وسط دوار أولاد صالح بالجماعة القروية مليلة، فخذة أولاد السي أحمد، يوجد مسجد بصومعته الشامخة منذ ما يزيد عن العقدين من الزمن، يقصده المصلون، سواء تعلق الأمر بساكنة الدوار أو بالزوار ممن يصادف تواجدهم بالمنطقة مع حلول وقت الصلاة. مسجد يعرف إقبالا كبيرا كل يوم جمعة ، حيث يستقبل حشود المصلين لأداء صلاة الجمعة، القادمين من الدوار ومن الدواوير المجاورة والقريبة. لكن بعد حادثة سقوط صومعة مسجد بمكناس ، منع قائد قيادة مليلة السكان من ولوج هذا المسجد بدعوى «الخوف من أي انهيار قد يتسبب في وقوع كارثة إنسانية»! السكان المتضررون من قرار الإغلاق عبر بعضهم للجريدة، عن استغرابهم لمنع المصلين من أداء فريضة الصلاة اليومية وصلاة يوم الجمعة دون الاستناد إلى خبرة تقنية تؤكد أن حالة المسجد لا تسمح باستقبال المصلين، إذ تم الاكتفاء بالعمل بمقولة «كم من الأشياء ربحناها بتركها» ، يقول بعض أبناء المنطقة ، «وكان الأجدر إحضار تقني في هندسة البناء، وبعد معاينة هذا الأخير لبناية المسجد والوقوف على عدم صلابة البناء وخطورة فتحه أمام المصلين»! هذا ، وعند إلحاح السكان لمعرفة سبب الإغلاق ، كان جواب القائد «هاد الشي جاي من الفوق» ! ، ليرد عليه ، مرة ، أحد سكان الدوار « الفوق كاين غير الله». إغلاق هذا المسجد تسبب في معاناة سكان دوار أولاد صالح والمنازل المجاورة له ، خاصة كبار السن ، كل يوم جمعة، حيث يبعد المسجد الموجود بالكارة بأربعة كيلومترات والمسجد الموجود بالقرب من مقر جماعة مليلة بحوالي 12 كيلومترا، وتزداد المعاناة خلال فصل الشتاء حين يشتد البرد وتكثر الأمطار، وفي الصيف حين ترتفع درجة الحرارة، وذلك في ظل المحنة مع انعدام وسائل النقل!