل مختلين عقليا من أجل إيوائهم بهذه المؤسسة،مما يصعب عليها استقبالهم لأنهم يشكلون خطرا على النزلاء العجزة والمسنين من النساء والرجال،في الوقت الذي كان بالإمكان إحالتهم على مستشفى الأمراض العقلية،وخاصة أن القانون يلزم المؤسسة بعدم استقبال المختلين عقليا،زيادة على عدم استقبال أكثرمن45 نزيلا ونزيلة من المسنين والمتخلى عنهم،حسب ما تتوفر عليه الآن من الحجرات والأسرة والأفرشة والتغذية.