تحلق عدد من الفضوليين ممن تعج بهم ساحة نيفادا عادة كل نهاية أسبوع ، من أجل ممارسة الرياضة، سواء تعلق الأمر بكرة القدم المصغرة أو الدراجات الهوائية أو «السكيتبورد»، أو ممن تستهويهم الحلقات الفنية الفلكلورية والشبابية، حول الساحة لمتابعة طقس جديد أثث ساحتهم بعد ظهر أول أمس الأحد، بعدما تعالت الأصوات وصدحت الحناجر لجموع من المواطنين من مختلف الفئات العمرية، التي شرعت في ترديد شعارات احتجاجية انطلاقا من الساعة الثانية بعد الزوال للمطالبة «بالاصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية ...»، وتدعو إلى محاربة الفساد ومحاسبة ناهبي المال العام، حيث وجهت سهام النقد اللاذع من جديد إلى الهمة والماجيدي وساجد وعدد من أعضاء مجلس المدينة. شعارات المحتجات والمحتجين تحدثت عن الفقير وانهزامه أمام سعر الطماطم الصاروخي وباقي الخضراوات، وغلاء المعيشة، والزيادات المتكررة في فواتير الماء والكهرباء، وضرب القدرة الشرائية، ونفس الاتجاه ذهبت إليه عدد من اللافتات التي رفعت، التي عبر بعضها عن مطالب الباعة المتجولين بساحة مسجد طارق بالبرنوصي، الذين يطالبون بإحداث سوق نموذجي، وبعض سكان حي باشكو الذين يطالبون برفع ما يعتبرونه ظلما يعيشونه، وفي نفس الاتجاه ذهب سكان منطقة «بوطويل» والمقبرة اليهودية الذين يحتجون ضد اللامبالاة، وفق ما تفيد لافتتهم، وبتمكينهم من حقهم في السكن، بينما اختارت إحدى الأمهات وقريبات منها رفع صورة لشاب ينحدر من المدينة القديمة والذي يبلغ من العمر 23 سنة، للمطالبة بالكشف عن مصيره بعدما غاب عن أنظارهم منذ 20 فبراير! هتافات وتصفيق وترديد للشعارات، استمر إلى حوالي الساعة الثالثة و 40 دقيقة ، إذ اشرأبت الأعناق وتحولت الأنظار صوب منتصف الساحة في اتجاه مقر مديرية الضرائب الجهوية، حيث نصبت مكبرات الصوت على بعد خطوات من محطة الحافلات قبالة المتواجدين وسط الساحة، ووضعت الميكروفونات، ليُفتح الباب للأشكال الإبداعية التي تم الإعلان عنها والتي ليست سوى مجموعة أغان ملتزمة وشبابية جلس الجميع للاستماع إليها، وهو ما أثار استغراب البعض وخلق عدة تعاليق وردود أفعال ساخرة، فيما ردد آخرون قصائد شعرية وزجلية البعض منها عبارة عن إبداعات خاصة والبعض الآخر لشعراء كبار، في حين حاول مجموعة من الشباب اقتباس نموذج التيفو من جماهير فريقي الوداد والرجاء ، برفع تيفو رمزي باسم الحركة، بينما كانت ، بين الفقرة والاخرى، تردد مجموعة من الشعارات التي أصبحت متداولة منذ خروج الحركة إلى الشارع. وفي سياق الأشكال الإبداعية نصبت على الأرض بمحاذاة من مكان «الحفل » لافتة من طرف بعض الشباب الذين منحوا أقلاما ملونة للراغبين في تضمينها توقيعهم وبعض مطالبهم، حيث تحلق حولها الصغار والكبار للمساهمة، مساهمة كانت في مجملها إيجابية باستثناء واحدة لشخص ظل يخطط كيفما يشاء!!