عاش مركز جماعة زومي القروية، الواقعة تحت نفوذ إقليموزان ، يوما ربيعيا بكل المقاييس، تناغمت فيه الخدمات المجانية التي استفاد منها المئات من المواطنين والمواطنات، بأهازيج المساريات اللواتي يتدفق الجمال والحشمة من تقاسيم وجوههن، وتمازج كل ذلك مع المناظر الخلابة من جبال شاهقة يكسوها اخضرار استثنائي، ولا يكسر عليك هذه الروعة، ويلوث ذوقك، ويعتدي على الحس الجمالي لساكنة هذه القرية المقاومة، إلا رداءة البنية التحتية، والفوضى التي هي بمثابة قرائن على فساد من أداروا ويديرون شؤونها. أزيد من 1000 شخص من ساكنة هذه الجماعة،استفاد من الحملة الطبية المتعددة الاختصاصات التي أشرفت على تنظيمها»جمعية المبادرة التشاركية للتغطية الصحية»، بتعاون مع إطارات مدنية أخرى تنشط بالمنطقة. الحملة التي اختتمت في ساعة متأخرة من اليوم نفسه، تم خلالها ختان العشرات من الأطفال، والكشف عن أمراض النساء من طرف طبيب مختص لأزيد من 100 سيدة، وقياس مرض السكري مع توزيع آلات قياس السكر على المصابين بهذا الداء، وتقويم النظر والقياس لمن يشعرون باختلال ما قد بدأ يصيب عيونهم، وتنظيم ورشات للتوعية الصحية. جمعية المبادرة التشاركية وشركائها، ومن أجل إنجاح هذه الالتفاتة الإنسانية التي ما أحوج ساكنة هذه القرية لمثيلاتها، جندت طاقما طبيا، بالإضافة إلى ثلة من الممرضين والممرضات، ورجال القوات المساعدة والدرك الملكي الذين أشرفوا بشكل ناعم على تنظيم الفئات المستهدفة التي تقاطرت على الفضاء المحتضن للنشاط الصحي. وأبرز عمر حمزة أمين الجمعية في تصريح للجريدة، أن الهدف من تنظيم هذه الحملة، هو تقريب الخدمات الطبية المتخصصة، وتلك التي يفتقد لها المركز الصحي لأكبر عدد من المواطنين الذين تلفهم الهشاشة الاجتماعية، كما أشار إلى أنهم يستهدفون تحسيس المواطن بخطورة بعض الأمراض،وتوعيته باللجوء إلى التشخيص المبكر درءا لكل المخاطر والمضاعفات.