كانت الساعة تشير إلى حوالي الرابعة و45 دقيقة من مساء أول أمس الأحد، حين شرع عدد من الأشخاص في التوجه صوب ساحة بوشنتوف بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، والوقوف بمركزها أو بجنباتها في انتظار الشروع في الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها تنسيقية الدارالبيضاء لحركة 20 فبراير. وما هي إلا لحظات معدودة حتى غادرت مجموعة من الشباب أحد المنازل بزنقة بني مكيلد محملين باللافتات ومكبرات الصوت، فقاموا بتأثيث الساحة، ثم شرعت حناجرهم تصدح بترديد شعارات مختلفة تعبر عن مطالب الحركة السياسية التي وردت في أرضيتها التأسيسية. وقفة بوشنتوف هي الوقفة الثانية التي تنظم بحي شعبي بعد وقفة البرنوصي، وقد شهدت كذلك ترديد عدد من الشعارات ذات الحمولة الحقوقية والاجتماعية من قبيل «شي علا بغا يطير.. شي ساكن في القصدير» و «علاش جينا وحتجينا.. الما والضو غالي علينا»، وشعارات تطالب بإسقاط رموز الفساد ومحاسبتهم، وبرحيل «ليدك» التي «أثقلت كاهل المواطنين وضربت قدرتهم الشرائية من خلال تردي الخدمات وعدم احترام دفتر التحملات» وعدد من الانتقادات الموجهة إليها ولمن « سمح لها باستغلال المواطنين». في حين رفع عدد من المتظاهرين من الجنسين عددا من اللافتات واليافطات البعض منها كان كاريكاتوريا ويحمل انتقادا ساخرا ولاذعا في الوقت ذاته. وقفة الأحد تجندت لها القوات الأمنية بمنطقة الفداء مرس السلطان ، للحيلولة دون وقوع أية أحداث يمكن أن تترتب عنها مناوشات او فوضى، وذلك بعدما اصطف ما بين 30 و 40 شخصا بمنتصف شارع الفداء قبالة من لبوا دعوة تنسيقية الدارالبيضاء لحركة 20 فبراير محملين بصور الملك محمد السادس والأعلام الوطنية وشرعوا في مهاجمة أعضاء الحركة بالشعارات بقولهم «دوي على راسك ماتدويش عليا»، وذلك كلما رفعت الحركة شعار «الشعب يريد ...»، كما طالب الفريق الثاني بتحقيق الاصلاحات بالملك ومع الملك، بل إنهم رفعوا شعارات ضد من اعتبرهم « وكالين رمضان، ومتأسلمين ... وغيرهم»، وظلوا على هذا المنوال لمدة قبل أن يختتموا وقفتهم بترديد النشيد الوطني ويغادروا المكان. مشهد المواجهة اللفظية الذي سقط فيه بعض المحسوبين على تيار معين داخل الحركة، لفت انتباه المارة الذين تحلقوا بدافع الفضول للاستفسار عما يقع، قبل أن يتدارك بعض رموز تنسيقية الدارالبيضاء الأمر ويطالبوا أنصارهم بإدارة، هذا في الوقت الذي كان أنصار فريق الرجاء البيضاوي يمرون على متن الحافلات والسيارات والدراجات النارية وهم يلوحون بأعلام فريقهم ويرددون شعارات خاصة بهم تعبيرا عن فرحتهم بالفوز، وقد استهلت بعض الشعارات باللازمة الشهيرة «الشعب يريد..» لكن تتمة الشعارات كانت بمواصفات أخرى بعيدة عن مطالب الحركة أو أية مطالب أخرى !